جنبلاط من فرنسا الى أين؟ وهل تحمي باريس الدروز؟

وليد جنبلاط
في زيارة مفاجئة الى فرنسا، طار الزعيم وليد جنبلاط الى باريس في ما قد يكون محاولة لاستشفاف الجو الذي قد يقلب وجه الأحداث في سوريا وتأثيراته على الاقليّة التي يمثّلها جنبلاط في لبنان وسوريا وفلسطين. فماذا يقول الخبير بالملف الفرنسي استاذ العلاقات الدولية وليد عربيد في هذا الاطار؟

ماذا يريد جنبلاط من زيارة فرنسا في هذه الفترة؟ وهل لا تزال هي الدولة المؤثرة والقادرة على إحداث فرق في السياسة الاقليمية؟ وهل من دور لا زالت تلعبه؟ وهل لا زال الدور الفرنسي فاعلا في القضايا الدولية خاصة بعد تصريح وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاخير فيما يتعلق بمستقبل النظام السوري؟

ففي اتصال لـ”جنوبية” مع الخبير في الشأن الفرنسي أستاذ العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد، قال: “عدتّ مؤخرا من فرنسا حيث التقيت النائب جيرار باك الذي زار الشام مؤخرا ضمن الوفد الفرنسي.. اما بالنسبة لوليد جنبلاط فهو اضافة الى كونه عضوا في الاشتراكية الدولية فانه يقصد باريس كما يقصد المختارة فهو يملك منزلا هناك، لذا من الممكن ان تكون زيارته زيارة خاصة. هذا اولا. أما ثانيا فمن الممكن ان يكون قد ذهب ليستطلع الموقف الفرنسي خاصة بعد تصريح جون كيري وزيارة الوفد الفرنسي الى الشام.وليد عربيد

ووليد جنبلاط يزور باريس كثيرا نظرا ليس فقط لدور باريس في العلاقات السياسية في الشرق الاوسط بل لعلاقاته العائلية وهذا اضافة الى كون وليد جنبلاط من أركان الأممية الاشتراكية الثانية، وللاطلاع على المقررات والتداعيات الجديدة للازمة الجديدة في لبنان والمواقف التي ستتخذها فرنسا ضد بشار الاسد. ومن الممكن ان يحاول الاطلاع بشكل رسمي أوغير رسمي على مجريات الامور.

ثالثا: المعطيات اليوم من الممكن ان تدفع وليد جنبلاط الى التشاور مع القيادات الفرنسية في الحزب او في الخارجية الفرنسية او في الرئاسة حول التصريح الاميركي الاخير، وتصريح جون كيري الذي اعلن ان بشار الاسد من ضمن المعادلة التي ستقوم على الحل السلمي والسياسي للازمة السورية، ومن الممكن ان تكون زيارته محاولة لاستطلاع الرأي الفرنسي خاصة انه لا يثق بالرأي الاميركي، وهو يقول ان الاميركيين لهم مصلحة في ايجاد حل للملف النووي الايراني والموقف من بشار الأسد الذي اثبت منذ 2011 صلابته، وانه حجر الزاوية في العملية السياسية في سوريا”.

وتابع عربيد بالقول: “ولا بد من الاشارة الى انه قبل تصريح كيري توجه الى دمشق وفد من الدبلوماسية الفرنسية ومن بينهم نائب عن الحزب الحاكم، ولكنه لم يلتق بشار نظرا لموقفه ولدور باريس.. كل هذا أقلق وليد جنبلاط الذي لديه رؤية لايجاد النظام السوري خاليا من بشار الاسد من اجل اعادة السلم لهذه الدولة. وايضا بسبب خوفه على الاقلية الدرزية التي تتعرض لاعتداء من قبل داعش والنصرة.. وسيلتقي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بسبب الخوف على الدروز الذين هم بغالبيتهم مع بشار الاسد. وهذا يعيدنا الى خوف جنبلاط حول البحر السنيّ والاقلية التي تعاني من القهر جراء صعود الاسلام المتشدد!”.

والجدير ذكره ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استقبل بعد زيارة الوفد الفرنسي الى الشام وفدا من المعارضة السورية الليبرالية ليوضح الموقف الفرنسي، رغم ان السياسيين الفرنسيين يعتبرون بشار الاسد الاكثر شفافية كونه الاكثر علمانية وهو الافضل في مقارنة بينه وبين داعش على صعيد مستقبل سوريا، حيث من الممكن تطوير النظام من خلال ادخال بعض العناصر الجديدة والدم الجديد.

والجدير ذكره انه في فرنسا إتجاهان: الاول يمثّله رولان فابيوس وزير الخارجية والحزب الاشتراكي. والثاني تمثّله أجهزة المخابرات والتي تعبّر عن مصالح فرنسا الاقتصادية غالبا. مع العلم ان القرار السياسي الفرنسي لازال ضد النظام السوري، وفي حال حصل تغيير ما فسوف يكون بُعيد الانتخابات القادمة التي ستكون مرحليّة في 22 اذار القادم، والتي قد تقلب الموازين اذا خسر اليسار حيث تصبح فرنسا أقل تطرفا ضد النظام السوري.

السابق
المسرحي قاسم اسطنبولي ينجز نقلة ثقافية نوعية في صور
التالي
انها المحكمة يا عزيزي