«صدمة» سياسية روحية من تصريحات قائد الجيش مسألة المخطوفين تراوح..

نبيه بري

كتبت الشرق : غابت السياسة خلال اليومين الماضيين عن البلد… وحط القلق الأمني من جديد، وسط تطورات بالغة الخطورة، لم تستثن المؤسسة العسكرية، خصوصاً مع الأحاديث التي يجري تظهيرها وتكبيرها في بعض الاعلام حول انشقاق ثلاثة جنود من الجيش، سارع وزير العدل اللواء أشرف ريفي الى توضيحها لافتاً الى أنها «حوادث فردية معدودة جداً، لن تؤثر على وحدة الجيش او وحدة أي مؤسسة ثانية، وسيبقى رهاننا دائماً على مؤسسات الشرعية اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والمؤسسات الأمنية…

هذا في وقت كان رئيس مجلس النواب نبيه بري، الموجود في جنيف للمشاركة في أعمال المؤتمر 131 للاتحاد البرلماني الدولي، يؤكد «وجوب تضافر جهود الجميع لمواجهة خطر الارهاب المحدق بلبنان والالتفاف حول الجيش لمواجهة ما يتعرض له من اعتداءات على يد المجموعات الارهابية، وتعزيز دوره في حماية أمن البلاد واستقرارها…

التمديد محسوم…وينتظر عودة بري

وإذ بات محسوماً أمر التمديد ثانية لمجلس النواب لسنتين وسبعة أشهر، على ما أكدت مصادر نيابية عديدة، فإن الاخراج في هذا، ينتظر عودة الرئيس بري من الخارج، لتظهر الصورة النهائية لصيغة هذا التمديد… الذي يلاقي حضانة نيابية واسعة، خصوصاً مع اعلان الرئيس سعد الحريري ان تيار «المستقبل
لن يشارك في الانتخابات قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وهو أمر كرره نواب «المستقبل
الذين أكدوا أنهم «مع التمديد في ظل غياب رئيس للجمهورية، وفي ظل الظرف الأمني الحالي…

قلق فرنسي

وفي وقت ينوء لبنان تحت تداعيات الأزمات الاقليمية المحيطة، من أزمة النازحين السوريين، الى أزمة الأمن على الحدود البرية، من عرسال الى بريتال الى شبعا، الى الشمال اللبناني، حيث حذر السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي من «أي تمدد للجماعات المسلح نحو الداخل اللبناني… واصفاً الوضع على الحدود اللبنانية – السورية بالمقلق جداً، خصوصاً ما حصل في عرسال… ومشدداً «على ضرورة السير على ابعاد لبنان من التأثيرات الخارجية… وهي موجودة وبذلنا جهوداً مكثفة لجذب كل الطاقات لصالح لبنان لانتخاب رئيس… وبحثنا الأمر مع بعض الحكومات في المنطقة منها الحكومة الايرانية والسعودية، لتجمع الآراء ونتفق على تحييد لبنان من التأثيرات السلبية…

مسيرة كردية ضد «داعش

لكن ما بين الدعوات والوقائع مسافة، وقد شهد لبنان نوعاً آخر من تداعيات ما يجري في سوريا، حيث احتشد «الاكراد اللبنانيون والسوريون والعراقيون الموجودون في لبنان، وساروا بتظاهرة من مستديرة الكولا الى مقر الاسكوا في الاسواق التجارية، احتجاجاً على ما تتعرض له مدينة «عين العرب (كوباني) الكردية من اعتداءات على يد «داعش

الراعي من روما يحمل على النواب

ومن روما، وعلى وقع معلومات تحدثت عن لقاء بينه وبين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، الذي توجه الى سويسرا للمشاركة في مؤتمر «الاتحاد البرلماني الدولي
الذي يعقد في جنيف، فقد حمل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، بقوة على «المجلس النيابي اللبناني، متهما النواب بأنهم «فقدوا ثقة الشعب بهم…

وفي عظة الأحد، من كنيسة مار مارون في روما، وجه البطريرك الراعي «نداءً الى الأسرة الدولية، وتحديداً الى منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، لأن يتحملا مسؤوليتهما بحفظ السلام في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين، وانهاء الحروب وايجاد الحلول بالحوار والمفاوضات والاتفاقات، وبوضع حد للتنظيمات الارهابية.

