#كرمال_ما_تتلاحق_قانونيا في زمن ’الكوليرا‘

راج مؤخراً عبر تويتر هاشتاج "#كرمال_ما_تتلاحق_قانونيا" في لبنان، وربما تكون الإجابة سهلة وبديهية في وطن بلا دولة: ارتكب الكثير من المخالفات فيهابونك ولا يقتربون منك.

راج مؤخراً عبر تويتر هاشتاج “#كرمال_ما_تتلاحق_قانونيا” في لبنان، على أمل أن يجد المغردون مسؤولاً من الدرجة العاشرة يسمعهم ويهدّئ من روعهم، ويستجيب لطلبهم في سبيل الوطن طبعاً. وهنا اسمحوا لي أن أتكلّم بالعامية بعض الكلمات: “ما هنّي ركبوا على ضهرنا ودندلو اجريهن في سبيل الوطن والعيش المشترك”.

يتحفنا ناشطو التغريدات التويترية كل فترة بجملة تتطلب مجهوداً كبيراً من التحليل وفكّ الشيفرة من شدّة عظمتها ورباطة جأشها، والموعظة التي تحملها في طياتها لتصل إلى نتيجة مرضية ويتجاوب معها المعنيين والحمدلله.
وهنا نماذج التغريدات اليائسة من الوضع في لبنان منذ العصور القديمة:

يغرّد جو معلوف قائلاً: “لازم ما تحكي كل شي ع تويتر! باختصار ما تحكي الحقيقة :)”، أما ريما نجيم: “استعمل أخلاقك بتغريداتك… وخللي حكي الشارع للشارع وما تمارس أبشع انواع الإرهاب الفكري”، ويزبك وهبي: “حسّن ألفاظك…إحترم دستورك وقانونك وغيرك”، سمر بو خليل: “ما تخلي لسانك…يسبق عقلك..”. وتعليقاً على القانون يغرّد ساخراً الزعيم (اسم حركي على تويتر): “سكر طريق، ولع دواليب، ضايق البشر بس اوعا تدخن بمكان عام”.

ويغرّد الزميل يزبك وهبي، وكأنه يعيش في غير لبنان: “غرّد بحبّ وتهذيب وبنقدٍ بنّاء بعيداً عن المذهبية والغوغائية والتخوين”. أقول للزميل الذي أحترمه وأقدّره فعلاً، وأحترم ثقافته واطلاعه على الأمور، ولكن ليسمح لي فنحن في زمن “الكوليرا”، استفحلت فيه المذهبية والطائفية والغوغائية والتخوين، ووقعنا في شَرك الحرب الأهلية السلمية، فلم يعد من قانون ولا نظام ولا حبّ، القويّ اليوم يأكل الضعيف، والكاذب والسارق والمحتال هو الذكي، والآدمي والقانوني هو الضعيف الأهبل.

أيها السادة الكرام عن أي قانون تتحدثون، وعن أي نوع من البشر تتكلّمون، أعن قادتنا العظماء والأجلاّء من أمراء الحرب الأهلية أم تتحدّثون عن الأوادم المنسيين في الحبوس الذي لا ناقة لهم ولا جمل سوى أنهم كانوا يمرّون من ذاك المكان المشؤوم… أم تتحدّثون عن الزعران وتجّار المخدّرات ورجال تبييض الأموال الذي هم خارج مكانهم الطبيعي “السجن” ويتغنون بالقانون والحرية.

هل تتحدّثون عن النوّاب الذين سوف وبعون الله تعالى سيمدّدون لأنفسهم بحجة أولاً السلم الأهلي المهدوم والمدّمر أصلاً، وبعدم قدرتهم على إجراء الانتخابات، وهذا ما يجعلنا نفكّر أننا هم من أوصلونا إلى هذه المراحل من الضغينة الطائفية والحرب الأهلية، وجعلونا نتناحر بين بعضنا في سبيل الجلوس على الكرسي الذهبيّ لمدّة أطول، فهم السبب في كلّ شيء… وأتمنى من كلّ قلبي ومنذ الصغر أن يفعل نائب الأمّة أي شيء للشعب أو للزمرة التي تخدمه بأشفار عيونها، والله أي شيء، ساعتئذٍ أكون راضياً بعض الشيء.

عن أي قانون تتكلمون عن النشل، السرقة، الحبوب المخدّرة المنتشرة على مساحة لبنان الكبير، إطلاق الرصاص والتسبّب بقتل الأبرياء في بعض الأحيان. عن تجّار الأدوية المزوّرة واللحوم الفاسدة وبغطاء من فلان المفدّى غير آبهين بأرواح البشر…. عن سرقة السيارات وإعادة بيعها لصاحبها، ولا يسعنا في جميع المقامات إلا أن نذكر “الكهرباء” مرضاة لله تعالى الذي وعلى مرّ السنين والحمدلله لم تأت أكثر من أربع ساعات يومياً، ولا أحد يتجرأ أن يسأل لماذا؟؟

وعن أي قانون تتكلّمون عن البلد بلا رئيس. عن القانون ذاته بلا مسؤول، وعن البلد بلا مجلس وزراء ومجلس نوّاب، وبلا مدراء عامين ومسؤولين الإدارات العامة في البلد.. وبلا وبلا وبلا، وبلا ما نحكي…
اتقوا الله يا جماعة التغريدات، فالأجدر أن تهتموا بأمر ربما في يوم من أيام أن يستجيب القدر لطلبكم، لا لأمر من المستحيل أن يستوي لأن المسؤولين عنه أصلاً غير مستوين….

السابق
أحمد الحريري:كل امكاناتنا لانهاء قضية العسكريين الأسرى
التالي
من أين أتت أسماء العواصم العربية الـ22؟