4 أزمات عالمية سبّبها انخفاض أسعار النفط

أجرى موقع “ماركت ووتش” دراسةً تحدّث خلالها مع باحثين وخبراء في الولايات المتحدة، للوقوف على الأزمات المحتمل وقوعها في مناطق عدة في العالم جرّاء الإنخفاض المستمر في أسعار النفط، وخلصَت الدراسة إلى إمكان وقوع 5 أزمات في مناطق عدّة، مع تعقيد للعلاقات الجيوسياسية الأميركية، لاسيما بعدَ قرار منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” الإبقاء على سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يومياً من دون تغيير.

1- الحكومات الضعيفة ستواجهُ مزيداً من الضغوط
قبلَ بدء الحملة العسكرية لقوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، في قصف مواقع ميليشيات تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، كانت هذه الميليشيات تجني ما يقربُ من مليون دولار يومياً من تهريب النفط إلى مستهلكين في سوريا وتركيا، وفقاً لتقديرات وزارة الخزانة الأميركية نهاية تشرين الأول الماضي. رغم ذلك، فإنَّ قدرة الولايات المتحدة على وقف تهريب النفط لا تزالُ محدودة، لعدم قصف آبار النفط ووحدات التكرير، كما ذكرَ مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس.
لكنَّ الأمر لا يقتصرُ فقط على العراق وسوريا، إذ لا تزالُ ليبيا ضعيفة وتعاني سيطرة عدد من الميليشيات الإرهابية على مناطق واسعة تشملُ حقولاً نفطيةً.
أما في نيجيريا، فهناك العديد من الجماعات التي تتصارعُ من أجل النفط، وكشفَ سفير أميركي سابق في دول إفريقية عدة، عن أنَّ كميات كبيرة من النفط يمكنُ أن تصلَ إلى 10%، تُسرقُ في نيجيريا وتُستغلُّ لتمويل الفساد السياسي، بالإضافة إلى تصاعد وتيرة العنف هناك.
لكنَّ انخفاض أسعار النفط المستمر يمكنُ أن يقوض قدرة هذه البلاد على تمويل عملياتها العسكرية ضد الميليشيات الإرهابية، فقد اقترضت نيجيريا أخيراً مليار دولار لشراء معدات عسكرية لمحاربة الميليشيات.

2- لعنة النفط على دول تعتمدُ عليه بشكل كامل
تسبّبَ انخفاض أسعار النفط المستمر في إيجاد حال من عدم الاستقرار في موازنات حكومية لدول منتجة، ففي الوقت الذي تتمتّعُ فيه دول كبرى، مثل السعودية، باحتياطات نقد أجنبي وافرة تمكّنُها من مواصلة الدعم، تعاني دولٌ أخرى مثل فنزويلا، انخفاضاً حادّاً في احتياطاتها من النقد الأجنبي. وقالَ محلّلون إنَّهُ في مثل هذه الظروف، تضطرُّ الحكومات المركزية إما إلى إتخاذ إجراءات تقشفية، إما التعرض لأخطار مثل التي تحدث في العراق. وقد قمعَ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تظاهرات حاشدة في شباط الماضي انتهت بسجن معارض بارز، وسط أخطار أخرى بتعرُّض برامج الدعم الحكومي لخطر كبير.

3- تسارُع النمو السكاني
تتزايدُ وتيرة النمو السكاني في عدد من الدول المنتجة للنفط، ففي نيجيريا على سبيل المثال، يزيدُ معدّل نمو السكان بنسبة 3% سنوياً، ما يعني المزيد من الضغوط على الحكومات، واضطرابات داخلية على الصعيد الاقتصادي، لاسيما على الموازنة العامة.

4- لا تزالُ أسعار النفط معرضة لتقلبات عنيفة
على الّرغم من الإنخفاض المتواصل في أسواق النفط العالمية، لا تزالُ معرّضة للتقلبات العنيفة، إذ قد تنخفضُ وترتفعُ مرة أخرى نتيجة العوامل الخارجية، كاحتمال التوصّل إلى اتفاق بين إيران والقوى الغربية في شأن برنامجها النووي، ورفع العقوبات عليها بالتبعية، ما يعرّضُ أسعار النفط لمزيد من الانخفاض لزيادة الإمدادات.
على النقيض، إذا تجدّدَت أعمالُ القتال بين الميليشيات المتنازعة في ليبيا للتحكم في حقول نفطية، فمن الممكن أن يتسبّبَ ذلك في رفع أسعار النفط، كما تجدرُ الإشارة إلى أنَّ المملكة العربية السعودية تعرض خفضًا لأسعار صادراتها النفطية لعملائها في آسيا، ما يزيدُ الضغوط على الأسعار.

السابق
الجماعة الاسلامية: تحرير العسكريين مسؤولية الحكومة بالدرجة الأولى
التالي
جابر: لحصر مهمة العسكريين المخطوفين باللواء ابرهيم