معارك القلمون تستنزف حزب الله وتفشل حملات تطوّع

ان تحوّل حزب الله الى قوّة احتلال في القلمون والسلسلة الشرقية يفرض عليه التزام مواقع استراتيجية ثابته معرّضة دوما للهجمات من قبل فصائل المعارضة السورية التي اصبحت تمارس فعل مقاومة على أرضها على نسق "حرب عصابات" قوامها الكرّ والفرّ، شأن جميع حركات المقاومة في العالم ضدّ المحتلين.

افادت مصادر بقاعيّة مقرّبة من حزب الله لموقع “جنوبية”، ان حزب الله قام قبل أسبوع بحملة لتطويع 600 مقاتل من عناصره في البقاع الشمالي من أجل القتال في سوريا، وان هذه الحملة لم تسفر الا عن تقديم 150 عنصرا أنفسهم لـ”الجهاد ضد التكفيريين”، على الرغم من عمليات التعبئة الاعلاميه والدينيه التي يقوم به الحزب منذ مدّة لاستنهاض همّة الشباب البقاعي والجنوبي لتحشيدهم كي ينخرطوا في المعركة السورية المقدّسة.

هذا الفشل المستجد الذي ظهر في حملة التطويع هذه بعدما كانت تفاخر أوساط حزب الله ان القيادة العسكرية تشكو من تكديس طلبات المتطوعين الذين ينتظرون دورهم بفارغ الصبر من أجل الالتحاق بالجبهة السوريه، يعيده مصدرنا الى سببين رئيسين وهما:

-تصاعد عدد القتلى والجرحى في صفوف مقاتلي حزب الله في الفترة الأخيره، مما جعل الأهالي يضغطون على أبنائهم ضنا منهم على أرواحهم كي لا تزهق كإخوانهم فيعودون “شهداء” بدل عودتهم أحياء منتصرين كما كانوا يمنون أنفسهم.

-اتضاح صورة الحرب في سوريا لدى عامة جمهور الحزب بانها معركة طويلة الأمد وبلا أفق، النصر فيها بعيد ان لم يكن مستحيل، فالسيطرة على مدن القلمون وبلداته لم ينه المعركة بل زادها اضطراما حتى وصلت الى جرود البلدات البقاعية الشيعيه داخل الاراضي اللبنانية في عرسال وبريتال واللبوه ونحله وغيرها.

وتفيد الأنباء الواردة من جبهات القتال في سوريا في السلسلة الشرقية الجرداء وتخومها، عن تصاعد في حدّة المعارك وشراستها بين حزب الله وقوات المعارضة السورية، على الرغم من التفاوت في التجهيز والتسليح لصالح الحزب الشيعي اللبناني، ويؤكد مقاتلون من الحزب عائدون من القلمون ان مواقعهم أصبحت أهدافا لقوات المعارضة من أجل الاستيلاء على مؤنهم وذخيرتهم ما يظهر نقصا لديهم في العتاد والدعم اللوجستي بحسب ما قالوا، ولكنه يظهر لديهم أيضا روحا فدائية عالية وتصميما وقوّة مكناهم من الصمود والثبات في مواقعهم، والتقدّم في مواقع أخرى.

وحول ما يتداول عن انتظار “الجنرال ثلج” الآتي بعد ثلاثة أشهر على أبعد تقدير مع قدوم فصل الشتاء كي يحسم المعركة لصالح قوات حزب الله يجيب مقاتلو الحزب أن: “الثلج سوف يكون أقسى عل مقاتلي الحزب من المقاتلين السوريين لأن مواقعهم مكشوفة وعلى رؤوس الجبال من أجل المراقبة والاستكشاف، بينما يختبىء مقاتلو جبهة النصرة السورية وحلفاؤهم داخل كهوف وأنفاق حفروها”.

هذا وقد تسرب معلومات من بعض العسكريين اللبنانيين الذين أطلق سراحهم قبل ثلاثة أسابيع، أن الكهوف والانفاق التي تأوي مسلحي المعاضة في السلسلة الشرقية باتت تتمتع بمقومات الصمود ضد البرد والجليد، اذ انهم شاهدوا أجهزة تدفئة على النفط والغاز ومخازن مؤن داخل تلك الحفريات تستطيع ان تلبي حاجتهم طيلة فصل الشتاء، على حسب ما نقلت الوكالات المحليّة والعربيّة نقلا عن المفرج عنهم.

وبحسب المختصين في الشأن العسكري فان تحوّل حزب الله الى قوّة احتلال في القلمون والسلسلة الشرقية يفرض عليه التزام مواقع استراتيجية ثابته معرّضة دوما للهجمات من قبل فصائل المعارضة السورية التي اصبحت تمارس فعل مقاومة على أرضها على نسق “حرب عصابات” قوامها الكرّ والفرّ، شأن جميع حركات المقاومة في العالم ضدّ المحتلين، وهو ما كان يمارسه حزب الله في الجنوب اللبناني عندما كانت تحتله اسرائيل، فانتهى الى انتصاره ومقاومته ودحر قوات الاحتلال وانسحابها الى داخل أراضي فلسطين المحتلة.

السابق
فنيش: تدخلنا كان في توقيته وفي زمانه وفي وسائله وفي استهدافه
التالي
الجوزو: المسلمون اليوم ضحية العنصرية الفارسية