عرسال ترفض تحويل أرضها ميداناً للمسلحين السوريين بذريعة الثورة

بات “حزب الله” سيد اللعبة في المعارك التي تدور عند الحدود اللبنانية – السورية، وأضحت القرى البقاعية الحدودية السبيل الوحيد لوصول الحزب الى جرود القلمون بآلياته وذخائره.

ووسط التعتيم المعتاد من الحزب على هذه المعارك وعدم نشر أي بيانات رسمية، يتخوف اللبنانيون من انتقال المعارك الى الداخل اللبناني، لسببين: الاول تهديدات المقاتلين بنقل المعركة الى لبنان، والثاني تواتر معلومات عن سيناريو يحضر لنقل المعارك الى عرسال.
يتابع نائب رئيس بلدية عرسال احمد فليطي من بلدته تطورات المعارك بين الحزب والمقاتلين السوريين، ويؤكد لـ”النهار” ان “لا اشتباكات في جرود عرسال كما تنقل وسائل الاعلام، بل تجري يوميا في جرود جوسيه والقاع وبين قارة السورية ورأس بعلبك وعند حدود فليطا السورية التي تلتقي بحدودها مع عرسال، وفي الجرود بين بلدة نحلة اللبنانية ورأس المعرة السورية التي تلتقي بحدودها مع عرسال”، مشيرا الى ان “الاشتباكات في اليومين الاخيرين حصلت في جرود نحلة ويونين وبريتال ضمن الاراضي اللبنانية”.
“حزب الله لا يقترب من جرود عرسال. إنها خلاصة يعبّر عنها فليطي بغضب وثقة تامة، ويضيف: “وسائل الاعلام تتقصد القول ان الاشتباكات في جرودنا، لكن حزب الله عندما يتسلل الى القلمون ينطلق من قراه فيصطدم بالمسلحين في الجرود السورية”. ولديه اقتناع بأن “مقاتلي المعارضة ومن بينهم جبهة النصرة لم يقتربوا من الحزب وقراه، بل ان حزب الله يحاول التسلل يوميا الى القلمون من مناطقه”.
بحسب ابن بلدة عرسال، “هناك اكثر من 5 آلاف مقاتل في الجرود، ينتشرون على 60 او 70 كيلومترا من الحدود، تمركزوا هناك بناء على اتفاق مع النظام و”حزب الله” يقضي بلجوء المقاتلين الى الجرود والجبال ودخول النظام الى المدن، ويبدو ان قرار محاصرتهم بدأ من الحزب لبنانياً والنظام سورياً.

“نطعم المقاتلين ونعالجهم”
ويقر فليطي بأن عرسال تؤمن لأكثر من 5 آلاف مقاتل الغذاء والدواء والاستشفاء، ويقول: “مش عيبة، وما منستحي”. ويتابع: “أي جريح سوري يصل الى عرسال نسارع الى تأمين علاجه. هل نقول للمقاتل: لا نريد اعطاءك الخبز لأنك مقاتل، فيما هناك من يجتاز الحدود لقتلهم وتهجيرهم وذبح أولادهم، وينقل دبابته وصواريخه والدولة تصرف النظر عنه؟” لكن فليطي يرفض القول إن عرسال تؤمن السلاح للمقاتلين “أكل وشرب وطبابة نعم، ولكن ليس لدينا سلاح ولا أحزاب مسلحة… يا ريت عنا سلاح كنا عطيناهم”.
وتأمين الغذاء والدواء للمقاتلين ليس “تهمة” بالنسبة الى فليطي الذي يقول: “اذا أراد حزب الله ضرب عرسال ومحاسبتها لأنها تعالج الجرحى السوريين فأهلا وسهلا”.
لكن كيف يؤمنون الغذاء من عرسال؟ يجيب نائب رئيس البلدية: “قبل يومين القى الجيش القبض على 4 سوريين ينقلون خزاني مياه، وحولهم الى المحكمة العسكرية”.
ويذكر بأن “لحزب الله بين 30 و40 بلدة يستطيع ان يدخل عبرها سوريا، ولديه قواته من الناحية السورية، واذا أراد قطع الطعام عن المقاتلين عليه ان يخرج من جرد نحلة ويسيطر على جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة، ويسير على طول الحدود ويقطع هذه الطريق من الجهة السورية وليس من عرسال”، محذرا من ان “دخول الحزب عرسال يعني حربا سنية – شيعية علنية. ونحن لا ندعم سوى القوى الامنية والجيش اللبناني”.

