القلمون: عمليات كر وفر تستبق المعركة الكبرى

في إطار مستجدات معركة القلمون، دارت معارك ضارية أمس، بين "حزب الله" وقوات النظام السوري من جهة، وبين "جيش الفتح" المعارض من جهة أخرى، في جرود عسال الورد في القلمون شمال دمشق وقرب حدود لبنان. وفي حين أنّ كلا الطرفان تحدثا عن النصر في المعارك، أجمعت الصحف اللبنانية عن كر وفر يستبق معركة القلمون الكبرى.

 

أشارت صحيفة “المستقبل” إلى أن “حزب الله” يقف على شفير معركة طاحنة مع فصائل المعارضة السورية متحسّباً حابساً أنفاسه خشية انقطاعها في مستنقع القلمون “الفييتنامي”،  طغت خلال اليومين الأخيرين مناوشات كرّ وفرّ على هذه الجبهة بين الجانبين تحدث كل منهما إعلامياً عن تكبيد الآخر خسائر جسيمة في الأرواح وتحقيق مكاسب ميدانية على عدد من المحاور الجردية.

وفي إطار النتائج الميدانية لاشتباكات الكرّ والفرّ الجردية بين الفصائل الأسدية بقيادة “حزب الله” وفصائل المعارضة السورية، بثّ الحزب أمس، بحسب “المستقبل” عبر إعلامه الحربي أنباء تشير إلى سيطرة مقاتليه على تلة قرنة النحل وعسال الورد بعد معارك خاضها مع المجموعات المسلحة السورية تحت غطاء مدفعي وصاروخي وجوي كثيف أسفر عن مقتل عشرات المقاتلين السوريين، بينما عادت الفصائل السورية المعارضة لتعلن في وقت لاحق عبر مواقعها الإخبارية عن استعادة “جيش الفتح في القلمون” نقاط عسكرية من الحزب قرب الزبداني وتكبيده خسائر بشرية ومادية كبيرة.

مناوشات كرّ وفرّ على هذه الجبهة بين الجانبين تحدث كل منهما إعلامياً عن تكبيد الآخر خسائر جسيمة

كما اعتبر مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن ان “ما يجري عملية قضم وليس عملية عسكرية كبيرة”، موضحاً ان قوات النظام و”حزب الله” تمكنت من السيطرة على تلال عدة مشرفة على عسال الورد بعد قصف مكثف استخدمت فيه صواريخ “بركان” الايرانية وصواريخ ارض – ارض متوسطة المدى”. وأضاف أن المعارك “مستمرة منذ اول من امس بقيادة حزب الله ومشاركة قوات من الجيش السوري ولا سيما منها لواء الحرس الجمهوري”. الا ان عبد الرحمن شدد على ان التقدم الذي احرز امس “ليس استراتيجياً والمعارك ليست بالحجم الذي يصوره الاعلام”، مشيراً الى “تضخيم اعلامي” لما يجري.

 

غير أن ناطقاً إعلامياً في “جبهة النصرة” في القلمون نفى في اتصال مع وكالة “فرانس برس” انسحاب الجبهة وحلفائها من أي من مواقعهم في القلمون، فيما قالت مصادر “جيش الفتح” إن مقاتليه واصلوا تحقيق انتصاراتهم (أمس) وسيطروا على نقاط جديدة لحزب الله وقوات الأسد في القلمون الغربي، في حين مارس حزب الله حربه الإعلامية بانتصارات وهمية”.

وأكّدت مصادر ميدانية لـ”الجمهورية” أنّ “هذا التقدّم يختلف عن العملية العسكرية الكبرى المعَدَّة للقلمون وأنّ المعركة الكبرى لم تبدأ بعد وسيُعلن عنها في الوقت المناسب”.

كما وصف خبير استراتيجي وعسكري معني لـ”اللواء” الوضع بأنه عبارة عن “كر وفر”، مشيراً إلى ان المعركة لا يمكن ان تكون خاطفة، بل هي طويلة ومصيرية بالنسبة للنظام السوري، فسقوط القلمون بيد جبهة “النصرة” والمعارضة يعني سقوط دمشق بعد محاصرتها من أكثر من جهة..

المعركة الكبرى لم تبدأ بعد وسيُعلن عنها في الوقت المناسب

وفي السياق عينه، أفاد “تجمّع إعلاميي القلمون” عن مقتل القيادي في “حزب الله” فادي الجزار الملقب (أبو العباس) خلال اشتباكات جرود بريتال، بالإضافة إلى مقتل عدد من قياديي وعناصر الحزب في المعارك الدائرة في القلمون من بينهم خالد فرحات وعلي حيدر وحسن الحاج حسن وعماد نصر الدين وحسن عاصي. علماً أنّ “حزب الله” كان قد أعلن من جهته مقتل 3 قياديين في الحزب منهم حمزة حسين زعيتر وعلي خليل عليان.

 

الجيش اللبناني غير معني بالقلمون

شدد مرجع عسكري رفيع لـ”المستقبل” على أنّ الجيش اللبناني غير معنيّ بمعركة القلمون، قائلاً رداً على سؤال عن دور الجيش في حال اندلاع هذه المعركة: “نحن ندافع فقط عن لبنان، ودور الجيش واضح في الدفاع عن أرض الوطن وحدوده ولا علاقة له بأي أمر آخر” خارج هذا النطاق. وعن الاشتباكات التي حصلت في المنطقة الجردية خلال الساعات الأخيرة، أوضح أنّ ما حصل أمس كناية عن “مناوشات عسكرية متقطعة في القلمون سُمعت أصداؤها على الحدود اللبنانية” مؤكداً “عدم وجود معارك ضخمة بعد بالمعنى العسكري للكلمة” في تلك المنطقة، مع الإشارة في الوقت عينه إلى أنّ “المعارك التي دارت خلال اليومين الماضيين في الجرود المحاذية لبلدة بريتال إنما هي كانت محصورة داخل أراضٍ سورية وليس لبنانية”.

دور الجيش واضح في الدفاع عن أرض الوطن وحدوده ولا علاقة له بأي أمر آخر” خارج هذا النطاق

وحتى الآن، فإنّ الجيش، وفق “الجمهورية”، وخلافاً لما تَذكر المصادر المشاركة في الحرب حاليّاً، لا يزال خارج إطار المعارك، وهو يلتزم المحافظة على الحدود اللبنانية ـ السورية، ولكنْ في حال تطوّرت الأمور سيكون حاضراً للدفاع عن السكّان وعن المناطق اللبنانية التي تتعرّض للقصف من خارج الحدود.

وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي قد طمأنَ اللبنانيين خلال الاحتفال بـ”اليوم الوطني لشهداء الجيش” الذي أقيمَ في بيت المحامي إلى “مناعةَ الجيش في مواجهة التحديات، إذ إنّ الإنجازات التي يحقّقها يومياً والالتفافَ الشعبي حوله والثقة الدولية خيرُ دليل على ذلك”. وقال إنّ “الجيش لن يسمحَ بأن يكون هناك أيّ موطئ قدمٍ للإرهاب في لبنان”.

 

السابق
أصالة تصف هيفاء وهبي بالـ «جدّة» وهذا ما قالته عنها
التالي
طائرة استطلاع اسرائيلية نفذت طيرانا دائريا فوق رياق وبعلبك والهرمل