مرحلة حساسة اقليمياً قبل الانتخابات الاسرائيلية والاتفاق النووي

تتقاطع بعض المعلومات المستقاة من اكثر من مصدر دبلوماسي عربي وغربي عند دقة وحراجة المرحلة الممتدة من منتصف شباط الجاري وحتى نهاية اذار المقبل على مستوى منطقة الشرق الاوسط عموما ودول الجوار اللبناني خصوصا استنادا الى جملة عوامل ومعطيات حملت اكثر من مسؤول دولي على توجيه النصح الى اللبنانيين بوجوب تحصين البلاد برئيس جمهورية خشية ان تصاب بتداعيات ما قد يحصل من تطورات في المنطقة.

وتشير مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية” الى ان اذار هو شهر الاستحقاقات بامتياز بداية مع الانتخابات الاسرائيلية وما قد يترتب عليها من نتائج في ضوء الفراغ المستفحل بين حزبي الليكود والعمل وحملة الرئيس الاميركي باراك اوباما التي خرجت الى العلن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمنعه من الوصول مجددا الى الحكم باعتباره يشكل حجر عثرة في طريق التسوية المرسومة للازمة الفلسطينية لجهة رفض قيام الدولتين كما يرفض الاتفاق النووي بين ايران ودول الخمسة زائدا واحدا واي اتفاق آخر مع الجمهورية الاسلامية. وتعتبر المصادر ان قلقا ينتاب اوباما من امكان اقدام نتنياهو، في اطار سياسة رفض التسويات، على شن حرب في المنطقة في اتجاه لبنان او الجولان لنسف الجهود الدولية، حمله على رفع سقف مواقفه ضد نتنياهو لتقليم اظافره قبل موعد الانتخابات.

اما الاستحقاق الثاني فتوقيع اتفاق الاطار بين الولايات المتحدة وايران في الشق التقني النووي نهاية اذار والخشية من ان يتمكن المتضررون، على كثرتهم، من عرقلة المفاوضات لمنع الاتفاق عبر احداث خضة امنية كبيرة في المنطقة، او ان تسعى ايران، في مجال سعيها لانجاز التسويات السياسية في المنطقة من ضمن الصفقة النووية الى رفع سقف التوتير في البلدان التي تمتلك فيها اوراق ضغط، بعدما بدأت ملامح التصعيد من اليمن الى الجولان والعراق والبحرين، في ضوء رفض الولايات المتحدة الاميركية الخضوع الى سياسة الابتزاز الايراني في المفاوضات النووية واصرارها على الفصل التام بين النووي والسياسي المتروك للجهات الاقليمية امر معالجته وتحديدا للمملكة العربية السعودية التي يشكو الايرانيون من عدم تجاوبها حتى الساعة مع رسائلهم المتكررة للتعاون ومد اليد، في حين يؤكد السعوديون ان لا تعاون قبل ان تعيد طهران اوضاع المنطقة الى ما كانت عليه سابقا وترفع يدها عن ملفات اليمن وسوريا ولبنان وتسقط ورقة التمسك بالرئيس بشار الاسد، لتصبح الطريق معبدة بين المملكة والجمهورية الاسلامية نحو حوار جدي ينتج تسوية سياسية لازمات المنطقة.

وتضيف المصادر ان ايران تبدو فهمت الرسالة السعودية، اذ ان ردها على عملية القنيطرة التي تكبدت فيها خسارة كبيرة جاء موضعيا وقد ابلغ وزير خارجيتها محمد جواد ظريف رئيس الحكومة تمام سلام خلال لقائهما على هامش اجتماع ميونيخ للامن ان بلاده ليست مع التصعيد وكذلك الحلفاء في المنطقة معللا سبب اقتصار الرد على عملية القنيطرة على رغم خسارة الجنرال محمد علي الله دادي بعدم الرغبة في نسف اطر الحل والمفاوضات في المنطقة.

الا ان المصادر اوضحت لـ”المركزية” ان كل كلام تهويلي عن الوضع اللبناني وارهاب اللبنانيين بمقولة ان داعش قررت انشاء امارة في لبنان عبر تمددها من سوريا ليس سوى ذر رماد في العيون ومحاولة تبذلها بعض القوى الاقليمية والمحلية لتبرير اي عملية امنية قد تقدم عليها في مناطق لبنانية حدودية، واعتبرت ان مطلقي هذا التهويل يستندون في مجال اقناع الآخرين بنظريتهم الى ان التحالف الدولي الذي اتخذ قرارا استراتيجيا بضرب داعش والحد من قدراتها مرحليا كلف الاردن مهمة القضاء على التنظيم الذي لن يجد سوى بوابة لبنان للفرار عبرها حين تشتد عليه الضربات. واعتبرت المصادر ان التسريبات الامنية تهدف في جزء منها ايضا الى تبرير استمرار مشاركة حزب الله في الحرب داخل سوريا وتوفير الغطاء لاي عمل في مناطق البيئة الحاضة في لبنان تحت ستار “مكافحة الارهاب”.

السابق
معركة جنوب سوريا: مصير حزب الله وسوريا والاسد
التالي
الحدث يتشابه والفرق كاميرا