قوات إيرانية وتركية وروسية تستعد لـ«حرب نيسان السوريّة»‎

الحرب السورية
حصل موقع جنوبية على معلومتين، الأولى تفيد أن تصعيدا يمكن ان يتطور الى حرب شاملة في سوريا خلال شهر نيسان القادم، والتانية أن القوات التركية ساندت قوات المعارضة السورية في معركة ريف حلب الأخيرة مما أدى الى دحر القوات المهاجمة ورد جيش النظام وحزب الله على أعقابهما، فما هي أبعاد هذين التطورين الخطيرين، وهل هناك حرب إقليمية قادمة؟

تتوالى الأنباء من سوريا عن استعدادات ميدانيّة للأطراف المتقابلة على الساحة السوريّة مرفقة بمعلومات شبه مؤكّدة إطلعت عليها “جنوبية” عن قرب اندلاع معركة كبرى تطال جميع المحاور في الأسبوع الأوّل من شهر نيسان المقبل، من القلمون والسلسلة الشرقيّة اللبنانية الى حلب وريفها، ومن ريف اللاذقيّة الى درعا والقنيطرة على حدود الجولان.

وقد توفّرت معلومات لموقعنا من مصادر مقرّبة من حزب الله، أن فصائل المعارضة السوريّة تحشد وتتسلّح وتخزّن مؤن وذخيرة استعدادا لتلك المعركة الوشيكة الطاحنة، كما كشف مصدرنا أن خبراء روس استقدموا الى سوريا ترافقهم وحدة خاصة للاشراف الميداني المباشر على قطاعات الجيش السوري التي باشرت موسكو بتسليحها بأسلحة متطوّرة، وما الغارات الناجحة للطيران السوري التي استهدفت قواعد جبهة النصرة في إدلب والقلمون وقتلت عددا من قياديي الجبهة إلا نتيجة لفعاليّة أجهزة الرصد والتتبع والتصويب الت زوّد بها روسيا سلاح الجو السوري هذا بعد أن كان يشكو من تقادم وقلّة خبرة في هذا المجال.

وكانت وسائل إعلامية عربيّة وعالميّة عدّة قد نشرت أن لواء “الفاطميون” الإيراني ويضم عناصر إيرانيّة وأفغانيّة شيعيّة تمركزت عناصره في منطقة درعا جنوب سوريا قد شارك في الهجوم الأخير الذي انطلق من حوالي شهر مستهدفا المثلث الذي يصل درعا بالقنيطرة وريف دمشق، وهو حقق نجاحا جزئيا باحتلاله بعض القرى وان لم يستطع تحقيق الهدف النهائي في السيطرة الكاملة على جميع المواقع.

أمّا أخطر جبهة برأي مصادر حزب الله فهي جبهة حلب وريفها المحاذية للحدود التركية، فقد أكّد مصدرنا لـ”جنوبية” انه سمع من أحد مسؤولي حزب الله عن تدخّل مباشر للقوات التركية جرى أثناء المعركة الشرسة الأخيرة التي جرت قبل ثلاثة أسابيع في ريف حلب الشمالي في اثر الهجوم الفاشل الذي شنه حزب الله والجيش النظامي السوري لإكمال الطوق على مقاتلي المعارضة داخل المدينة وكسر الحصار المفروض على بلدتي نبل والزهراء، وهذا التدخّل أدّى الى تغيّر موازين القوى وانتهى بسقوط عشرات من القتلى والجرحى في صفوف القوات المهاجمة وحال دون تحقيق تلك الأهداف العسكرية.

وبحسب مصدرنا فإن القوات التركية تدخّلت بشكل مفاجىء وساندت مسلحي المعارضة بشكل مباشر عن طريق تغطية نارية مدفعية وصاروخيّة كثيفة أمّنتها كتيبة مدرعات ووحدة صواريخ تركية خاصة تسللت الى الأراضي السورية ليلا، فصبّت حممها بشكل مباشر على المواقع والقرى التي كانت قد سيطرت عليها القوات النظامية، مما جعل بقاء القوات المهاجمة في مواقعها مستحيلا، فانسحبت إثر ذلك متكبّدة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وفي هذا رسالة تركيّة واضحة حسب مصدرنا أن أنقرة تعتبر جبهة شمال حلب المحاذية لحدودها هي خط أحمر لن تسمح بسقوطه بأيدي جيش النظام وحزب الله حتى لو اقتضى الأمر أن تدخل قواتها مباشرة أرض المعركة كما حدث أخيرا.

وبناء على تلك المعطيات الميدانيّة الخطيرة التي استجدّت، وبعد أن تأكّد أخيرا وجود قوات روسيّة وتركيّة وإيرانية في سوريا، ينظر المراقبون الى “معركة نيسان” القادمه أنها سوف تكون “أم المعارك” السوريّة يسعى من خلالها كل الأطراف المحليّة والإقليميّة الى تحقيق مكسب عسكري حاسم، وهذه الحرب قد تستدرج تلك الدّول صاحبة الجيوش المساندة التي تتصارع بالواسطة، الى ان تدخل الميدان مباشرة في صراع وجود يحاول العالم تجنّبه حتى الان، وهو يمكن أن يجذب أكبر قوّة عسكريّة في العالم أي أميركا التي لن تترك موازين القوى تختلّ لصالح أي فريق مراهنة على تسوية دوليّة شاملة تحفظ مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة. فهل ستتسبب الحرب السورية في اندلاع حرب عالميّة مصغّرة على أراضيها؟

السابق
الريجي دشنت بركة مياه في عيترون لري حقول التبغ
التالي
عمار: لا يوجد إنفلونزا خنازير في لبنان