وحول الوضع في لبنان، فقد توجه الراعي بنداء الى «المجلس النيابي الذي «أوقع سدة الرئاسة في فراغ منذ خمسة أشهر، وهذه وصمة عار في جبين نواب الأمة… داعياً «بإسم الشعب اللبناني لأن يبادروا الى انتخاب الرئيس قبل القيام بأي تدبير آخر، على مستوى استحقاق المجلس النيابي، لكي يستقيم كل عمل، وليضعوا حداً لمسلسل المخالفات الدستورية…
… لا انتخابات قبل الرئاسة

وفي السياق ذاته، رأى عضو كتلة «المستقبل النائب احمد فتفت «ان هناك تجاهلاً لموقع رئاسة الجمهورية، ونحن لا نرى ان رئاسة الجمهورية هي موقع مسيحي، بل موقع لبنان الأول….

وحول التمديد لمجلس النواب، الذي بات أمراً واقعاً قال فتفت «ان كل القوى السياسية تريد التمديد، ومقتنعة بذلك، وأولهم الرئيس نبيه بري، إلا ان كل طرف يريد رمي التمديد على الآخر، لذلك لا مشكلة نحن نحملها لأننا نرى ان هناك مصلحة وطنية كبيرة في التمديد، ونحن مع التمديد للمجلس النيابي في ظل غياب رئيس للجمهورية، وفي ظل الظرف الأمني الحالي، واذا فرضت الانتخابات لن نترشح…
المخطوفون: هبة باردة هبة ساخنة

وفي ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش و«النصرة، وإذ واصل الأهالي اعتصامهم في ساحة رياض الصلح، على بعد امتار من السراي الحكومي، ومن مجلس النواب، فإن الأجواء المحيطة بهذا الملف لاتزال غامضة، «هبة باردة وهبة ساخنة في ضوء ما ستكون عليه مفاوضات الوسيط القطري…

وكان رئيس الحكومة تمام سلام، ترأس أول من أمس، اجتماعاً لـ«خلية الأزمة المكلفة ادارة المفاوضات التي يتولاها الوسيط القطري لدى «جبهة النصرة، خصص لتقويم الاتصالات والمفاوضات وتبادل الآراء التي يمكن ان تساهم في تفعيلها في اتجاه وضع الاطار العام لها… وقد صدر عن اجتماع «الخلية بيان لفت الى ان «الخليةتخذت قراراً بعدد من الخطوات التي يؤمل منها ان تؤدي الى الوصول بهذه القضية الى نتائج عملية بكل الوسائل….

ولفتت مصادر متابعة الى ان «المفاوضات و«تبادل الآراء موقوفة نتائجها على خروج الجبهتين الخاطفتين «النصرة و«داعش من مراوحتهما التي مازالت تحول دون الانتقال بهذه المفاوضات الى الاعلان عن مطالب محددة تستدعي رداً من الحكومة اللبنانية…
لتؤكد لـ«الشرق ان «الأمور مازالت على حالها… وان مفاوضات الوسيط القطري، لم تتأكد ما اذا كانت لاتزال في بيروت أم انتقلت الى الدوحة…

النازحون قنبلة متفجرة

وفي شأن النازحين السوريين، قالت فتفت ان «هؤلاء أصحبوا قنبلة متفجرة، ومنذ اليوم الأول حصل غباء كبير في التعاطي مع هذا الملف، حينما رفض الفريق الآخر إنشاء مخيمات لهم واعتبرها توطينا…

تداعيات تصريح قائد الجيش

إلى ذلك، وعلى نحو غير مسبوق، وبالتقاطع مع التطورات الأمنية والحديث عن «انشقاق ثلاثة عسكريين من الجيش اللبناني، فقد أحدث الحديث المنسوب الى قائد الجيش العماد جان قهوجي الى صحيفة «لوفيغارو الفرنسية «صدمة عند العديد من الفاعليات الطرابلسية، السياسية والروحية…

وفي هذا، وفي حفل تكريم الطالب محمد نزيه المير، الذي فاز بالمرتبة الأولى في العالم لجائزة الحساب السريع للطلاب دون عمر 12 سنة، قال وزير العدل اللواء اشرف ريفي، ان «كل الكلام الذي يقال إن ثمة فريقاً سيقتطع جزءاً من شمال لبنان لتكوين امارة بداخلها مرفأ، ليس صحيحاً… وأي كلام تهويلي يصب في مصلحة من يريد زعزعة استقرار البلد…

