قطار «اعلان النيات» يتنقل بين معراب والرابية لابداء الملاحظات

ميشال عون وسمير جعجع

منذ 160 يوما بالتمام والكمال انطلق قطار الحوار المسيحي بين الرابية ومعراب، منبثقا من رحم الحاجة الوطنية وتوق الشارع المسيحي الى مشهد الوئام ووقف النزاع بين الزعيمين المسيحيين بعدما تعب من خصومة الثلاثين عاما وملّ من دفع الثمن على المستويين الشعبي والرسمي وضعف الحضور المسيحي في الدولة الى درجة خلقت حالا من الاحباط عكستها نسبة التسعين في المئة من المسيحيين المؤيدين للتفاهم والحوار وطي صفحة الخلافات بين الجانبين.

وبحجم التمنيات والتطلعات الكبيرة التي يعلقها الشارع المسيحي على الحوار ونتائجه يمضي المتحاورون في مهمتهم استنادا الى آلية الانضباط المعتمدة بين الجانبين والتي تحصر القناة الحوارية بأمين سر “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان من جانب “التيار الوطني الحر” ومسؤول جهاز الاعلام والتواصل في “القوات اللبنانية” ملحم رياشي، حرصا على قطع الطريق على اي محاولة قد يبذلها المتضررون من الحوار لتعكير ما أنجز، واثبتت هذه الآلية فاعليتها في ابقاء المسار الحواري على السكة الصحيحة.

وتكشف اوساط متابعة لـ”المركزية” ان القطار الحواري ما زال يتنقل بين معراب والرابية ناقلا مسودة “اعلان النيات” لابداء الملاحظات، ذلك ان بعد ابداء رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون رأيه في الملاحظات التي كان وضعها رئيس “القوات” سمير جعجع انتقلت المسودة الى معراب ليطلع عليها مجددا. وتوقعت الاوساط ان ترسل الورقة الى الرابية مجددا الاسبوع المقبل ليتم الاتفاق على بنودها كاملة في صيغتها النهائية.

وتشير الاوساط الى ان الرهان المسيحي على الاجواء الايجابية للوصول الى الغاية المنشودة ونهاية الطريق المرسوم للحوار لا بد الا ان يكسب، علما ان الهدف الاساس المتمثل بازالة التشنج على المستوى الشعبي تحقق بنجاح تام الى درجة انه سبق الحوار واختفت من المشهد المسيحي صورة الخلافات في الشارع والجامعات وان حصل بعضها فانه يعالج في موضعه من دون تداعيات، وتوقفت الحملات الاعلامية وسحب اكثر من مئة وثلاثين دعوى قضائية بين الجانبين، وبذلك بات الرأي العام المسيحي التواق الى الالتقاء عنصرا اضافيا ضاغطا للمضي قدما في حوار بات يعتبره قدرا محتما.

اما اللقاء بين عون وجعجع فتعتبر الاوساط انه بات نتيجة ولم يعد سببا لتنفيس الاحتقان والتشنج وتحول الى نقطة تفصيلية في المسار الحواري الطويل، يعزز فرص حصوله الاحتضان الشعبي الذي يشكل ايضا عنصر حماس للجانبين لاستكمال مهمتهما وصولا الى قيام الثنائية المسيحية القوية الكفيلة باستعادة الدور والحضور المسيحي على مستوى الدولة والتي تتماهى في جانب منها مع المساعي الغربية لا سيما الاميركية والفرنسية والفاتيكانية لتثبت المسيحيين في الشرق من ضمن الاقليات ومنع هجرتهم المضطردة في اتجاه دول الغرب بحثا عن الاستقرار السياسي والامني.

السابق
أميركا تتكفل بتعليم الطلاب السوريين في لبنان
التالي
الوطن: تبعيّة حزب الله لإيران وصمة عار في تاريخ من ادعى المقاومة