عقاب صقر: الأسد انتهى معركة القلمون ستفجّر البلد ولا حظّ لعون وروكز

وزّع النائب عقاب صقر جديده السياسي في الاتجاهات كلّها. فكشف عن سرّ الهدنة غير المعلنة بين حزب الله والنظام السوري من جهة وبين تنظيم "داعش" من الجهة الأخرى. وشرح كيف أنّ همّ حزب الله وكتائب الأسد هو القضاء على القوى المعتدلة في الثورة السورية، وأبرزها الجيش السوري الحر المدعون من المملكة العربية السعودية لأنّه "ليس متطرفا"، لتقديم أوراق الاعتماد أمام أميركا والغرب والقول إنّ الأسد وحزب الله هما الطرف الصالح للقضاء على داعش. وفنّد في حديث لبرنامج "انترفيوز" مع الزميلة بولا يعقوبيان مساء الأربعاء، كيف أنّ حجة حزب الله في حربه الاستباقية داخل سورية سقطت، لأنّ التطرف الذي ادّعى منعه من الوصول إلى لبنان وصل إلى لبنان وكبر "من 200 عسكري في جبهة النصرة قبل تدخل حزب الله إلى ما يقارب 50 ألف مقاتل في النصرة وداعش حاليا". وشرح صقر كيف أنّ المشروع الإيراني يعاني من أزمة داخلية أفضت الى انتخاب الرئيس حسن روحاني بدل "شبيه" محمود أحمدينجاد، ويعاني من أزمات خارجية دفعته إلى التفاوض مع "الشيطان الأكبر"، وعلى مشارف هزائم أضافية.

كما قدم عضو كتلة “المستقبل” النيابية اعتذاره إلى أهالي زحلة والبقاع الاوسط لأنه لا يستطيع ان يقوم بجزء من واجباته التي انتخب من اجلها لأسباب اصبحت معروفة، مستدركاً “لكنني على تواصل وتنسيق دائمين مع الكتلة بكل التفاصيل، وكلفت المسؤول الاعلامي للكتلة ليمثلني بكل شيء واتابع كل التفاصيل بما فيها معمل السموم الذي سيتوقف في زحلة “.

وسئل صقر، في حديث إلى محطة “المستقبل”، عن سبب غيابه عن الظهور الاعلامي فقال: “في فترة من الفترات كان لدي حلم وكنا احيانا نخدع انفسنا او نحاول ان نعمل على سياسة تغيير الوقائع وتجميلها لكي نقول اننا نكاد نقع في فتنة سنية- شيعية علينا ان نتجاوز هذه الفتنة ولكن منذ فترة منذ ثلاث سنوات بشكل واضح وقعنا في الفتنة السنية الشيعية ولم يعد هناك داع لنتكلم عن تجاوز وتلافي الفتنة فنحن في صلبها”.

ولاحظ ان “الدم يسيل ومعارك كسر العظم ورايات سوداء ترتفع من هنا وهناك . انا لم اكن اريد ان اكون جزءاً من الذين يرمون زيتا على نار الفتنة، من ناحية اخرى كان هناك جزء كبير من النواب والشخصيات في 14 آذار الذين كانوا يغطون مساحة كبيرة بالصراع السياسي الحاصل ولم يكن من الممكن ان اقدم اي جديد الا ان نكون احيانا نزكي هذه الفتنة، خصوصاً انني كنت اعتبر من الناس الذين اذا ما قلت اي كلمة توظف بأنها تصب في اطار التجييش والحقن وانا لم اكن ابدا في هذا الاطار”.

ولفت إلى “ان هناك معطيات ومعلومات وقراءة تقول بشكل واضح اننا امام فرصة حقيقية لتجاوز تاريخ اسود كتب في المنطقة وشارك فيه الجميع مع التفاوت في المسؤوليات، في المقابل، نحن مقدمون على كارثة كبيرة اذا ما استمرينا بهذه السياسة وتحديدا اذا ما استمرينا بسياسة اشعال الفتنة التي ستبدأ هذه المرة من القلمون ولن تنتهي لا بالموصل ولا في باكستان ولا بابعد منها ولن يكون الواقع اللبناني ولن تكون الاقليات والمنطقة بمنأى عن خطر خطير وخطير جدا سيتهدد وجودها وسيتهدد وجود الكيان اللبناني وكيانات المنطقة”.

