للمرّة الأولى: «المستقبل» يشارك بذكرى معروف سعد بصيدا

ذكرى معروف سعد صيدا
اجتمع الصيداويون منذ يومين لاحياء ذكرى شهيد المدينة معروف سعد. جابت المدينة مسيرة كبيرة تقدمها الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد. كما شارك في المسيرة خصم سعد السياسي، تيار المستقبل. مشاركة المستقبل أعلنت بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين التيار والتنظيم.

سجل احتفال التنظيم الشعبي الناصري بالذكرى الأربعين لاستشهاد الزعيم الصيداوي معروف سعد حدثين هامين الأول: ضخامة المسيرة التي جابت الشارع الرئيسي في مدينة صيدا صباح الأحد الأول من آذار 2015، والتي يبدو أنها الأضخم خلال السنوات الأخيرة. فإلى جانب الفرق الكشفية المختلفة، خصوصاً تلك العائدة لأحزاب لبنانية وفلسطينية عدة، كان هناك فرق للدفاع المدني وفرق موسيقية مختلفة. كما سجلت مشاركة صيداوية وجنوبية واسعة وجموع فلسطينية من منطقة صيدا ومؤسسات رسمية وبلدية ونقابية. وتعكس المسيرة حجم الجهد الكبير الذي بذله التنظيم الشعبي الناصري لإنجاحها وخصوصاً في هذه اللحظة السياسية. إذ يحاول التنظيم رسم سياسة خاصة به مستقلة نسبياً عن تحالفاته في الاتجاهات كافة، بعد خسارته قيادات تنظيمية مختلفة اختارت التخلي عنه والالتحاق بسرايا المقاومة المرتبطة بحزب الله.

من هنا برزت أهمية ضخامة المسيرة لتبرز موقع التنظيم الناصري وأمينه العام أسامة سعد بصفته رقماً لا يمكن تجاوزه في الموقع السياسي الصيداوي وبعلاقته بالوضع الفلسطيني الملاصق للمدينة.

اما الحدث الثاني فهو مشاركة وفد من تيار المستقبل في المسيرة المذكورة تتويجاً لمسيرة من الحوار غير المباشر بين التيار والتنظيم بدأ منه أكثر من شهر وكان أبرز تجلياته مشاركة الدكتور أسامة سعد في احتفال مدرسة عائشة أم المؤمنين القديمة. تلاها قيام كشافة المستقبل بوضع إكليل من الزهر على نصب الشهيد سعد. وكان التيار قد اختار أن يرأس الوفد المشارك مسؤوله في صيدا أمين الحريري، إلا أن النائب بهية تدخلت ليلاً وطلبت أن يرأس الوفد مسؤول التيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود.

ويبدو أنّ مسألة الحوار وتطبيع العلاقات بين التيار والتنظيم تخدم مصالحالطرفين. وكان الوسيط الأساس قد أشار في بداية مهمته إلى اهمية العلاقة بين الطرفين في حال تأزم الوضع الامني وبروز قوى إسلامية متطرفة على مثال داعش، على اعتبار أنّ العلاقة الجيّدة بين الطرفين تشكل مناعة للمدينة إذ تمنع أيّ تمدد إسلامي متشدد، خصوصاً أنّ المستقبل على علاقة وحوار دائم مع الجماعة الإسلامية.

ويمكن الإشارة إلى جانب آخر له علاقة بحوار حزب الله – تيار المستقبل الذي يجري على الصعيد الوطني، فإن هذا الحوار يفسح المجال لقوى سياسية مختلفة في المناطق لفتح أبواب الحوار، وتجنيبها أية خضة أمنية ممكنة، ويعني الحوار الدائر تأمين مساحة لقاء للطرفين.

إلا أن أحد المطلعين يشير إلى أن هذه الخطوة تبدو كأنّها في إطار المحاصصة التي يجري الحوار حولها بين المستقبل وحزب الله، التي تتيح لكل طرف اتخاذ الخطوات المناسبة التي تؤمن سياجاً آمناً له في المناطق المحسوبة عليه، مع العلم أن حزب الله، الذي يمكن أن يقدّم تنازلات للطرف الآخر داخلياً، لتشكيل تغطية لبنانية لخطوات الإقليمية، يعرف أنه يستطيع في أي لحظة قلب الطاولة.

السابق
الجيش: زورق حربي للعدو خرق المياه الاقليمية قبالة رأس الناقورة
التالي
لماذا غابت جمعيات نسائية عن تظاهرة الزواج المدني؟