نضال طعمة: المطلوب رفع الصوت لتحميل المعطلين المسؤولية

نضال طعمة

رأى النائب نضال طعمة أن “بين أن ننظر لأنفسنا بأننا وطن على شفير الهاوية، وبين أن نسكب الأمل في مهج ناسنا وأهلنا، فرق كبير، وتعظم المسؤولية في تبني الخيار الثاني، إذ سيعتبرك الكثيرون غير واقعي، ولا تحسن استشراف المستقبل. ولكن حقيقة الواقع المر الذي نعيشه، يطحننا ويجعلنا عاجزين فعلا إذا اقتنعنا بذلك. وهذا ما يريده الكثيرون، فصور الذبح، وأخبار القتل الهمجية، ورفض الآخر حتى حد السيف، هي وقائع تصور وتنشر وتضخم لتهزمنا من الداخل قبل أن تبدأ المعركة أصلا. من هنا لا نملك خيارا غير التشبث بالأمل لنكون صانعي مستقبل بلدنا. والأمل إن لم يرتكز على وقائع موضوعية يمسى ضربا من الوهم القاتل، فكيف نتمسك بالأمل ونعصم أنفسنا من دوامة الوهم؟”

أضاف في تصريح اليوم: “واقعية الأمل تفرض علينا ألا نضع أنفسنا في موقع المتفرج على كل ما يجري إذا أردنا أن يكون غدنا أفضل، بل من المفيد أن يسأل كل منا نفسه ماذا يفعل؟ ولماذا لا يفعل؟ وليس صحيحا أن القضية ليست بيدنا، وبأن ما يتفق عليه الكبار سيمر، هذا منطق يبرمجنا على السلبية أيضا. نعم بمقدورنا أن نساهم في ورشة الوعي واستنارة الفكر وحماية القيم الروحية الحقيقية من التشويه. فمن يذبح باسم الإسلام على المؤمنين أن يرفعوا الصوت عاليا ليعلنوا ضلالته وبعده عن دين العدالة والسماحة، كي لا يستطيع التكفيريون التغرير بشبابنا باستخدام الدين كطعم لاصطيادهم. وكم اكبرنا موقف أهالي مشحا، والمرجعيات الرسمية والروحية، التي قاربت موضوع التحاق عسكري من أبناء البلدة بالجهات المتطرفة، من زاوية وطنية نعتز بها، مع رفض الجميع لأي بيئة حاضنة للارهاب، أو معادية للجيش اللبناني، الذي نريده المرجعية لأمننا جميعا، وهذا واقع حال أهالي مشحا الشرفاء، كما هو واقع حال جميع العكاريين”.

وتابع: “بوعينا لأهمية الشراكة الوطنية، وأهمية الميثاق بين مكونات الشعب اللبناني، نحرص جميعا على موقع الرئاسة، ليس كموقع يخص طائفة معينة، بل كموقع يساهم في تكريس الشراكة الحقيقية، والمطلوب منا اليوم أن نرفع الصوت جميعا، لنحمل المعطلين المسؤولية الأخلاقية والوطنية والتاريخية. وعندما نعي منطق السيادة الوطنية، وآلية عمل الدولة وتمتعها بالحق الحصري في رعاية السلطات وتنظيمها وتوزيعها، ندرك أن كل سلاح غير سلاح الجيش والقوى الأمنية، ولا يحظى بتغطية هذه القوى، كائنا ما كان المسمى الذي يحتضنه، هو مصدر خطر على قيام الدولة وعائق أساسي أمام العدالة فيها. وكذلك إدراكنا ووعينا لأهمية الحدود بين الدول يجعلنا ندرك خطورة استسهال خرق هذه الحدود دون رقيب أو حسيب، ما ينتهك السيادة الوطنية ويعرض البلد برمته لانتهاكات مستقبلية بحجة واقع حال قد سبق. وكي نعطي لبنان حصانة ألا يستغل احد الوقائع السابقة، نطلب من حزب الله اللبناني التزام حدود لبنان، كي لا نصل إلى ردود فعل كتلك التي يدفع ثمنها اليوم العسكريون المختطفون، والمواطنون اللبنانيون في غير مكان وخاصة أولئك الساكنين في القرى الحدودية شمالا وبقاعا، والذين تطالهم النيران السورية بشكل مرفوض بالكلية”.

وختم: “لنتسلح بالوعي والعلم والمعرفة لنوقد شمعة في وجه الظلامة التي تجتاح المنطقة، ورهاننا على تراكم الشموع هو قد يخلق لنا بقعة من نور”.

السابق
طيران العدو الاسرائيلي يحلق فوق النبطية واقليم التفاح
التالي
لغز تهريب نوح زعيتر إلى جرود البقاع: فتش عن حزب الله