يحقّ لجريدة الأخبار مقابلة الشيشاني… ولا يحقّ لغيرها

جريدة الأخبار
بعد نشر موقع «جنوبية» معلومة انّ الشهيد علي البزال استشهد حقاً، توالت الإتهامات والإنتقادات لتتّهمنا بأنّنا نروّج لجبهة النصرة. لكن في اليوم التالي المنتقدون أنفسهم بلعوا ألسنتهم حين نشرت جريدة "الأخبار"، التابعة لحزب الله، مقابلة مع أحد قادة "جبهة النصرة". وهذا ما سألناه لأستاذين في الإعلام: هل يحقّ لوسائل الإعلامي نشر معلومات ومقابلات مع من نصنّفهم بأنّهم إرهابيون؟

منذ ثلاثة أيام، أي في الثامن من الشهر الحالي، ومع انتشار خبر التشكيك بحادثة اعدام الشهيد علي البزّال رمياً بالرصاص على أيادي إرهابيين من جبهة النصرة ، إستطاع موقع «جنوبية» الحصول على معلومات من قبل مصادر من جبهة النصرة، تؤكد أن علي البزّال قد أصبح شهيداً، وأن عودته أصبحت مستحيلة.
هذا الخبر الذي حصلت عليه «جنوبية» ونشرته، هو عبارة عن معلومة يحق للإعلام نشرها، ولو وصلت هذه المعلومة لأي وسيلة إعلامية أخرى، لكانت نشرتها كما فعلت «حنوبية».
إلا أن بعض الممانعين اللذين يلفقون التهم لـ«جنوبية» ليلا نهارا بأنّها “يهودية وتنشر أخباراً تفيد العدو الإسرائيلي”، وغيرها من التهم التي لا صحة لها، اعتبروا نشر جنوبية لهذا الخبر تعامل مع «جبهة النصرة»، ومنهم المدوّن سليم اللوزي الذي علّق على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك «”وأكد مراسل جنوبية في جبهة النصرة” أو “وأكد مراسل جبهة النصرة في جنوبية”». وقد اتّهم اللوزي، وعمّه الراحل سليم اللوزي، اتّهم القيّمين والعاملين في «جنوبية» بأنّهم يروّجون لـ«جبهة النصرة»، لكنّ المقابلة التي نشرتها جريدة «الأخبار» يوم أمس الاربعاء ١٠ كانون الأول، مع أبو علي الشيشاني الذي هددّ عناصر الجيش اللبناني ونساءهم وأطفالهم بالخطف والقتل ووصفهم بالروافض، تحت عنوان «أبو علي الشيشاني: من معلّم معجنات إلى أمير في “الدولة”»، مرّت مرور الكرام بالنسبة إلى سليم اللوزي ومن لفّ لفّه.
فهل يحقّ لجريدة الأخبار ما لا يحقّ لغيرها بالنسبة لسليم اللوزي وأمثاله؟
كي نكون اكثر مهنية سألنا أساتذة في الإعلام إن كان يحق لوسيلة إعلامية أو صحافي أن يجري مقابلات ويحصل على أخبار من منظمات مصنفة إرهابية؟
الأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور أحمد زين الدين اعتبر في حديث لـ«جنوبية» أنّ «إجراء مقابلات مع إرهابيين له شقّان، شق قانوني والصحافي لا يحق له خرق القانون، وشق مهني أخلاقي: الصحافي يحق له أن يحصل على أي معلومة أينما كانت طالما هي تخدم موضوعه، وطالما أن المعلومة لا تروجّ لأفكار الإرهابيين تضرّ بالمجتمع».
وتابع زين الدين: «أما إذا كانت مقابلة تنشر وتروّج لأفكار إرهابية تضرّ بالمجتمع فمن أخلاقيات المهنة عدم نشرها، ومثال على ذلك إذا استطعنا الحصول على أي معلومة من جبهة النصرة تفيدنا عن حال العسكريين يحقّ لنا نشرها، أما أن ننشر أفكارهم فهذا منافي لأخلاقيات المهنة».
إذاً وبحسب الأستاذ في الإعلام زين الدين ما فعلته «جنوبية» لا يتنافى مع الأخلاق المهنية لأنه لم يروّج لأفكار إرهابية تضرّ بالمجتمع وتنشر ثقافة أشخاص يصفون الجيش اللبناني بـ”الروافض”. وهذا ما فعلته مقابلة جريدة «الأخبار» التي ركّزت على أفكار الشيشياني وتنظيم الدولة الإسلامية.
إذا ما هي حدود الصحافي والوسيلة الإعلامية؟
«الحدود هو المصلحة الوطنية» هذا ما أكدّه الأستاذ في الإعلام الدكتور علي رمّال في حديث لموقع «جنوبية» وأضاف: «لا يحقّ لأيّ منبر إعلامي أن يجري أي مقابلة مع من تصنفهم الدولة بإرهابيين، وفكرة نشر الرأي الآخر هو تمثيلية، لأن وظيفة الإعلامي والوسيلة الإعلامية حماية المجتمع، ومحاربة الإرهاب وليس المساهمة بنشر أفكارهم وآرائهم».
إذا هذا هو رأي الأساتذة في الإعلام الذين فرقوا بين الحصول على معلومة لا تضرّ المجتمع وبين إجراء مقابلة تنشر أفكار إرهابية. لكن يبدو انه بالنسبة إلى أيتام الممانعة في لبنان يحقّ لإعلام الممانعة أن يخرق أخلاقيات المهنة وينشر الأفكار الإرهابية، لكن لا يحقّ للإعلام المستقلّ أن ينشر معلومة قد حصل عليها، تحت طائلة أن يصير “إرهابياً”.

السابق
الرئيس برّي يُحرج السيّد نصر الله و«يزركه»
التالي
جلسة حوارية عن تحديات العقل الاسلامي في المجمع الثقافي الجعفري