داعش يحقّق انتصاراً على من أحرقوا علمه

حرق علم داعش
"داعش" انتصر وسينتصر مع كل انفجار سيقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، ترفع بعده شعارات لبيك يا زينب ولبيك يا علي، وبعد كل انفجار يقع في طرابلس ترفع بعده شعارات لبيك يا عمر ولبيك يا أبا بكر. ﻷنه بذلك يؤكد انتصار منطقه المذهبي.

لم يكن نهار أمس وتحديدا عند الساعة السادسة مساءً زمنا عاديا في لبنان. إذ قرّرت مجموعة من الشباب المتحمسين النزول إلى أمام قصر العدل في بيروت لإحراق علم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش سابقا) إنتقاما لأرواح الأبرياء الذي سقطوا على أيدي مقاتلي هذا التنظيم ورفضا للإرهاب الذي يمارس بإسم الإسلام.

وبالتأكيد فإن تحرّكهم لم يقتصر فقط على رفض الإرهاب، بل جاء أيضا كتحدٍ لاعتراض وزير العدل أشرف ريفي على إحراق العلم، بإعتبار أنه يحمل شعارات دينية تستفز مشاعر المسلمين في حال التعرض لها بشكل سلبي.

الشباب المتحمسون “هللوا وطبّلوا” لتحركهم على مدى الأيام التي سبقت التحرك، فشغلوا مواقع التواصل الإجتماعي بجمل تدعو إلى النزول إلى الشارع لإحراق علم التنظيم. إلا أن هذه الحماسة عادت لينخفض مستواها، قبل ساعات من بدء التحرك، من قرار إحراق علم الدولة الإسلامية المعروف إلى قرار إحراق راية سوداء كتب عليها فقط عبارة “داعش” وبدون كتابة الله ومحمد بداخلها، أي بخلاف ما هو عليه علم التنظيم أساسا.

لست في صدد الدفاع لا عن الله ولا عن النبي محمد ولا عن الاسلام، ولست في صدد مهاجمة الشباب المتحمسين. لكن تنظيم “داعش” الإرهابي قد إنتصر، فإحراق علم كتب عليه كلمة “داعش” لا يعتبر إحراقا لعلم الدولة الإسلامية، بل إحراقا لراية سوداء كتب عليها كلمة ما. والقصة تشبه عملية إحراق راية خضراء لم تكتب عليها الشهادتان، على أساس أنها علم السعودية، وإذ بها تصبح عملية إحراق لعلم ليبيا في عهد معمر القذافي.

نعم، المسألة كانت تتطلب من أولئك الشباب بعضاً من الجرأة. ونعم، فإن تحركهم لم يأت بأي نتيجة. لقد كان من المفضل رفع شعارات تؤكد الوحدة المسيحية-الإسلامية والوحدة الإسلامية-الإسلامية. لقد كان من المفضل –إلى جانب إحراق علم “داعش” المعروف- إحراق علم العدو الصهيوني الذي قتل أكثر من ألفي شهيد في حربه الأخيرة على قطاع غزة، والذي يفرح جدا بنا عندما نلتهي بمسألة إحراق علم هنا أو هناك في وقت أننا قد نسينا صراعنا الأساسي معه.

“داعش” انتصر وسينتصر مع كل انفجار سيقع في الضاحية الجنوبية لبيروت ترفع بعده شعارات لبيك يا زينب ولبيك يا علي. و”داعش” تنتصر وسينتصر بعد كل انفجار يقع في طرابلس ترفع بعده شعارات لبيك يا عمر ولبيك يا أبا بكر. إن داعش انتصر وسينتصر مع كل شعار ترهيبي يكتب على جدار كنيسة، ومع كل فهم مسيحي خاطئ للإسلام الحقيقي الذي ليس لداعش علاقة به.

تقتضي الروح الرياضية دائما أن يقترب الفائز من خصمه وأن يصافحه على فوزه الذكي. وبالتالي فلا بد لنا أن نقترب من مقاتلي “داعش” وأن نصافحهم فردا فردا وأن نقول لهم: “مبروك عليكم الإنتصار”.

السابق
الجيش العراقي يكثف هجومه المضاد على «الدولة الاسلامية»
التالي
عونيون زاروا هيئة العلماء المسلمين.. وسمعوا عتبا شديدا