لا لاستغلال أهالي شهداء الجيش اللبناني

الجيش اللبناني

شاهدت بالأمس التجمع غير العفوي لأهالي شهداء الجيش اللبناني. فحزنت مرتين: مرة على الشهداء الذين حضروا من جديد في بحّات أصوات أمهاتهم وآبائهم، وفي عيونهم الحزينة على فقد أبنائهم، ومرة ثانية ولعلها تكون أكبر من الحزن الأول وهو ما بدا واضحا من عملية الزج لهؤلاء الثكالى، والاستغلال المهين لاحزانهم.

فان كان مفهوما ردة الفعل السلبية على ما يحكى عن تسوية مفترضة تساق لمصلحة المدعو فضل شاكر وما ينسحب لهذا الموضوع من إساءة يمكن ان تلحق بقضية الشهداء، وبذلك فان الحراك والضغط لمنعها هو مبررا حتما ولعله يجب ان يتحول الى مطلب عام، بحيث لا يجوز ان تتحول قضية بحجم ” شهداء الجيش اللبناني” الى ما يشبه القضية العائلية..

ولكن ما حصل في يوم هذا التجمع كان استغلالا سياسيا رخيصا، فتحول منبر الاعتصام الى ما يشبه المنصة لاطلاق السباب والشتم لفريق سياسي، ولوزراء من لون سياسي، وبالتالي خرج الموضوع عن كونه تضامنا مع الجيش ومع شهدائه الى مجرد صورة مبتذلة انعكست سلبا على الأهالي وقضيتهم بالخصوص اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان قيادة الجيش كان لها موقف حاسم بهذا الملف.

فاذا كان مسموحا ان يتم استغلال عنوان ” الأهالي ” فيما مضى، فان استغلال ” أهالي شهداء الجيش” الآن، هو امر مرفوض وغير انساني.

السابق
بوتين يأمر باختبار مفاجئ لجاهزية أسطول الشمال الروسي
التالي
جنبلاط : أميركا لا تكترث الى مصالح الشعوب بل الى مصالحها