بدوره فقد عبر مفتي طرابلس والشمال، الشيخ الدكتور مالك الشعار عن صدمته لما قاله العماد قهوجي، ولفت الى «وجود مخطط يهدف الى إيصال طرابلس والشمال الى الارهاب والتطرف… مؤكداً ان «طرابلس أمانة في يد الجيش ونحن مؤمنون بأن الجيش هو المسؤول الوحيد عن تحقيق الأمن، وننتظر من قائد الجيش ان يأخذ كل الخطوات اللازمة، لبسط وجود الدولة على كامل الاراضي اللبنانية

وأوضح ان «حديث العماد قهوجي يحتاج الى قراءة متأنية، لأن العالم كله يشهد على ان الارهاب نقيض السنّة وضد معتقداتهم الدينية، لذلك لا أعتقد ان هناك بيئة سنية للارهاب، وليس في طرابلس او عكار، من هو خارج عن الجيش او ضده…

قهوجي: هذا ما تريده داعش

وكان العماد قهوجي قال في تصريح لـ«الفيغارو ان تنظيم «داعش يعتمد على خلايا نائمة في طرابلس، وعكار، وكذلك على دعم بعض القوى السنية في لبنان… محذراً من ان «داعش يعمل على «اشعال حرب أهلية في لبنان بين السنّة والشيعة…، مؤكداً ان «داعش يريد إقامة ممر آمن الى البحر… ولذلك تعمل «الدولة الاسلامية، لربط جبال القلمون في سوريا بعرسال، ثم بمنطقة عكار وأخيراً بالشمال…

طرابلس والقلق الأمني

واللافت ان طرابلس، وبعض الشمال، يعيشان منذ فترة تحت وطأة هاجس احتمال انفجار الوضع الأمني، بذريعة «وجود خلايا نائمة عدة تابعة لـ«النصرة
و«داعش، في عدد من الأحياء الشعبية، وتحديداً بين التبانة والزاهرية، تقوم بين الحين والآخر، بالاعتداء على وحدات الجيش المنتشرة في شوارع المدينة، قرأها عديدون على أنها «محاولة لاطاحة الخطة الأمنية تمهيداً للعودة بالوضع الى نقطة الصفر.

وفي السياق، استغرب عضو كتلة «المستقبل النائب احمد فتفت «سبب ظهور البؤرالارهابية، في طرابلس على الرغم من ان الخطة الأمنية كانت قد سيطرت على المدينة… لافتاً الى «ان هناك مشاكل أمنية في طرابلس، لكن السؤال يجب ان يوجه الى الأمنيين، كيف تمّ السماح لهذه البؤر بالظهور؟!

مشيراً الى ان هناك نفوراً من الجيش في طرابلس، والمشكلة مرتبطة بسياسة تعاطي الجيش مع الأمن في كل لبنان، فهناك عتب على القوى الأمنية لأنها شاطرة على ناس وناس….

من جهته، دعا (الوزير السابق) فيصل كرامي الحكومة الى اعلان «حال الطوارئ في طرابلس ومجلس الوزراء ان يعقد جلسة خاصة في طرابلس لأخذ القرار الحازم لتغطية الجيش لما يقوم به وحماية طرابلس من المخاطر…

للقضاء على الارهاب لا مجرد التحذير

بدوره قال منسق «تيار المستقبل في طرابلس (النائب السابق) مصطفى علوش، ان «لدينا ملجأ المؤسسة العسكرية والدولة، والحل هو القيام بعمل أمني للقضاء على أي ظاهرة، وليس التحذير منها، وظاهرة المولوي – منصور يجب ان تذهب لأنها تؤثر في الحياة اليومية وتدفع الناس الى القلق، والحل ليس عندي او عند قيادة الجيش، لأن القيادة بالمجتمع الديموقراطي هي للحكومة…
وفي المقابل، فقد رأى وزير الأشغال غازي زعيتر، ممثلاً الرئيس نبيه بري، في احتفال افتتاح «مجمع الرئيس نبيه بري الرياضي في بلدة الزرارية ان «ما تمر به المنطقة ولبنان يستدعي منا جميعاً مزيداً من التلاحم والوحدة بغية حفظ الوطن ومنع الفتنة، فعبر الثلاثية الذهبية الجيش والشعب والمقاومة ندافع عن الوطن ونبني صروحاً للعلوم والرياضة…

السابق
الرئاسة تحت قبة الفاتيكان.. وإخلاء مسجد التبانة غداً
التالي
ريفي يخرج المولوي ومنصور من التبانة