هل بدأت 14 آذار في إقفال مواقعها الإلكترونية؟

14 آذار
مرّ لبنان منذ العام 2000 تقريبا بفورة اعلامية غير مسبوقة تُوّجت في العام 2005 بعد انقسام اللبنانيين بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار. وبعدها زاد عدد العاملين في القطاع الإعلامي أضعافا مضاعفة. قبل سنتين تقريبا "شحّلت" المؤسسات الإعلامية مئات العاملين فيها، من الجرائد إلى التلفزيونات والمواقع الإلكترونية. واليوم نشهد بداية انحسار موجة المواقع الإلكترونية. وقد بدا هذا الأمر جليا في إقفال 3 مواقع إلكترونية خلال شهر واحد. فما الذي يجري؟

قبل أيام كتب الزميل فارس خشّان “المقال الأخير” على الموقع الذي طان يديره باسم “يقال نت”. وقبله بأيّام كان موقع “مختار” الذي يموّله المهندس رياض الأسعد قد أعلن توقّفه نهائيا، بعد “موت سريري” عمره أشهر منذ استقالة الزميل محمد بركات من رئاسة تحريره قبل عام. وقبلها بأيّام أيضاً دخل موقع “ناو” (“ناوليبانون” سابقا) في حالة موت سريري بعد الاستغناء عن خدمات فريقه التحريري والإبقاء على عدد من كتّاب المقالات الأسبوعية، تمهيدا ربّما لإقفال الموقع العربي نهائيا والإبقاء على الموقع الإنكليزي.

كما سرّبت جريدة “الأخبار” أنّ موقعي “14 آذار” و”تيار المستقبل” سيشهدان تخفيضات في موازنتيهما. وقبلهما كان موقع “منصّات” الإلكتروني قد توقّف عن العمل.
يجمع بين هذه المواقع انتماؤها إلى قوى 14 آذار، وإن كان موقع “مختار” قد عمل في “مكان وسطيّ” لكن مائل إلى نقد “حزب الله”، قبل أن يقع الخلاف بين الزميل بركات ورياض الأسعد، على خلفية اقتراب الأسعد من “حزب الله” ورغبته في وقف المقالات النقدية.
هكذا يمكن القول إنّ لحزب الله علاقة ما بإقفال موقع “مختار”، من زاوية إخضاع الأسعد وجرّه إلى الوقوف تحت عباءة “حزب الله”. بعدما كان الأسعد يعدّ “مختار” ليكون منصّته ضدّ “حزب الله” على أبواب انتخابات نيابية غابرة. ووقع الخلاف مع بركات بعيد التمديد الأوّل لمجلس النواب، وأقفل الموقع نهائيا بعد التمديد الثاني.
أما موقع “يقال” فيقول مقرّبون من فارس خشّان إنّه كان “مشروعا فرديا لا يموّله أحد من آل الحريري، وقد توقّف لأنّ خشّان لا يريده أن يكون مرهونا لأحد في السياسة وليس بسبب نقص في التمويل”. وتابع المقرّب منه: “يقال كان مشروعا فرديا بقوى خشّان وجهوده وقد بات استمراره في حاجة إلى مال سياسي ففضّل خشّان توقيقه”.
يبقى أنّ موقع “ناو” كان جزءًا من المنظومة الإعلامية التابعة لقوى 14 آذار، وبعد العثرات المالية التي عاني منها آل الحريري في السنوات الأخيرة استمرّ على إيقاع بطيء جعله يخرج من المنافسة. وأخيرا قرّر مالكه إيلي خوري أنّه بات بلا جدوى.
في المقابل تشهد قوى 8 آذار بروز مواقع إلكترونية جديدة، منها “الحدث نيوز” الذي يرأس تحريره عبدالله قمح و”العهد” التابع مباشرة لحزب الله. تمّ تحويله من مجلّة مطبوعة إلى موقع إلكتروني، ومثله تحوّلت “الانتقاد” من مجلة أسبوعية إلى موقع إلكتروني. وبالطبع لا ننسى موقع سلاب نيوزالذي يديره الاعلامي غسان جواد.

والخبر برس و”مرصاد”، وعدد من المواقع غير المعروفة إلا بأخبارها السريعة جدا. اضافة الى عدد من وسائل الاعلام التي تموّلها ايران مباشرة او بطريقة غير مباشرة، وقد برزت مؤخرا، أهمّها “الميادين” و”المسيرة” و”فلسطين اليوم” و”الصراط” و”النبأ” و”الساحات”، و”آسيا” و”الاتجاه” وتشكيلة منوعة توجه بها سياسيات البلد الذي تنوي الدخول اليه..

لا معلومات مؤكّدة حول سبب تراجع إعلام 14 آذار في الشهر الفائت، لكنّ الأكيد أنّ “الصدفة” ليست التفسير الوحيد.

السابق
لقاء في شبعا: جماعات مشبوهة تعمل للفتنة خدمة للعدو الإسرائيلي
التالي
هل يصطدم الدروز بجبهة «النصرة» في العرقوب؟