أوباما: الاتفاق لن يحلّ العديد من خلافات

ويستمرّ السعي الأميركي في تسويق الاتفاق النووي على أنّه خطوة مهمّة نحو حلّ الأزمة النووية الإيرانية، وقد رفضَ الرئيس باراك أوباما أن يتضمّن أيّ اتّفاق مع طهران حول برنامجها النووي اعترافاً إيرانياً “بحقّ إسرائيل في الوجود”، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ الاتفاق لن يحلّ العديد من خلافات واشنطن مع طهران، “فهُم ما زالوا يموّلون “حزب الله”، وما زالوا يدعمون (الرئيس السوري بشّار) الأسد الذي يُلقي البراميلَ المتفجّرة على الأطفال، وما زالوا يرسِلون السلاح للحوثيين في اليمن، ممّا أدّى إلى زعزعة الاستقرار في البلاد”.

كتب عبد الرحمن الراشد في “الشرق الأوسط”: أوباما: اعتذار لإيران وانتقاد العرب!

حاولت تجاهل حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي نشر في الـ«نيويورك تايمز»، لأني واثق أنه ضمن حملته الدعائية للاتفاق المبدئي مع إيران، لكن صداه كان كبيرا. استفز كثيرين هنا في المنطقة أكثر مما هدأ من مخاوفهم! توماس فريدمان، من أهم الكتّاب، ومن أكثر المطلعين على شؤون المنطقة، ويعرف تفاصيلها، هو من حاور الرئيس، ربما لهذا جر الرئيس من التبرير إلى الجدل. والغريب في الحديث أن الرئيس أثنى على النظام الإيراني وبرر أفعاله، وكان يوحي بشعور الذنب لما فعلته الولايات المتحدة ضد إيران!.. بقدر ما كان أوباما اعتذاريا وكريما مع النظام الإيراني في هداياه باتفاقه النووي معهم، كان قاسيا ضد العرب، قسوة غير مبررة! مثلا يقول إنه بدلا من حديث العرب عن الخوف من إيران عليهم أن يقفوا ضد جرائم بشار الأسد! صراحة، قرأت هذه الفقرة أكثر من مرة أحاول أن أضعها في إطارها، وعجزت عن فهم تناقضاتها. جرائم نظام الأسد التي تسببت في قتل ربع مليون إنسان، وشردت أكثر من عشرة ملايين، هي نتيجة مباشرة لدعم وتدخل إيران، الدولة التي يثني عليها أوباما ويعتذر منها! ثم ينتقد الرئيس العرب لأنهم لم يقاتلوا ضد نظام الأسد، وحكومته هي التي حرمت عليهم استخدام الأسلحة النوعية لوقف طائرات الأسد التي تقصف المدن كل يوم، ومواجهة دباباته! منذ أربع سنوات والسوريون يدافعون عن أنفسهم ضد الأسد ببنادق كلاشنيكوف ومدافع الهاون البسيطة، لأن الولايات المتحدة تمنعهم من شرائها والحصول عليها من طرف ثانٍ! ثم انتقد أوباما حلفاءه في الخليج قائلا إن الخوف عليهم داخلي، نتيجة عدم الرضا ومشكلات التطرف والإرهاب والبطالة. طبعا جميعها صحيحة، ولا أحد ينكر وجود تحديات داخلية، لكن هذا لا يمنع أن يعبّروا عن انزعاجهم من أن الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الأميركية مع نظام إيران وأطلق يدها يشكل خطرا عليهم..

السابق
عاصفتا «الحزم» و«النووي» محور الحركة
التالي
الرياض: خطأ «حزب الله» في لبنان لن يتكرر في اليمن