لماذا لا تثقّف الدولة اللبنانية التلاميذ حول سلامة المرور؟

سلامة المرور
انطلق قانون السير وبالتأكيد له إيجابياته وسلبياته، لكن لماذا لا تبدأ التوعية حول سلامة المرور منذ الصغر وتحديداً المقاعد المدرسية؟

مجرد فكرة و وجهة نظر، لو تعتمد الدولة اللبنانية عبر وزارتي التربية والداخلية اخضاع التلاميذ او الطلبة في المدارس لمحاضرات تثقيفية نوعية عن سلامة السير والمرور وطريقة قيادة السيارات وحتى الدراجات النارية وطريقة الوقاية من حوادثها.

تحت ظل الفراغ الدستوري بعدم وجود رئيسا للجمهورية لا يزل لبنان يعاني من فوضى عارمة غير خلاقة في قيادة السيارات، وعدم احترام قوانين السير والمرور ما استدعى الدولة اللبنانية لوضع قانون سير جديد. وذلك من اجل السلامة العامة و رأفة بالمواطنين خصوصا بعد ورود من قبل مؤسسات رسمية وجمعيات تتعاطى شؤون التوعية لسلامة السير على الطرقات تقارير مرعبة، تفيد بأن أعداد القتلى والجرحى والمعاقين من جراء حوادث السير على طرقات لبنان في السنة الواحدة سجلت أرقاما قياسية.

ها هي حملة المرحلة الأولى من قانون السير الجديد انطلقت وسط أصوات مؤيدة وأخرى معارضة لهذه الحملة. انطلقت بعد انتشار واسع لعناصر ودوريات القوى الامنية الخاصة بشؤون السير في توعية اللبنانيين على قانون السير الجديد، بعد إقامة الحواجز على الطرقات الرئيسية والشوارع داخل البلاد بهدف ارشاد المواطنين على قانون السير الجديد وكيفية تطبيقه، وذلك تمهيدا لتنفيذ المرحلة الثانية في أواخر هذا الشهر الحالي لهذا القانون، الذي سيترجم على ارض الواقع من خلال محاضر ضبط لكل من يخالف قانون السير الجديد بعد اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه. على امل أن تستمر الدولة في هذه الحملة بتنفيذ هذا القانون دون تقاعس وبنزاهة تامة دون ارتخاء وبحزم كي تلجم الفوضى المزمنة وتضع حداً للقتل الرخيص.

ولكن على الدولة اللبنانية أيضا واجبات اتجاه الشعب أو المواطن اللبناني لناحية تنفيذ هذا القانون الجديد، أولاً: أن تقوم المؤسسات الرسمية المختصة بصيانة دورية للشوارع والطرقات داخل الأنفاق، من ردم الحفر وتحسين اسفلت الطرقات المعروف بالزفت بعد أن أصبح لبنان كل شيء فيه “زفت” إلا الطرقات. كما على تلك المؤسسات مسؤولية إنارة عواميد الإنارة على الطرقات الرئيسية والفرعية خلال الليل وليس خلال النهار، وبرمجة اشارات السير الضوئية بشكل متناسق بين كل اشارة واخرى. الاهتمام بصيانة الأرصفة للمشاة فقط بعد ان تحولت تلك الأرصفة إلى مواقف للسيارات ولباسطات الباعة، وبناء الجسور للمشاة رأفة بأرواحهم.

ثانياً: على قوى الأمن الداخلي أن تكثف انتشار دورياتها على الطرقات أو الاوتوسترادات الرئيسية وخاصة على طريق المطار بشكل يومي وعلى مدى 24 ساعة خصوصاً بعد انتشار حالات السطو المسلح عليها من قبل اللصوص وقطاع الطرق.

ثالثاً: تجنباً للازدحام الزائد والسائد والمستمر في مركز المعاينة الكائن في منطقة الحدث، يجب استحداث مركزين جديدين لمعاينة السيارات الاولى خاصة لمحافظة بيروت، والثانية خاصة لقضاء المتن.

رابعاً: معاقبة كل شرطي سير يتقاعس عن أداء واجباته وتحديداً أولئك الذين لا يكترثون في تنظيم السير بسبب لهوهم بجهازهم الخلوي وعلناً أمام الملأ.

خامساً: يجب على جميع المسؤولين الرسميين والحزبيين خلال تجوالهم على الطرقات ضمن مواكب سيارة احترام قانون السير أسوة بالمواطن اللبناني، يعني باللهجة العامية “ما يكون في على كل راس مسؤول ريشي، متلو متل الناس تحت سقف القانون ومش فاوئو”.

اما بالمقابل على المواطن اللبناني ان يتخلى عن عنجهيته الفوضوية في قيادة السيارات ويتقيد في احترام القوانين الخاصة بالسير والمرور، مثل الامتثال بإشارة المرور، عدم السرعة والتقيد بالسرعة المحددة على اللافتات المركزة على جوانب الطريق او الاوتوستراد، عدم القيادة اتجاه عكس السير، عدم استعمال الهاتف الخلوي خلال القيادة، عدم وضع الاطفال بالحضن وراء المقوّد خلال القيادة، عدم قيادة السيارة بعد شرب الكحول او حتى تناول الاطعمة خلال القيادة. كما يجب على جميع سائقي الدراجات النارية، الامتثال ايضا بقوانين السير واحترامه وضرورة ارتداء الخوذة اجبارياً.

قانون السير الجديد، نتمنى ان يستمر في سلوك الطريق الصحيح من اجل الوقاية من حوادث السير والحفاظ على ارواح المواطنين، خصوصاً بعد انتشار رعب حوادث السير على كافة طرقات لبنان والسبب يعود بفقدان التوعية التثقيفية للسير.

السابق
تقرير للصحة: اقفالات وتلف وانذارات خطية وتسوية اوضاع
التالي
مقاتلات التحالف العربي تشن غارات عدة على مواقع للمسلحين الحوثيين وقوات صالح في صرواح بمحافظة مأرب