نينات كيلي: الدولارات وحدها لا تكفي لمعالجة قضية النازحين

أشارت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينات كيلي إلى أن “الدولارات الإنسانية لن تتمكن وحدها من معالجة أزمة النازحين السوريين  على نحو فعال”، مشددة على أن “هناك حاجة في أن تكون هذه المعالجة مصحوبة بمشاريع إنمائية لصالح المجتمعات المحلية التي تحتضن نازحين سوريين في لبنان بهدف مساعدة لبنان على مواجهة هذا العبء الهائل “من النزوح.

خلاصة كيلي الإنمائية، جاءت في ختام جولة ميدانية قامت بها على عدد من تجمعات النازحين السوريين، إضافة إلى عدد من البلديات في البقاعين الغربي والأوسط، يرافقها مفوض الإتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس وسفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، انجلينا ايخهورست.
وأكدت كيلي أن “هناك قناعة بضرورة توسيع مروحة المساعدات والمشاريع الإنمائية لتطال أيضا المجتمعات المحلية التي باتت عاجزة عن القيام بدورها الطبيعي في الإنماء الذي ارتفعت فاتورته مع تدفق النازحين السوريين”.
وكانت كيلي قد اطلعت الموفد الأوروبي على عمل المفوضية وشركائها في ما أسمته أكبر العمليات الخاصة باللاجئين في العالم، منوهة بالدعم المتواصل الذي يقدمه الإتحاد الأوروبي الذي لم يقتصر  فقط على إنقاذ عدد لا يحصى من النازحين وأصحاب الحالات الإنسانية ولكنه قدم أيضا المساعدة للمجتمعات المحلية و المؤسسات اللبنانية منذ بداية الأزمة.
جولة الموفد الأوروبي شملت أحد التجمعات السورية في منطقة حوش الحريمه ثم انتقل الوفد إلى منطقة تعلبايا والتقى بعدد من  النازحين السوريين في أحد المراكز الذي أعيد تأهيله ليكون مأوى للنازحين وهناك التقى الوفد بسيدة سورية تدعى فاطمة  التي عرفت عنها كيلي باعتبارها واحدة من ما يقارب 100,000 لاجئة سورية إلى لبنان، وقد هربت فاطمة منذ أكثر من عام مع أطفالها الستة بعد مقتل زوجها في القصف الذي دمر منزلهم. وقد تم دعم فاطمة من قبل المفوضية من خلال الأموال المقدمة من المعونة التابعة للمفوضية الأوروبية الإنسانية وبرنامج الحماية المدنية (ECHO).
وقالت فاطمة: “هذه المساعدات أنقذت حياتنا، أنا غير قادرة على العمل هنا وليس لدي وسيلة أخرى لإطعام أطفالي الستة”. أضافت:  “ابني البالغ من العمر 14 عاما أجبر الآن على العمل لتوفير المساعدة لأشقائه وشقيقاته”.
وحط الوفد الدولي رحاله في بلدية قب الياس، التي تأوي أكثر من 28 ألف نازح سوري حسبما أشار رئيس البلدية درغام توما لافتا الانتباه إلى أن البلدية تحمل عبئا كبيرا لم يعد بمستطاعها تحمله لوحدها ،مثمنا  المساعدة الإنسانية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي والمفوضية والتمويل الذي يدعم المشاريع المستدامة،لما تحدثه من فرقا كبيرا في المجتمع المضيف وفي اللاجئين السوريين.
وناقش الوفد مع توما مشروع توسيع شبكة المياه لستة آلاف أسرة في المنطقة الذي يجري تنفيذه من قبل المفوضية عبر مؤسسة مياه البقاع. وتبلغ تكاليفه الممولة من الاتحاد الأوروبي 3.9 مليون دولار أمريكي.
وأكد ستايليانيدس على أهمية المجتمعات المحلية في لبنان في احتضان اللاجئين ومؤكدا على واجب الاتحاد الأوروبي في تقديم المساعدة والدعم للمجتمعات المضيفة واللاجئين من خلال المفوضية وغيرها من الجمعيات.

(السفير)

السابق
هل تحرر جنبلاط من هواجس سن الستين؟
التالي
ضحايا الرحلة المقدّسة والإرهاب