زوجة رائف بدوي: غير متفائلة بالعفو عنه

لم تختر إنصاف حيدر، زوجة المدوّن والناشط الحقوقي السعودي رائف بدوي، الرحيل عن المملكة السعودية بكامل إرادتها. لم تترك زوجها في السجن وحيداً وترحل مع أولادها الثلاثة إلى كندا، قبل نحو عامين، لأنها أرادت ذلك. بل خافت على نفسها وعلى أولادها. فوالدهم متهم بالـ”ردّة”، وغالبية رجال الدين في المملكة يكرهونه. وضّبت أغراضها. أخذت أولادها نجوى (12 سنة)، طراد (10 سنوات) وميريام (7 سنوات)، ورحلت إلى كندا طالبة اللجوء بعيداً من المملكة.

الضغوط التي تعرضت لها، تبدأ “بملاحقة رائف وسجنه”، كما تقول إنصاف لـ”المدن”، ولا تنتهي بـ”رفع دعوى قضائية ضد زواجنا نتج عنها حكم قضائي بتفريقنا بالقوة، بحجة أن رائف أساء للإسلام، كما أن السفارة السعودية في بيروت، محل إقامتي السابق، كانت تريد أخذ أولادي مني وإعادتهم بالقوة لذلك قررت الذهاب إلى كندا”.

جَلد رائف ووضعه الصحي
تلقى رائف بدوي الدفعة الأولى من حكم الجَلْد الصادر في حقه، يوم الجمعة 10 كانون الثاني/يناير 2015. كان من المقرر أن ينفذ حكماً بألف جَلدة على مدى خمسين أسبوعاً، بمعدل 50 جَلدة كل أسبوع، إلا أن جَلد رائف يتم تأجيله منذ تنفيذ الدفعة الأولى. السلطات الرسمية السعودية أعلنت إرجاء الجَلد بسبب حالته الصحية، لكنها لم توضح الأسباب الصحية التي استدعت هذا الإجراء. إلا أن زوجة رائف، أكدت لـ”المدن” أن زوجها “يعاني من ارتفاع في ضغط الدم بسبب تلقيه دفعة الجَلد الأولى، وهو سبب التأجيل الوحيد”. وتشير انصاف إلى أنه “على الرغم من قوة الضغط الدولي، إلا أنني أعتقد أنه ليس السبب في تأجيل الجَلد، أو حتى في تحويل القضية إلى المحكمة العليا، فتحويلها تم قبل بدء تنفيذ حكم الجَلد”.

تطورات كثيرة طرأت على حياة رائف بدوي، كما على قضيته، منذ تنفيذ حكم الجلد. فقد تم تحويل قضيته إلى المحكمة الجزائية في جدّة أخيراً، وسط رفض أكثر من قاضٍ تسلّم القضية. كما أفادت انصاف بأن “رائف يواجه الآن عقوبة الإعدام، إذ أنّ القضاة في المحكمة الجنائية السعودية يريدون إعادة محاكمته بتهمة الردّة، وهي تهمة عقوبتها تصل إلى حدّ الإعدام”.

وفي ظل هذه المخاوف على حياة رائف، ارتفعت نسبة التضامن العالمي مع قضيته، إذ قامت دار نشر معروفة في ألمانيا بترجمة مقالاته السابقة للغة الألمانية، وستصدر في كتاب منتصف الشهر الحالي، كما حصل أخيراً على جائزة الشجاعة من قمة الديموقراطية وحقوق الإنسان في جنيف، كرابع جائزة دولية يحصل عليها، فضلاً عن ترشيحه رسمياً لجائزة نوبل للسلام.

يوميات رائف في السجن
لا تعرف إنصاف حيدر تحديداً كيف يقضي رائف يومياته في السجن. فهي لا تتواصل معه بشكل مباشر. لكنها تؤكد أنه “يقضي وقته في القراءة والكتابة، بحسب معلوماتي”. أما عن تواصلها معه وتتبّع أخباره، فتشير إلى أن ذلك يتم من خلال “إدارة السجن ومن خلال زيارات هيئة حقوق الإنسان السعودية له”.

ولا تنظر انصاف بتفاؤل حيال قضية زوجها، في ظل تغيّر النظام في المملكة العربية السعودية بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وتسلّم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحكم. وتقول: “النظام الجديد لم يصدر عفواً عن أي من سجناء الرأي رغم أنني أتمنى إغلاق هذا الملف في السعودية”.

يذكر أن رائف بدوي أمضى حتى اليوم، نحو عامين وثمانية أشهر في السجن، منذ منتصف حزيران/يونيو 2012، ووجّهت له تهم “بتأسيس موقع الكتروني يقوّض الأمن العام والسخرية من رموز دينية”. إذ تضمن موقعه الالكتروني مقالات، انتقدت أعضاء الشرطة الدينية السعودية التي تحمل اسم “جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”. حكمت عليه محكمة جنايات جدة أولاً بالسجن سبع سنوات و600 جلدة، لكن بعدما طعن الادعاء في الحكم ووصفه بالـ”متساهل”، حكم عليه مجدداً العام الماضي بالسجن عشر سنوات وبغرامة قدرها مليون ريال سعودي (266 ألف دولار أميركي) وألف جَلدة.

كما قررت المحكمة إغلاق موقعه “الليبراليون السعوديون” بشكل تام، وتَضَمّن الحكم منعه من المشاركة في الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة لمدة 10 سنوات بعد انتهاء محكوميته، ومنعه من السفر خارج المملكة 10 سنوات.
(المدن)

السابق
لقاء في بلدية صيدا بحث اعمال التأهيل الجارية في الوسط التجاري
التالي
الحزب العربي الديموقراطي يتهم داعش باغتيال بدر عيد