عاصفتا «الحزم» و«النووي» محور الحركة

الاتفاق النووي

ملفّان يستأثران، وفق “الجمهورية”، باهتمام كلّ المنطقة، والعالم: الاتفاق – الإطار النووي، وملفّ اليمن، وذلك في ظلّ اعتقاد راسخ بأنّ هذين الملفّين قد يبدّلان وَجه المنطقة التي دخَلت في تحالفات وأحلاف وحروب وتسويات مؤجَّلة ربطاً بمؤدّيات النووي والحرب اليمنية، وتشهَد استنفاراً قلَّ نظيرُه بين مختلف الدوَل وعلى كافّة الجبهات، وعلى وقع توازنٍ دقيق واستراتيجي لم تعرفه المنطقة منذ سنوات.

وقالت “الجمهورية” انه في موازاة هذا المشهد الذي يؤشّر بوضوح إلى دخول المنطقة في مرحلة ستبَدّل في معالمِها وتوازناتها وترسيماتها، وربّما الجغرافية، بدأت واشنطن وطهران حراكاً لتسويق النووي في الداخلين الأميركي والإيراني وخارجَهما، في محاولةٍ لتظهير الصورة الحقيقية للاتفاق بعيداً من التخويف والتضخيم والتشويه، والأهمّ في سبيل إعطاء التطمينات اللازمة بأنّ هذا الاتفاق لا يستهدف أحداً، وأنّه لن يكون على حساب أيّ دولة أو محور أو جماعة، وأنّ الهدف منه أرساء السلام، لا التأسيس لحرب أو حروب جديدة.

في موازاة استمرار عملية “عاصفة الحزم” العسكرية في اليمن واستعداد مجلس الأمن الدولي للتصويت اليوم على مشروع قرار خليجي بشأن هذا البلد، ارتفع منسوب الحراك الدولي والإقليمي في كلّ اتّجاه.

كتب الياس الديري في “النهار”: إذا…

طبيعي وبديهي أن يكون اتفاق لوزان بين “الشيطان الأكبر” و”محور الشرّ” هو موضوع المراجعة الأولى للمستجدّات. للحال برزت “إذا” الشّرْطيّة”. إذا تمّ ما جاء في الكتب. إذا تحقّق ما تطلّع إليه الاتفاق الذي قد يغيّر وجه التاريخ، بالنسبة إلى المنطقة العربيّة، وعلى المستوى الدولي العالمي على حد سواء. إذا أنجزت السعودية مهمتها الانقاذية في اليمن. إذا قرر الرئيس باراك أوباما إزالة العقبات والخلافات من طريق التفاهم بين الملك سلمان بن عبد العزيز والقيادة الإيرانية، إلى آخر هذه الـ”إذا”… عندئذ يمكن القول إن براكين المنطقة قد هدأت، واستكانت نيرانها، وانصرفت المنطقة إلى لملمة نفسها ودمارها وضحاياها وخسائرها التي لا حصر لها ولا إحصاء. وباعتبار أن “الفراغ الرئاسي” في لبنان هو من أكبر ضحايا الخلاف بين “الشيطان الأكبر” و”محور الشرّ”، فمن تحصيل الحاصل أن يكون في مقدّم منتظري الفرج. قريباً؟ إذا تمّ وصار وحصل و… ستكون قصته مسألة أسابيع عابرة. ما لا يجوز أن نقفز فوقه هنا، أو نتجاوزه بلامبالاة، الاعتراف للرئيس باراك أوباما أن التاريخ سيذكره باعتزاز حين يكون الحديث عن الرؤساء، الذين ساهموا دائماً في إعادة الاعتبار إلى الدور الأميركي البنّاء والفعّال، على صعيد الأمم والدول والشعوب. ولن يتمكّن مهرّج من طينة نتنياهو تجاوز العملاق المتواضع.

السابق
نقطة واحدة تفصل بين «الحكمة» و«دوري الأضواء»
التالي
أوباما: الاتفاق لن يحلّ العديد من خلافات