جيانيني: أنا هنا لبناء جيل جديد من اللاعبين

جيانيني

«أنا هنا لبناء جيل جديد من اللاعبين ووضع أساس لمستقبل أفضل، لقد فشلنا بسبب هدف هنا ودقائق هناك من التأهل الى كأس آسيا».
يقول جيانيني الكثير عن كرة القدم اللبنانية ويغوص في أعماقها فقد بدا وكأنه ملم بكل التفاصيل الدقيقة بعد فترة لا بأس بها من التجربة معها.
وفي مقابلة لموقع الاتحاد الدولي، يرى جيانيني أن اللبنانيين يعشقون كرة القدم، ولهذا الأمر فإنه سيسخر كل طاقاته من اجل ايجاد منتخبات تستطيع ان تكون من الأرقام الصعبة في المناسبات المقبلة.. وهنا الحوار:
÷ على الرغم من الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2014 وكأس آسيا، فإن التعادل الأخير بنتيجة 2-2 مع منتخب البرازيل الأولمبي يعني بأن هناك نوعاً من الحماس في كرة القدم اللبنانية. كيف تقيّم شخصياً الأشهر الـ15 التي قضيتها كمدرب للمنتخب اللبناني؟
{ جيدة، جيدة جداً. يجب النظر إلى تطور المنتخب في المجمل. في 2011، كان البلد يحتلّ المركز 178 في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي وهو أسوأ مركز له، عندما تسلّمت الفريق في 1 تموز 2013، كان لبنان في المركز 132، الآن نحن في المركز 121 عالمياً، من هذا المنطلق، يمكن القول بأننا في منحى تصاعدي.
÷ هل هذا المنحى التصاعدي ينعكس على أرضية الملعب أيضاً إلى جانب الإحصائيات؟
{ هذا الأمر يظهر بشكل جلي في توجّه اللاعبين الذين يرون أنفسهم بأنهم في فترة جديدة بالنسبة لي، التحضير للمباريات كان دائماً حاسماً، على سبيل المثال، قمنا بعمل كبير في النواحي التكتيكية والطبية والتغذية، لقد قمنا بتدقيق وتحليل تحركاتنا ونفّذنا اختبارات خلال المباريات وقمنا أيضاً بمنع بعض المشروبات الغازية المعينة. لم يكن اللاعبون معتادين على هذا النوع من التوجّه وبهذه الصرامة.
÷ على الرغم من هذه الجهود لن يشارك لبنان في كأس آسيا 2015.
{ لقد فشلنا بسبب هدف هنا أو بضع دقائق هنا، بالنظر إلى كيفية مقاربتك للأمور، في المباراة الأخيرة، تقدمنا بنتيجة 5-1 على تايلاند بعدما سجّل رضا عنتر، الذي لعب في الدوري الألماني سابقاً، ما اعتقدناه أنه الهدف الحاسم، ولكننا تلقينا بعد ذلك هدفاً قبل الصافرة النهائية لينتهي اللقاء بنتيجة 5-2 وحسمت الصين مقعدها في النهائيات بفضل فارق الأهداف، بغض النظر، لقد قمت بشكر اللاعبين لأنهم حققوا أموراً رائعة ويستحقون احترامي.
÷ من أي منطلق؟
{ يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الوضع الذي نعمل فيه، كرة القدم في لبنان لا تتخذ النهج التكنولوجي العالي نفسه الذي اعتدت عليه في الدوري الإيطالي وأوروبا، الحقيقة هنا مختلفة نوعاً ما، أحياناً يجب علينا أن نتدرب في الحر الشديد في الساعة الواحدة ظهراً ويجب أيضاً أن نحترم الصيام في شهر رمضان على سبيل المثال، يجب أن تسمح لمثل هذه الأمور خلال التدريب والاستعداد للمباريات ولكن في الوقت نفسه يجب أن تبقى مركزاً وتعمل باحترافية، هذا الأمر يتطلب بعض المهارة من أجل الارتجال.
÷ يفترض أن كرة القدم تخسر دائماً أهميتها في بيئة كهذه.
{ ذهنياً، ليس من السهل التعامل مع أمر كهذا، لقد لعبنا ثلاثاً من أصل أربع مباريات على أرضنا في بيروت خلف أبواب موصدة لأسباب أمنية ولهذا أحياناً نقوم باللعب في الدوحة عوضاً عن ذلك، بكل تأكيد نحن نفتقد للجمهور فمؤازرته وتشجيعه يمكن أن يصنع الفارق.
÷ إلى أي مدى يمكن أن تقدّم كرة القدم نوعاً من الإلهاء عن وضع كهذا؟
{ للعديد من الغرباء، من الصعب فهم حقيقة الحياة هنا بوجود الاضطرابات وعدم الاستقرار والعديد من الطوائف المختلفة. كيف يمكن الابتهاج بلعب كرة القدم في وسط كل هذه الظروف؟ نعم إنه تقدّم ونوع من الإلهاء معظم الأوقات على الأقل. عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، الشعب اللبناني يقف موحداً خلف منتخبه، كرة القدم تقدّم لهم فرصة نادرة للشعور بأنهم أمة واحدة، وهو أمر جيد.
÷ هناك حديث الآن عن أن جيلاً ذهبياً يظهر حالياً في لبنان. لقد وقّعت على عقد لمدة عامين. ما هي أهدافك الأساسية؟
{ أنا هنا لخلق جيل جديد من اللاعبين بالإضافة إلى المنتخب الأول، استلمت مؤخراً منتخب تحت 23 سنة أيضاً، أذهب أيضاً إلى المدارس وأتابع مباريات كرة القدم للسيدات. على الرغم من أن صورة التطور بدأت تتكوّن، إلا أن الأمر يتطلب وقتاً وبعض الصبر لتكوين فريق وتأسيس بنية التطوير للفئات العمرية. هذه الأمور لا تحدث بين ليلة وضحاها ولكن التأهل إلى الألعاب الأولمبية 2016 يجب أن يكون هدفاً معقولاً.
÷ ما هو المطلوب لتأمين المزيد من التطور؟
{ منتخب لبنان هو منتخب يتميّز بالمهارة والسرعة، لدينا القدرات ولاعب أو اثنان مثل حسن معتوق يمكنهما النجاح خارجياً، نقطة الضعف الأكبر بالنسبة لنا هي نقص الخبرة التكتيكية. أنا هنا لأساعد اللاعبين على تطوير وعيهم التكتيكي، وهذا يعني إمضاء وقت كبير بالتحدث مع كل لاعب على حدة، من المهم العمل على الخطط والركلات الثابتة بالإضافة إلى التحرك خلال التدريب. هذا ما كنت أقوم بتدريبه مراراً وتكراراً من البداية إلى أن أثمر الأمر عندما تقدمنا بنتيجة 2-1 أمام البرازيل.

السابق
بورتريه للدبلوماسي المخضّرم خليل مكاوي
التالي
تنظيم جهادي جديد يتوعّد الحوثيين بـ «الذبح»