الحرب المفتوحة… باسم الله

والله بكل صفاته ومن جميع سماواته يلعنكم ويلعن صراعاتكم الهمجية الرجعية المتخلفة التي أصبحت تقتل الناس باسمه وتسرق باسمه وتزني باسمه.

ضمن الحرب المفتوحة في الشرق الأوسط قامت إسرائيل مؤخرًا بقصف دقيق لمجموعة عسكرية على الأراضي السورية في منطقة القنيطرة تحديدًا، مؤلفة من لبنانيين وإيرانيين ينضوون تحت لواء الحرس الثوري الإيراني. هذه العملية تبعها الكثير من الإستهجان والرد الكلامي العنيف والاستنكار الشامل لمختلف الأفرقاء السياسيين حتى تم عرض تأبين بعض من سقطوا في القصف الإسرائيلي مباشرةً على الهواء الأمر الذي أراح نوعيًا الشارع اللبناني من جهة بالرغم من صعوبة المرحلة.
أما الملفت اليوم هو أنّ الرد على هذه العملية التي نفذتها اسرائيل في القنيطرة يأتي من خلال بوابة القصر الرئاسي في اليمن. وبمعنى آخر عملية توسيع رقعة التمدّد الحوثي وتهديد أمن المملكة العربية السعودية وتوسيع الشرخ المذهبي في المنطقة (السني-الشيعي)، هذا الشرخ المخزي والذي يشكّل وصمة عار في تاريخ الأمة الإسلامية.
نعم هذه حقيقة الأمور المخزية، نعم هذه هي الهمجية والرجعية التي يتخبّط بها الشرق الأوسط، نعم هذه هي قمة التخلف المذهبي الذي تتخبّط فيه الدول المتصارعة في الشرق الأوسط. نعم يا سادة هناك من يعتبرون الإنسان رخيصاً فيسجنون شعوبهم في قماقم التخلّف والفقر والبؤس والتشرد والتشتت تحت عباءة صراع مذهبي حتى رب العباد ورب الدنيا سيلعنه ويلعن كل من يذبح باسمه.
فالعادل لن يسمح لكم بأن تظلموا، ومالك كلّ شيء لن يسمح لكم بأن تستبيحوا حياة الآخرين وأملاكهم باسمه، والمعطي لن يسمح لكم بأن تلعبوا بحياة الناس وتعطوهم الحياة أو تسلبوهم إياها متى شئتم، والله السلام لن يقبل بأن تفسدوا بالأرض خرابًا وفوضى وحروب، والله بكل صفاته ومن جميع سماواته يلعنكم ويلعن صراعاتكم الهمجية الرجعية المتخلفة التي أصبحت تقتل الناس باسمه وتسرق باسمه وتزني باسمه.
بدءًا من الغارة الإسرائيلية وصولًا إلى صداها الدموي في الشارع السني – الشيعي، تتربع إسرائيل على عرش القيادة الدولية بدور المتفرّج على ما يحدث خدمةً لمشروعها في المنطقة. فإسرائيل ذات دموية تضاهي دموية الصراع المذهبي المتطرف المستشري في الشرق الأوسط، وكذلك تقاتل باسم الله وتدافع عن معتقداتها الدينية وعن شعبها كحقّ شرعي من حقوقها التي تعتبرها من ثوابت الديانة اليهودية في العالم، وتخوض هذه الحرب المفتوحة في الشرق الأوسط مع الكثير من الدقة والذكاء والحنكة أيضًا بإسم الله.

السابق
إسرائيل مرعوبة؟ ونحن أيضاً يا إعلام حزب الله
التالي
هكذا عرفتُ الملك سلمان بن عبد العزيز