أميركا تتكفل بتعليم الطلاب السوريين في لبنان

المساعدات الأميركية للاجئين السوريين
في ظل الأوضاع المأساوية التي يمرّ بها الشعب السوري، تستمر الولايات المتحدة الأميركية بتقديم الدعم للشعب السوري والدول المستضيفة، ومنهم لبنان. فقد قامت اليوم مساعدة وزير الخارجية الأميركي آن ريتشارد بجولة على إحدى المدارس التي تستفيد من المساعدات الأميركية، كما أكدّت ريتشارد لـ «جنوبية» حرص الولايات المتحدة على مساعدة لبنان واللاجئين.

على وقع انتهاء المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري، والذي استضافته دولة الكويت، وصلت إلى بيروت مباشرة من الكويت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد.

آن ريتشارد قامت صباح اليوم بجولة على مدرسة سد البوشرية المتوسطة للبنات، وهي إحدى المدارس التي تستفيد من المساعدات التي توفرها الولايات المتحدة للنازحين، رافقها في الجولة وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، إضافة إلى مدير اليونيسيف بالوكالة لوسيانو كاليستيني.

الياس بو صعب

ريتشارد وبو صعب والوفد المرافق جالوا في المدرسة، تعرفّوا إلى أوضاع الطلاب اللاجئين، واستمعوا إلى أوضاعهم وإحتياجاتهم، إضافةً إلى طموحاتهم وأحلامهم.

وفي تصريح لمساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد لـ «جنوبية» عن انطباعها بعد الجولة التي تعرّفت فيها على الطلاب قالت: «لقد شعرت أنّ هؤلاء الأطفال يريدون فعلا أن يكونوا في المدرسة، ويريدون أن يكون لهم مستقبلا وأن ينموا ليصبحوا مواطني سوريا. لذا أشعر أنّ الدولة الأميركية والدول المانحة الأخرى أمام واجب مساعدة لبنان للحفاظ على تعليم هؤلاء الاطفال، ومساعدة الطلاب اللبنانيين والحرص على استفادة الطلاب من البلدين وأن يقوموا بعمل جيد».

الياس بو صعب

وعن مستقبل هذه المساعدات، قالت: «علينا أن نبقي الكونجرس الأميركي ملتزما. لقد منحنا حوالي ٨٠٠ مليون دولار للبنان منذ بدء الأزمة وجزء من عملي هو الذهاب إلى بلادي وإقناع الأميركيين بأن هذا استثمار جيد، لأنّ الأطفال قد يصبحون عرضة للإتجار البشري والإستغلال إن لم يذهبوا إلى المدرسة. لذا من المهم أن يحصلوا على التعليم». كما أشادت ريتشارد بالمعلمين والمعلمات الذين يبذلون أقصى جهودهم مع الطلاب.

بدوره قال الوزير بو صعب: «شكرت ال USAid والوفد المرافق على الزيارة التي قاموا بها اليوم لأنها تتيح لهم رؤية حجم المشاكل التي نواجهها في التعليم عن كثب مع الطلاب النازحين السوريين في لبنان. الحجم يفوق قدرتنا لكن لدينا النية بإدخال أكبر عدد ممكن إلى المدارس لدى توافر مساعدات جدية كتلك التي بدأت ترد الى وزارة التربية».

آن ريتشارد
الزميلة فايزة دياب في حوار مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون السكان واللاجئين والهجرة آن ريتشارد

 

وأضاف: «أستطيع الجزم بأني لمست، للمرة الاولى، بأن المؤسسات الدولية بدأت العمل معنا بشكل جدي لتعليم طلاب النازحين السوريين. هناك زهاء 400 ألف تلميذ من النازحين السوريين في حاجة الى الالتحاق بالمدرسة، وقد تمكنا من إدخال 105 آلاف هذا العام ويبقى 300 ألف، وقد حصل هذا بتمويل خارجي، وللمرة الاولى، فالحكومة اللبنانية غير قادرة على التمويل».

وتابع: «مشروعنا اليوم يتطلب تمويلا اكبر لإدخال 100 ألف طالب إضافيين السنة المقبلة. ونحن في وزارة التربية نستطيع توسيع عدد المدارس التي تستقبل أولاد النازحين بعد الظهر»، وأكدّ «ضرورة ورود المساعدات في وقتها، كما بدأت بالورود وآمل ان تستمر».
يذكر أنّ المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات غير الحكومية المانحة للشعب السوري، والذي شارك فيه 78 دولة و40 منظمة أهلية ودولية وحوالى 120 شخصية مهمة في دعم العمل الخيري. قدّم 3 مليارات و800 مليون دولار مساعدات للدول المضيفة، وقد حصل لبنان على حوالي 37 % من هذه المساعدات.

كما أنّ الولايات المتحدّة الأميركية قد ساهمت بـ 507 ملايين دولار أميركي مساعدات للشعب السوري، وقد حصل لبنان على 180 مليون من هذه المساهمة، لإضافةً إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية تمدّ منظمة اليونيسيف في لبنان، بالتمويل اللازم لتوفير اللوازم المدرسية ودفع الرسوم المدرسية لوزارة التربية والتعليم العالي بمعدل 300$ عن كل سوري يدرس عند الدوام االصباحي و 600$ سوري يدرس عند دوام بعض الظهر. إضافة الى أن اليونيسف وفرت مؤخرا 1000 جهاز كمبيوتر لوزارة التربية والتعليم العالي لجميع المكاتب الإدارية في المدارس العامة وذلك بتمويل أميركي.

السابق
باسيل: سلام التزم الإجماع العربي في قضية اليمن والمطلوب تحييد لبنان عن الصدامات
التالي
قطار «اعلان النيات» يتنقل بين معراب والرابية لابداء الملاحظات