أحيى الملايين عبر العالم، اليوم، ذكرى العاشرِ من المحرم، وسط إجراءات أمنية مشددة في العديد من الدول العربية والآسيوية.
وبدأ الملايين من الزوار العراقيين والأجانب، إحياء ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء العراقية، حيث مرقد الإمام الحسين، وسط إجراءات أمنية مشددة تتخذها السلطات العراقية، تحسباً لأي هجمات قد ينفذها تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش”. وغصّت شوارع كربلاء بمئات الآلاف من المتشحين باللون الأسود، حيث أعرب مشاركون في المراسم عن “تحدي” تهديدات “داعش”، وإصرارهم على إحياء الذكرى.
وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي، في تصريح صحافي، إن “حشوداً من آلاف الزوار وصلت من جميع المحافظات العراقية ومن دول عربية وأجنبية إلى مدينة كربلاء لإحياء مراسم عاشوراء”، مشيراً إلى أن الخطة الأمنية تشمل نشر أكثر من 26 ألف عنصر أمن عراقي في كربلاء، وعلى الطريق المؤدية إليها من بغداد، واستخدام سيارات مزودة بأجهزة لكشف المتفجرات وكلاب بوليسية لتفتيش السيارات عند مداخل المدينة.
وأكد قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي أن “القوات العراقية تفرض سيطرتها على مداخل ومخارج محافظة كربلاء وتنتشر في عموم مدينة كربلاء لتأمين حماية الزوار”، لافتاً الانتباه إلى مشاركة طوافات الجيش “في تأمين الجانب الغربي من كربلاء لتجنب حصول أي خرق أمني”، في إشارة إلى حدود محافظة كربلاء مع محافظة الأنبار التي يسيطر تنظيم “داعش” على غالبية أجزائها.
وفي مدينة الصدر شمال شرق بغداد، فُرضت إجراءات أمنية مشددة وأُغلقت الطرق الرئيسية، ورُفعت الرايات الحسينية السوداء فوق غالبية المنازل وفي الشوارع.
وأفاد شهود بأن شخصاً قُتل وأُصيب آخرون بجراح جراء قصف مدفعي لـ”داعش” على قضاء بلد جنوب صلاح الدين أثناء إحياء الشعائر الحسينية. وفي بغداد، شيع العراقيون 31 شخصاً قضوا جراء تفجيرات إرهابية استهدفت زوار كربلاء المقدسة. وتبنى “داعش” تفجيرين وقعا في منطقة السعدون وسط بغداد وخيمة عزاء عاشورائية في مدينة الصدر شمال بغداد.
في سياق متصل، شهدت المحافظات الإيرانية مراسم إحياء العاشر من محرم، وقد ازدحمت الشوارع الإيرانية بالمسيرات العاشورائية التي شارك فيها عشرات الملايين من مختلف شرائح المجتمع. وأكد المشاركون “التزامهم بالنهج الحسيني ونصرة المستضعفين في أنحاء العالم”. كما أشار المشاركون إلى أهداف الثورة الحسينية و”الوقوف بوجه الظلم والاستبداد”، داعين إلى “نصرة الإسلام ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين والمستضعفين”.
وأحيا المسلمون في تركيا ذكرى عاشوراء، من خلال المجالس الحسينية التي تتناول سيرة الإمام الحسين، داعين في هذه المناسبة إلى “الوحدة بين جميع طوائف المسلمين والوقوف في وجه محاولات التفرقة وبث روح العنصرية”.
واستهدف هجوم بعبوة ناسفة في ولاية يوبي شمال نيجيريا موكباً لإحياء العاشر من محرم ومصلين، ما أدى إلى مقتل 23 شخصاً.
كما أحيا المسلمون ذكرى عاشوراء في العاصمة كابول وباقي الولايات في العاصمة الأفغانية كابول. وأقيمت مجالس العزاء والفعاليات الثقافية في المساجد والحسينيات وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفي كشمير، أفاد شهود بأن قوات الأمن الهندية اعتدت على مواكب العزاء الحسينية التي أقامها المسلمون في مدن الإقليم.
