للمرة الثانية في غضون أسبوعين أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمام الرأي العام، ليشنّ هجوما ممنهجا على المملكة العربية السعودية، ضارباً بعرض الحائط مصالح لبنان واللبنانيين المقيمين في دول الخليج.
موقف نصر الله من مجريات «عاصفة الحزم» التي تخوضها الدول العربية ضدّ أنصار الله في اليمن،أعلن عنه في اليوم التالي من بدء المعركة، واستكمله منذ يومين في مقابلته الأولى على الإخبارية السورية، حيث إتهم نصرالله االمملكة العربية السعودية بصناعة القاعدة وداعش وتصديرها إلى دول أخرى كباكستان وسوريا واليمن. وأضاف: «لا يوجد أي إنجاز سعودي في الحرب حتى الآن وهم جعلوا الغالبية الساحقة في اليمن ضد آل سعود، وهناك استنفار وتعبئة يمنية هائلة وستزداد ضد السعودية نتيجة الجرائم التي يرتكبها العدوان».
هذا تعبير عن الموقف العاقل من قبل نبيه بري، على الأقل لحماية الشيعة في المملكة العربية السعودية
وقال «أنا على يقين أنّ السعودية ستلحق بها هزيمة في اليمن وهذا الأمر سينعكس على بيتها الداخلي»، ولفت إلى أنّ «السعودية دولة لا قانون فيها ولا ديموقراطية ولا حقوق إنسان ولا تداول سلطة»، وأشار إلى أنّ «الردود على الخطاب الأخير في ما يتعلق بالحديث عن السعودية والعدوان على اليمن كانت عبارة عن شتائم وهذا دليل على انني كنت على حق».
كلام نصر الله الذي يعتبر من أشرس المواقف التي صدرت من حزب الله ضدّ المملكة، بسبب قيادتها «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين، قابله موقف مغاير لرئيس مجلس النواب نبيه بري حيث دعا الأطراف المتنازعة في اليمن إلى الحوار.
وما كان لافتاً هو استقبال بري السفير السعودي علي عواض عسيري في عين التينة، في اليوم التالي لمقابلة نصرالله، في خطوة لم يعلن عنها سابقا وخرج منها الديبلوماسي السعودي رافضا الادلاء بأي تصريح.
ونقل عسيري إلى برّي وفق «اللواء» احتجاجاً شديد اللهجة من حكومة بلاده ضد اتهامات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله.
يشرح الكاتب والدكتور محمد علي مقلّد في حديث لـ «جنوبية» سبب التباين في المواقف بين الثنائية الشيعية أي «حركة أمل» و«حزب الله» : «السبب الرئيسي هو أنّ حزب الله لديه مشروع أكبر من لبنان، ويمتدّ خارج الحدود اللبنانية، مشروعه نصف أممي وله أصول أيديولوجية دينية.
يظهر أمين عام حزب الله بإطلالاته غير آبه لمصالح لبنان والعلاقات الجيدة التي تربط المملكة بلبنان
أمّا حركة أمل فمشروعهم لا يتجاوز الحدود اللبنانية، لذلك يحرص الرئيس بري في المحافظة على العلاقة بين لبنان ودول المنطقة، كما يحرص على العلاقات مع المكونات السياسية في لبنان بالرغم من وجود إختلاف سياسي وذلك حفاظاً على مصلحة لبنان».
وعن زيارة السفير السعودي إلى عين التينة قال مقلد: «هذا تعبير عن الموقف العاقل من قبل نبيه بري، على الأقل لحماية الشيعة في المملكة العربية السعودية».
هكذا، بات واضحاً الإختلاف في المواقف بين الثنائية الشيعية ففي حين يتحلّ رئيس مجلس النواب بالحنكة لحماية أبناء طائفته ومصالح لبنان عموماً، يظهر أمين عام حزب الله بإطلالاته غير آبه لمصالح لبنان والعلاقات الجيدة التي تربط المملكة بلبنان، ومصالح آلاف اللبنانيين في الخليج.