واعتبر أن “كل المؤشرات تقول اما ان ندخل في تسوية تاريخية تخرج المنطقة من هذا النفق المظلم الذي دخلته منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري واما ان ندخل في عمق وصلب ازمة ستكون ازمة المئة عام، وسنعيد تجديد معركة صفين ومعركة كربلاء بأبشع صورها في القرن الواحد والعشرين”، جازماً بأن “لبنان اليوم في قلب العاصفة وهو الذي يطلق دينامية تفتيت المنطقة بالسياسات التي نراها”.

واعتبر أن المنطقة اليوم “أمام مشروع ايراني، وهو سيحمل معه رايات الإمام الحسين، أو رايات السيدة زينب أو رايات عمر، هذا المشروع الايراني ليس طائفيا او فارسيا والدليل ان هذا المشروع الايراني يمكنه ان يسير مع حماس اذا اراد، ويمكن أن يكون مع علي عبد الله صالح “الديكتاتور اليمني” وهو ليس شيعياً، وهذا المشروع الايراني يمكن ان يحبس كروبي”، مشيراً إلى ان “هذا المشروع وصل الى أزمة على مستوى إدارة ملفه التوسعي اي أزمة الحرس الثوري الايراني التي تم التعبير عنها بالمجيء بروحاني والتي أطلقت بصيص أمل حتى الآن لم يُترجَم، ولكن هناك أزمة ولولاها لتمكنوا من الاستمرار بالمجيء بأحمدي نجاد ولو عبر التزوير”.

واعتبر أن “خطورة معركة القلمون ليس في حجمها العسكري فحتى لو حسمها حزب الله سيزيد في صب الزيت على الارهاب مئة ضعف وكل طفل سيموت او منزل سيدمر سيخرج مليون سني ليقول انه انتحاري ولن تنتهي في القلمون وستمتد الى لبنان والى العراق وصولا الى باكستان ومن يعش يرى لأن العصب مشدود “.

وحذر حزب الله من “أن السعودية لم تعد قادرة على أن تترك التطرف يأخذ هذا المنحى لا في سوريا ولا في اليمن، لأنه كما قال نصر الله، هدف التطرف الاساسي ان يتعشعش في السعودية ليضرب العالم الاسلامي كله، من قلب السعودية. والسعودية تدرك ذلك، وسبب دخولها ان القاعدة في اليمن كانوا ينتظرون كما في سوريا. في قصة داعش والنصرة، كلما ربحت، كلما زاد الاسد الى رصيده لأنه يوظفها في الخارج وفي الداخل”.

ورأى أن “السعودية لن تقف مكتوفة أمام معركة ستبدأ في القلمون ولن تنتهي في باكستان ومكة وغيرها. هناك معلومات ان السعودية لم تعد قادرة هي وحلفاؤها أن تترك تطرفا شيعيا يضرب تطرفا سنيا، والتطرف السني يتضاعف 10 آلاف مرة وسيصل اليها، وبالامس رأينا تفجيرات ذاهبة من سوريا الى السعودية”.

وأردف: “فليقرأ حزب الله جيدا كيف بعد 8 اشهر حصار استعرضت النصرة منذ ايام سلاح مضاد للدروع في القلمون. فكيف خُرق الحصار ووصل السلاح. هناك متغيرات كبيرة. ليس سهل التمرير الآن، في وقت منذ 4 سنوات لم يدخل سلاح. اذا هناك شيء تغير لوصول هكذا صواريخ متطورة الى المنطقة هناك معادلة تغيرت هذه المعادلة اذا لم تُقرأ جيدا وذهبنا للفتنة السنية الشيعية لن ينجو لا الاهواز في ايران ولا العراق ولا لبنان ولا يقول احد للمسيحيين والاقليات انه يدافع عنهم في لبنان اذ لن يبقى مسيحي في الشرق ولن يبقى لا سني ولا شيعي هذه حرب الفناء. ندافع عن المسحييين بماذا؟ بتحويل مليار و200 مليون سني لقنابل موقوتة لحماية الاقليات”.

وعن مقتل رستم غزالة، قال صقر: “المشكلة ليست مشكلة رستم غزالة فهو حجر شطرنج سقط . سقوط رستم غزالة تعبير عن مرحلة”، لافتاً الى أن “الرئيس الحريري في اميركا سئل من قبل الاميركيين ماذا بعد بشار الاسد وماذا عن لبنان بعد الاسد. الروس اذا استقبلوا الرئيس الحريري سيسألونه: ماذا بعد بشار الاسد. السؤال الذي يسري من المحيط الى الخليج ومن اميركا الى روسيا: ماذا بعد بشار الاسد؟”. وتابع: “هناك قناعة ان حلقة النظام الامني الضيقة بدأت تتهاوى لأن الاسد ادرك متأخرا انه حتى الايراني في الاجتماع الأمني الشهير في سلطنة عمان أسقط اثنين ولعب ورقتيهما هما ميشال عون وبشار الاسد وقال انه مستعد ان يتحدث حولهما على قاعدة انه يقبل التسوية بهما”.

