في ذكرى موتهم.. أطفال الكيماوي ينتظرون ضحايا داعش

الكيماوي في سوريا
داعش والأسد وجهان لعملة واحدة هي الإجرام والقتل، بالرغم من أن الأسباب والطريقة مختلفة ولكن النتيجة واحدة هي الموت والتهجير من دون إرتكاب أي ذنب فقط لأن هناك مجموعة من الناس يريدون العيش بحرية وسلام.

داعش والأسد وجهان لعملة واحدة هي الإجرام والقتل، بالرغم من أن الأسباب والطريقة مختلفة ولكن النتيجة واحدة هي الموت والتهجير من دون إرتكاب أي ذنب فقط لأن هناك مجموعة من الناس يريدون العيش بحرية وسلام.

في حين تتجه الأنظار الدولية والإقليمية الى داعش وجرائمها، وفي حين ينشغل العالم بالتخطيط للقضاء على داعش والنصرة، يبقى مرتكب أكبر مجزرة كيماوية في العالم حرا طليقا، ومتربعا على عرشه، يستكمل جرائمه بالبراميل المتفجرة.
إنه 21 آب الذكرى السنوية الأولى لأكبر مجزرة كيماوية في العالم، إرتكبها نظام بشار الأسد ضد شعبه، والتي راح ضحيتها 1466 قتيلا بحسب المعارضة السورية أكثرهم من النساء والأطفال، بسبب استنشاقهم لغازات سامة ناتجة عن هجوم بغاز الأعصاب.
بالطبع لقد رفض نظام بشار الأسد الإعتراف بارتكابه المجزرة بحق نساء وأطفال ورجال، وإتهم المعارضة السورية بإطلاق الصواريخ الكيماوية باتجاه الغوطة شرق دمشق، ولكن كل الأدلة والتقارير الدولية تؤكد أن الأسد هو من ارتكب هذه الإبادة، خصوصا ان نظام الأسد هو الوحيد الذي يملك ويصنَع أسلحة كيماوية في سوريا، وهي الأسلحة التي يمنع إستخدامها عالميا.
بالرغم من تسليم سوريا أسلحتها الكيماوية وتدميرها، ومراقبة الأمم المتحدة ومنظمة حظرالأسلحة الكيماوية نظام الأسد لعدم إستخدام السلاح الكيماوي مجددا خلال الحرب الدائرة بين النظام السوري والمعارضة السورية، إلا ان تدمير الأسلحة لا يمكن أن يمحي صورة المجزرة من ذاكرة السوريين وكل من خسر قريب له وكل إنسان في هذا العالم يملك ذرة من الإنسانية.
كل من شاهد الصور ومقاطع الفيديو التي بثت عن المجزرة، والتي تظهر مئات الأطفال مجموعين في الملاجئ بين قتلى وأطفال يلفظون انفاسهم الأخيرة بسبب إختناقهم، واطفال يموتون بين يدي أهلهم، ورجال ونساء، ولا احد يملك مساعدتهم بسبب عدم توفر العلاج المضاد للسلاح الكيماوي في الغوطة، هم ماتوا ببطئ أمام ضمير العالم الميت أصلا.
كل من شاهد مجزرة 21 آب التي ارتكبت بعد ثلاثة أيام من وصول المفتشين الدوليين الى دمشق، يعي ان جرائم الأسد ليست أقل خطورة ووحشية من جرائم داعش. داعش التي تقطع الرؤوس، لا تطلق الصواريخ الكيماوية التي يموت ضحيتها مئات الأطفال والنساء الأبرياء خنقا من دون إرتكاب أي ذنب، ما ذنب الذي قام به الطفل الذي لا يتعدى عمره الأشهر حتى يتعذب برائحة الكيماوي ويموت خنقا؟ وما الذنب الذي يرتكبه أطفال سوريا ونسائها حتى يموتو بالبراميل المتفجرة؟ كما هو الحال بالنسبة لمن يقتعون رئوسهم من دون أي ذنب.
بعد إنتهاء المجزرة وموت 1466 ضحية بدأ رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما يجري مباحثات ومفاوضات مع الكونغرس الاميركي والتي إستغرقت أسابيع وأشهر، من أجل توجيه ضربات محددة ضد نظام الأسد للحد من جرائمه، مرت سنة كاملة والأسد مستمر بجرائمه ولم توجه أي ضربة في سوريا، بالرغم من أن قرار توجيه ضربات أميركية لداعش في العراق لم تستغرق أسابيع.
داعش والأسد وجهان لعملة واحدة هي الإجرام والقتل، بالرغم من أن الأسباب والطريقة مختلفة ولكن النتيجة واحدة هي الموت والتهجير من دون إرتكاب أي ذنب فقط لأن هناك مجموعة من الناس يريدون العيش بحرية وسلام.

السابق
البيت الأبيض: «داعش» أكثر خطورة عما كان عليه قبل أشهر
التالي
ارهاب بخصائص الحرير.. من بيروت الى شنغهاي