“عرسال جزء من الثورة”
مدير المركز الاعلامي في القلمون عضو الهيئة العامة لـ”الثورة السورية” عامر القلموني، يتابع المعارك عن قرب من الداخل السوري، ويستغرب زج عرسال في المشاكل ويؤكد ان “لا معارك في جرود هذه البلدة، وكلها تدور في جرود نحلة ورأس المعرة وعسال الورد” متسائلا: “ما الفائدة من زج اسم جرود عرسال التي لا يتعدى كونها مليئة بأشجار الكرز واللزاب ومخيمات النازحين السوريين”.
ويوضح ان “من يدخلون عرسال عبر الجرود للحصول على طعام للمقاتلين هم من المدنيين. وناقل الغذاء يحتاج الى ساعة من أجل اتمام مهمته من عرسال الى موقع المقاتلين، ويواجه بذلك خطر الموت بغارة للطيران السوري او قصف مدفعي او القبض عليه من الجيش اللبناني على أحد حواجزه الحدودية”.
ويشدد على ان “عرسال حاضن انساني للثورة، سواء للنازحين او للثوار الذين يعتمدون عليها كمصدر للغذاء فقط، وهي جزء من الثورة”.
ويؤكد مراسل “النهار” في بعلبك وسام اسماعيل وفقا لمتابعته اليومية لتطورات المعارك، أن استعادة عناصر حزب الله بدعم من الجيش السوري السيطرة على بلدة الطفيل اللبنانية الحدودية قطعت أوصال مناطق المسلحين المعارضين للنظام، وبالتالي توجهوا بأعداد كبيرة الى امتداد جرود بلدات بريتال ونحلة ويونين وعرسال ورأس بعلبك والفاكهة والقاع المتداخلة حدوديا مع الاراضي السورية.
ويشدد على ان المعارك الاخيرة بين عناصر الحزب والمسلحين كانت عند تقاطع جرود بلدتي عرسال ويونين اللبنانيتين والمعرة السورية، قرب وادي الهوى الذي يقع في جرود عرسال، وتوسعت حلال اليومين الاخيرين لتطال جرود الفاكهة وعرسال، وتحصل عمليات كر وفر، مشيرا الى أن الحزب يحاول هناك إيجاد معابر آمنة تصله بالاراضي السورية ويضيق الخناق من خلال محاصرتهم وقطع الطرق الآمنة عليهم.

بيان الأهالي
الى ذلك، أكدت بلدية عرسال في بيان موقع من رئيسها علي الحجيري “رفضها تحويل ارضها الى ميدان للمسلحين”، وقالت: “نؤكد أننا نستقبل النازحين السوريين الفارين من الموت، مدنيين، ولا نرغب في أن تتحول أرضنا الى ميدان تتغلغل فيه مجموعات مسلحة بذريعة الثورة وتشكل خطرا علينا وعلى النازحين وتمارس عمليات نهب وترويع، فمن يريد الجهاد والنضال لأجل سوريا فليتوجه الى الجبهة المفتوحة في سوريا، ونكرر موقفنا الداعم للجيش وجهوده في حفظ أمن المنطقة”.

السابق
لبنان اشتكى إسرائيل في مجلس الأمن: 516 خرقاً
التالي
غزة وحدها في مواجهة العدوان: لامبالاة العالم