رسالة الوزير المشنوق إلى حزب الله داخلية وليست إقليمية

نهاد المشنوق
رغم التنسيق الأمني بين وزارة الداخلية، وعلى رأسها الوزير نهاد المشنوق، أحد أبرز صقور تيار المستقبل، وبين حزب الله، إلا المشنوق شنّ تصعيدا غير مسبوق منذ تأليف الحكومة بوجه حزب الله واستحبارات الجيش. فما السبب؟ محلّل سياسي قريب من المشنوق أكّد أنّها "رغم اتّخاذها أبعادا إقليمية وربطها بالمسألة اليمنية، إلا أنّها تندرج في الإطار الداخلي فقط".

شكّل خطاب وزير الداخلية نهاد المشنوق في الذكرى الثانية لاغتيال اللواء وسام الحسن هزة سياسية نوعية من خلال نقده السياسي اللاذع إلى كل من جهتين أساسيتن في لبنان. الأولى هي استخبارات الجيش اللبناني، التي اتّهمها، من أن يسمّيها، بأنّها تفتقد “إلى الكثير من الصفاء”، والثانية هي حزب الله الذي ينسّق معه المشنوق على أعلى المستويات، خصوصا بعد إقرار “الخطّة الأمنية” التي أوقفت نزيف حرب الشوارع في طرابلس وفكّكت عبوة البقاع، من عرسال وصولا إلى الطفيل وغيرها من بلدات الصراع الحدودي اللبناني السوري. وخصوصاً في القرى المعرّضة للقصف من الجانب السوري والمتاخمة للحدود اللبنانية –السورية.
هذا التصعيد فسرّه البعض على أنّه رسالة سعودية إلى الجيش اللبناني، بيد مستقبلية. رغم أنّ الرئيس سعد الحريري صرّح منذ أيّام قائلاً إنّ «السنّة مع الجيش والسنّة والمستقبل ضدّ كل من يقف مع التنظيمات المتطرفة”. فما الذي استجدّ وحصل ما بين ليلة وضحاها؟
يفسر المراقبون أنّ ذلك يعود الى الأزمة السعودية في اليمن وسورية ومحاولة تركيا الإمساك بالتمثيل السنيّ في المنطقة. على اعتبار أنّ الصراع السنيّ – السنيّ وجد متنفّسا له في لبنان من خلال التصويب على حزب الله سياسيا بتصعيد كلامي بدأ بخطاب الوزير نهاد المشنوق وخطاب النائب معين المرعبي الذي عاد الى الواجهة مجدداً، اضافة الى رفض الهبة الايرانية غير المشروطة.
لكنّ تحليلا آخر اعتبر أنّ المسألة لا تعدو كونها صراعا داخليا لا يتعدّى حدود تيار المستقبل الذي يعتبر جمهوره أنّ الوزير نهاد المشنوق، القيادي في تيار المستقبل، يتقرّب من حزب الله من خلال تصريحاته، ما يضعف التيار ويدفع جمهوره نحو التوجه إلى أحضان فصائل متشددة. وهذا ما ندّد به الحريري في روما منذ أيّام.
في المقابل رأى مقربون من المشنوق أنّ “سبب التصعيد ليس الا تعبيراً عن انزعاج من فشل الخطة الامنية في البقاع وتهاون الجيش في تطبيقها”. لكنّ مصادر اعلامية مقرّبة من حزب الله اعتبرت هذا الكلام “غير صحيح لأنّ الجيش دخل الى أعمق المناطق التي للحزب وجود فيها في البقاع ونفّذ مداهمات دون أن يعترضه احد من جماهير الحزب”. وتساءلت هذه المصادر عن مسألة تهريب شادي المولوي وأسامة منصور ومن التغطية التي حُظيا بها ليهربا”.فيصل عبد الساتر
هذه الصراعات الاعلامية والسياسية تناولها موقع “جنوبية” مع كل من المحلل السياسي فيصل عبد الساتر، المقرّب من قوى 8 آذار، ومع محلل سياسي مقرّب من قوى 14 آذار.
قال عبد الساتر لـ”جنوبية” إنّ «المشنوق يقدّم اوراق اعتماده كرئيس للوزراء مستقبلا، وهو أيضاً جزء من صراع وانقسام سياسي داخل تيار المستقبل يظهر من خلال كلّ تصريح وامام كل استحقاق، حيث يطرح كل فريق اسئلة لإحراج الفريق الآخر، ولكن عندما نتحدث عن الخطة الامنية لا يمكن القبول بتهريب البعض المطلوبين عبر سفينة راسية مقابل طرابلس، كما لا يمكن القبول بالتحريض على الجيش والقيام بعمليات ضدّ الجيش.. ومن ثم يخرج الوزيرالمشنوق ليقول إنّه (بقّ البحصة)”.
في المقابل يرى أحد المحللين السياسيين المقرّبين من قوى 14 آذار، وهو طلب عدم نشر اسمه، في حديث لـ”جنوبية”، أنّ “خلفيات تصريح الوزير نهاد المشنوق واضحة في الخطاب ولا تحتاج إلى شرح، ومفادها أنّ الخلل الحاصل في الخطة الامنية هو السبب”.
وتابع قائلا: “لا خلفيات سياسية للخطاب. فالوزير ممتعض من الوضع الامني في البقاع، لأنّ الخطة مشيت في الشمال وفشلت في البقاع. وعندما كانت القوى الامنية تلاحق المطلوبين كانوا يهربون الى الجرود. ويرد حزب الله عندما نطلب مساندته أنّ الجرود فلتانة ولا يمكنه إلقاء القبض على هؤلاء”.
وتابع المحلل السياسي المقرّب من قوى 14 آذار: “لكن تبيّن بُعيد معركة بريتال أنّ مراكز عسكرية كبيرة موجودة للحزب هناك وأنّه مسيطر على الجرود”.
وردا على سؤال “جنوبية” عن سبب تصوّيب المشنوق انتقاداته اتّجاه مخابرات الجيش التي هي جزء من القوى الامنية التابعة للدولة اللبنانية، قال المحلّل السياسي: “هذه المؤسسة تمشي بأوامر أحد الأطراف في البلد”.
ويضع المقرب من 14 آذار تصريحات وزير الداخلية  في الاطار الداخلي ، “رغم أنّها اتّخذت أبعاد إقليمية وتم ربطها بالمسألة اليمنية”، لكنّه يؤكد أنّها “تندرج في الإطار الداخلي فقط”.

السابق
25 رئيس بلدية سيقدمون استقالتهم لوزير الداخلية
التالي
المجلس يلتئم غداً لانتخـاب أعضاء هيئة مكتبه و”اللجان”