الحوثيون احتلّوا باب المندب ووزير خارجية اليمن طلب تدخّلا خليجيا

باب المندب
شهدت مدينة تعز، التي تبعد عن العاصمة صنعاء 256 كلم، تظاهرات للمطالبة بخروج الحوثيين من المحافظة. لماذا؟ من يسيطر على هذه المدينة؟ وكيف وصل الأمر الى هذه الحال؟ وما هي أهداف ايران من وراء دفع الحوثيين جنوبا؟ خصوصا أنّ وزير خارجية اليمن رياض ياسين طلب اليوم من دول الخليج أن "تتدخل عسكريا للتصدي لخطة القضاء على الشرعية بالحرب الأهلية في اليمن".

في وقت ينشغل اللبنانيون بالمحكمة الدولية في لاهاي، والغرب بالملف النووي الايراني، إنشغل العرب بخبرين من اليمن فقط، الأول هو زواج طفلة يمنية عمرها 8 أعوام وموتها بسبب تمزّق رحمها ليلة الزفاف، والثاني عن “حمار يغتصب حمارة”. في هذا الوقت يقف العالم متسمرا امام اجتياح الحوثيين، ميليشيات إيران، كامل اليمن.

مجددا الساحة اليمينة باتت مسرحا للاشتباكات بعد انفجارات الاسبوع الماضي التي ضربت ثلاثة مساجد يسيطر عليها الحوثيون سقط خلالها العشرات من المؤيدين لهم. ولكن المفاجأة هو توجه الحوثيين، بحجة ملاحقة القاعدة، الى تعز، المدينة الجنوبية المطلة على البحرالاحمر والتي تمتلك شريطاً ساحلياً طويلاً يمتد من باب المندب جنوباً حتى شواطئ الملك والزهاري شمالاً. وتبلغ مساحتها مساحة لبنان، وعدد سكانها يساوي عدد سكان لبنان ايضا، اي حوالي المليوني شخص.

وبهذه العملية المفاجأة سقط عدد من القتلى والجرحى من المهاجمين خلال هجوم مباغت لمسلحي القبائل بالأسلحة الرشاشة، وأعقب الهجوم اشتباكات استمرت لساعات بين الطرفين، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف.

وكانت محطة BBC قد نقلت إن رتلا يتكون من نحو خمسين دبابة من نوع (T 62) غادرت صنعاء منطلقة من معسكر تابع لقوات الحرس الجمهوري التي باتت تعرف بقوات الاحتياط باتجاه تعز. ورجحت أن تكون تلك التعزيزات لمساندة الحوثيين بهدف اجتياح الجنوب انطلاقا من مدينة تعز.

يذكر أن ألوية في الجيش اليمني تمكنت مع مسلحين حوثيين من السيطرة على مطار تعز، شمال عدن. وأكدت مصادر عسكرية وأمنية تقدم عناصر انصار الله إلى تعز، وهي من أكبر مدن اليمن وبوابة عدن التي لجأ إليها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

فلماذا يسعى الحوثيون للسيطرة على هذه المدينة الجنوبية المُطلة على البحر الاحمر وتعدّ المنفس المهم لباب المندب، وما الورقة التي سيلعبها الحوثيون ومن ورائهم الايرانيون من خلال سيطرتهم على أهم ممر نفطي من الخليج العربي نحو العالم؟

ففي الايام الماضية، سيطرت قوات الحوثي على مطاري تعز المدني والعسكري، وعلى مرافق حكومية، وواصلت حشد قوات باتجاه عدن جنوباً، وفتحت باب التجنيد واعلنت «التعبئة العامة».

وكان الحوثيون أرسلوا تعزيزات عسكرية من صنعاء وذمّار باتجاه تعز، شملت ناقلات تحمل دبابات وأخرى تقلّ جنوداً، وسط أنباء عن تعزيزات أخرى وصلت جواً إلى مطار تعز، وقوات توجهت من الحديدة بمحاذاة الشريط الساحلي الغربي، يُعتقد بأنها تهدف الى السيطرة على ميناء المخا التابع لمحافظة تعز، في سياق تضييق الخناق على محافظة عدن من جهة الغرب.

وكان الرئيس اليمني هادي توعَّد جماعة الحوثيين في خطاب تلفزيوني بالتصدي لانقلابهم وإحباط المشروع الإيراني في اليمن. كما أكد ناشط سياسي يمني لقناة الجزيرة الفضائية أن “ثمة دعوة لحشود مليونية وعصيان مدني جزئي سينطلق في تعز مع بقاء كل الخيارات مفتوحة”.

كما أعلن مساعد وزير الخارجية الايراني، حسين أمير عبداللهيان أنّه بإمكان مجلس التعاون الخليجي ان “يلعب دوراً بنّاء للحيلولة دون تجزئة بلاده وتحويلها إلى جنّة جديدة للإرهابيين”. وتابع “ندعم اليمن في التصدي للإرهاب واستكمال المسار السياسي وتحقيق الأمن المستدام في المنطقة”. في حين طالب وزير خارجية اليمن رياض ياسين اليوم من دول الخليج أن “تتدخل عسكريا للتصدي لخطة القضاء على الشرعية بالحرب الأهلية في اليمن”.

 

السابق
اطلاق سلسلة نشاطات لاطفال لبنانيين وسوريين لجمعية قل لا للعنف
التالي
عنصرية «موقع التيار» من الصحافة إلى «الردح» بلا توقيع ‏