اضاف: “سئل المندوب الايراني من قبل مندوبي اميركا وفرنسا وبريطانيا والمندوبين الاقليميين ما هي الترتيبات بعد الاسد وسئل عن موضوع عون والتسوية في لبنان فقال ان ما من مشكلة فالتسوية تسير وهناك محاضر في هذا الكلام وانا اطلعت على احد تلك المحاضر”.

وعن حوار تيار “المستقبل”- “حزب الله”، تساءل: “لماذا الناس تستغرب هذا الحوار. انا اقول نحن نريد ان نتلافى الفتنة. اذا كنا نختلف على مقاربة اليمن ومقاربة سوريا هل نحرق لبنان؟

وجزم بأننا “في لبنان من المستحيل ان نذهب الى مؤتمر تأسيسي هذه هلوسة، المؤتمر التأسيسي يكون على اي قاعدة؟ لبنان بلا مسيحيين في محيطه لا طعمة له ولا وجود له. لا داعي لان يوجع رأسه العماد عون في موضوع رئاسة الجمهورية فالوضع ذاهب لا جمهورية ولا شيء في ظل هذه المعركة”.

وزاد: “قناعتي ان عون لا يمكن ان يصل الى رئاسة الجمهورية في هذا الخطاب، منذ يومين اعطى تفويضا للسيد حسن بالنسبة للقتال في سوريا، هذا يعني انه استعدى فريقا كبيرا من المحيط الى الخليج ويريد ان يصبح رئيساً للجمهورية. كيف؟ بأي عرف؟”.

واسترسل: “أسمع عن شامل روكز انه ضابط ومغوار ووطني ولكني لدي ملاحظات في هذا الموضوع وقناعتي انه قد يكون روكز اهم قائد الجيش الا ان يعيبه امر واحد فهو محسوب على العماد عون وكل التيار الوطني الحر يدعمه . في قيادة الجيش سابقة ان نأتي بقائد جيش ينتمي الى فريق سياسي بشكل واضح واليوم الجيش في حالة ازمة مع الطائفة السنية ويحاول قائد الجيش يوما بعد يوم ان يحسن العلاقة ويكسب هذه الطائفة لان افعال حزب الله يغذي ان الجيش امتداد لحزب الله”.

وقال: ” فاذا جاء عوني على رأس الجيش حتى لو وزع روكز زهورا في عرسال سيقال انه زهر مسموم حتى القواتي لن يسمح بأن يصعد الجيش الى منطقته . اذا اتى ضابط قواتي قائدا للجيش فماذا يفعل حزب الله ؟ هذا لا يعني ان شامل روكز ليس جيدا . بتقديري ان روكز لا يصلح لقيادة الجيش حاليا لان الوضع مشتعل . التمديد الآن افضل بكثير من ان نأتي بقائد جيش عوني يشعل البلد ويجب على العماد عون ان يعرف هذا الأمر”.

وإذ توجه بالتحية “الى قيادة الجيش اللبناني”، هنأ “قيادة الجيش لانني سمعت انهم لن يتدخلوا في معركة القلمون، وهذا شيء عظيم لأن هذا الأمر سيحمي المخطوفين”. وأضاف: “لا يزال لدي تنسيق مع المعارضة السورية ومع القيادات المرتبطة بالجيش السوري الحر، نتواصل معهم على قاعدة ما يخدم علاقتنا معهم وما يخدم الواقع اللبناني فنحن لا نرسل لهم هpدايا سماحة- مملوك ولا نهيمن على قرارهم للاسف قطعت يدهم لتطلق يد داعش والنصرة”.

وعن العسكريين المخطوفين، اعتقد “ان جبهة النصرة تريد ان تفاوض عليهم، وثبت هذا الامر، وقبل حين كان يقال ان اللبنانيين اُعدموا في اعزاز، كنت اقول أنهم سيعودون. هذا الامر يتطلب عملية تبادل واضحة. افضل ما يمكن أن يفعل اهالي العسكريين هو ان يذهبوا الى حزب الله ويسألونه كيف اطلق سراح معتقل من عناصره خلال 3 اسابيع، فيعطيهم خريطة طريقة.

ورأى ان “البعض يصور اللبنانيين في الخليج بأنهم متسولون الا انهم بالعكس”، شاكراً “السعودية ودول الخليج على فتح سوق العمل لهم الا انهم اصحاب كفاءات، السعودية ودول الخليج تعرف ان حزب الله ميليشيا وهو اساء للبنانيين اكثر مما اساء للسعوديين”.

