حزب الله اشترى «السان جورج» وجعلها «الرسول الاعظم» (1/3)

مستشفى السان جورج والرسول الأعظم
يخاف المسيحيون في لبنان على وجودهم نتيجة الصراعات الطائفية في منطقة الشرق الاوسط. وقد ازداد الامر سوءا بُعيد احتلال الموصل واقفال آخر معقل للمسيحين فيه بعد معلولا وحمص وغيرها في سوريا. ما انعكس سلبا على العلاقات بين اللبنانيين. هذا الخوف أزّمه الخلل الديموغرافي لصالح المسلمين، في لبنان تحديدا. وقد وصل الأمر ان تجعل مسألة بيع مستشفى وانتقال ادارتها من جهة الى جهة أزمة بين طائفتين.. فما الذي حدث في ’الحدث’؟ هنا حلقة أولى يليها غدا حلقة ثانية، وبعده حلقة ثالثة.

بدأت حكاية مستشفى ’السان جورج’ الواقعة في منطقة الحدث عندما تحوّلت المستشفى الى ما يشبه المستوصف، بسبب ضعف مردودها المالي وتراجع جودة خدماتها وقدرتها على مجارات التطوّر الطبيّ والإداريّ.
في هذا الوقت كانت مستشفى الرسول الأعظم، نتيجة الضغط الكبير عليها، خصوصا بعد تزايد أعداد الجرحى من مقاتليه العائدين من الحرب على الشعب السوري.
راح “حزب الله” يفكّر جديّا بإنشاء مستشفى جديد لاستيعاب الطلبات الزائدة من قبل المرضى المدنيين، في ظلّ أولوية المقاتلين الجرحى على المدنيين.
هنا التقت المصالح المشتركة لكلا الطرفين، في مستشفى “الرسول الأعظم” التابعة لحزب الله، ومستشفى السان جورج التي تعاني من أزمات مالية وإدارية. وكان الاتفاق الاول على استثمار السان جورج من قبل إدارة “الرسول الأعظم” لمدّة 12 عاما، عبر رئيسها الدكتور شارل حداد من جهة، والدكتور محمد بشير من جهة ثانية بما يمثلان.
وقد امتدت المفاوضات ما بين 6 إلى 7 أشهر، الى ان اتفقا على اجراء عقد مناسب. ووقع العقد في 1/12/2013. وبقيت قيمة العقد سرية احتراما للاتفاقات. وأقفلت “السان جورج” لإجراء “إصلاحات وترميم”.
بدأت عمليات الصيانة، ونتيجة الاحتقان الطائفي في الأشهر الأخيرة، قامت بلدية الحدث بتوقيف تنفيذ الاتفاق، رغم أنّ العقد هو عقد إيجار وليس عقد بيع. وطالبت بإعادة المبالغ التي دفعتها مستشفى “الرسول الأعظم”، وحزب الله استطرادا، في عمليات إعادة التأهيل. لكن لم تتمكّن إدارة المستشفى من اعادة المبالغ وكانت الادارة الجديدة تتكّبد خسائر طائلة بسبب عدم انطلاق العمل مجدّدا.
سبب اعتراض البلدية هو رفض لاحتلال “الرسول الأعظم” مكانا متقدّما في البيئة المسيحية، بأن تشتري مستشفى “السان جورج”، بما يمثّل من تاريخ في المنطقة. ورفض تحويله إلى اسم شيعيّ. وتمّ الاتفاق على إبقاء الاسم “السان جورج”، وعلى إبقاء تمثال السيّدة العذراء خارج المستشفى. وقيل إنّها احتاجت إلى “فتوى” من المراجع الشيعية.
وتم الاتفاق على أن تسلّم المستشفى رسميا في اول شباط 2014 وتمّ توقيع اتفاق جديد للانطلاق والافتتاح. وكانت ادارة المستشفى الجديدة (السان جورج بإدارة الرسول الاعظم) قد بدأت باستقطاب طاقات جديدة وتدريبها وشراء المعدات والقيام بالتجهيزات المطلوبة. الى ان وصل الامر الى الاتفاق على التسليم رسميا في حزيران 2014، موعد الافتتاح الرسمي.
هنا تدخّلت إدارة مستشفى “اوتيل ديو” عارضةً تسلّم المستشفى واعادة المبالغ التي تكبدتها ادارة مستشفى الرسول. الا ان هذا قوبل بالرفض القاطع.
وبسبب التفاهم الموقع بين العماد ميشال عون وحزب الله الشهير، في شباط 2006، تم تأجيل اعادة الافتتاح رغم الخسارات التي مُنيت بها الادارة الجديدة، وتم في نهاية الامر الاتفاق على اعادة التكاليف المادية مقابل اعادة المستشفى إلى اصحابها. ورغم كلّ التسهيلات، بحسب رئيس مستشفى “السان جورج بإدارة الرسول الأعظم”، الدكتور حسن علّيق، ظلّ الوضع يراوح مكانه، وأُبلغت الادارة الجديدة انها عاجزة عن اعادة المبالغ في حزيران 2014.
لذا، انطلق منذ حوالي الشهر تقريبا العمل في المستشفى بعد كل محاولات الادارتين القديمة والجديدة للخروج بأقل الخسائر بالنسبة إلى الطرفين.

الجزء الثاني

’السان جورج’ صارت ’الرسول الاعظم’.. والكادر شيعي(2/3)
الضاحية تتمدّد.. فهل تقضم ’السان تريز’ بعد ’السان جورج’؟(3/3)

السابق
حزب الله يجنّد شبّانا سنّة في حربه السورية!
التالي
THE GODFATHER