أضاف: “عندما يتهجم نصرالله على السعودية هذا رأيه، والسعودية تفهم هذا الامر ولا يجب ان يرتب اي شيء لا على اللبنانيين ولا على الشيعة في العالم العربي الا لمن يسيء الى امن دول الخليج، فبعد ان كانت الطائفة الشيعية تصدر عقولا الى الاحزاب اليسارية في العالم العربي اصبحت تصدر مرتزقة الى كل العالم العربي فهل عمل الطائفة الشيعية ان تصدر المرتزقة بعد ان صدرت العقول وبعد ان كانت منارة “.

وإذ سأل: “هل المطلوب من شعية لبنان ان يحاربوا الكرة الأرضية وان يحموا المشورع الايراني في كل المنطقة؟”، لفت الى أن “ايران نشرت شيعة لبنان من اقصى العراق الى شمال اليمن ومن جنوب لبنان الى شمال مصر ومن سيناء الى مضيق هرمز . الشيعة في لبنان اصبحوا يشكلون استفزازا ليس الانظمة بل للشعوب”.

وقال: “انا اتكلم قناعاتي التي كنت اقولها في لبنان وسأعود بتوقيت سياسي. نحن لم نقل اننا سنعود عندما يسقط بشار الاسد تماما كما نقلوا كذبا عن الرئيس سعد الحريري انه سيعود من مطار دمشق وهذا ما كذبته جريدة الاخبار . نحن خرجنا في ظروف امنية سياسية وسنعود في ظروف سياسية لها واقع امني وهي مرتبطة بتقديرات اساسية للرئيس الحريري .عاجلا أو آجلا سنرجع وايضا كل نفس ذائقة الموت” .

وولاحظ أنه “عندما يناشد الاسد ونصرالله الشعب السوري ان لا ينهاروا نفسيا فهذا يؤكد عملية الانهيار من اتصالات الضباط بالخارج وعائلاتهم التي تنتقل والنقل الاداري للعاصمة التي عبر عنه مير موسوي الى الساحل كله يدل اننا امام مرحلة جديدة آمل ان لا يكون حزب الله منجرا وراء بشار الاسد لان هناك مشروعا اسرائيليا لتقسيم سوريا”، وتمنى “ان تصيب عدوى الوزير اشرف ريفي القضاء اللبناني من الرجولة والشهامة “.

وعن التباين بين مسؤولي “تيار المستقبل”: لا يوجد تباين فالكل يعبر عن وجهة نظر التيار التي يمثلها الرئيس الحريري . في التعبيرات السياسية سئل الوزير المشنوق عن سلاح حزب الله فقال انه يدخل في الاستراتيجية الدفاعية وكلنا نقول هذا، لكنه سلاح لا يجب ان يستمر وهو سلاح خطر ويدمر البلد والمنطقة لكن هذا لا يعني اننا سنواجهه بالحرب وهو سيفتح علينا حربا واجزم بان هذه المعركة ستكون آخر معارك حزب الله واكثر معاركه مأساوية “.

وأكد ان “لا تمايز في التيار . حتى النائب محمد كبارة عندما عبر عن شارع محتقن والوزير المشنوق يعبر عن شارع ما وهناك نواب من المستقبل يذهبون مع الشارع لتهدئته . فالوزير المشنوق اعتذر عن موضوع وفيق صفا والشارع احتقن عليها لأن هناك من الجهة الاخرى من يحقنه “.

أضاف: “حتى لو اتخذ الشخص خطوات حكيمة، الشارع يقرأها خطأ، لذلك هناك بعض النواب يذهبون لتهدئة الشارع، فيذهبون بالموجة مع الشاره لتهدئته، واعتقد أن الوزير المشنوق يتفهم هذا الامر، وإلا فإن شارع الاعتدال سيكفر بخط الاعتدال ويذهب الى المقلب الاخر، وأنا أعتقد ان سعد الحريري كل عمله في السنوات الثلاث الاخيرة هو مع هذا الشارع من الذهاب باتجاه التطرف، وإلا لو ذهب بموجة التطرف كما فعل حزب الله لاحترق البلد، وبدل أن يُشكر سعد الحريري، احترق البلد. بدل أن يُشكر سعد الحريري يؤخذ عليه انه ضعيف”.

السابق
صقر لنصرالله: هل تنام قرير العين في ظل وجود اطفال يذبحون
التالي
واشنطن: الانفصاليون في شرق اوكرانيا يستعدون لشن هجمات جديدة