معركة القلمون: استنزاف حزب الله ودعوات لتطويع مقاتلين جدد

يتساقط مقاتلو حزب الله قتلى كل يوم في القلمون السوري، وكان آخرها معركة يوم الأحد الفائت، وقد نعى 7 عناصر منذ يومين، فيما تتواصل حملات التعبئة في المدن والقرى الشيعيّة لتجنيد مزيد من الشباب للقتال.

يتساقط مقاتلو حزب الله قتلى كل يوم في القلمون السوري، وكان آخرها معركة يوم الأحد الفائت، وقد نعى 7 عناصر منذ يومين، فيما تتواصل حملات التعبئة في المدن والقرى الشيعيّة لتجنيد مزيد من الشباب للقتال.

تدور اشتباكات يوميّة في جرود إقليم القلمون السوري المحاذي للحدود اللبنانية بين حزب الله من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية. والجديد ذكره أن مقاتلي الحزب وبمساندة الجيش السوري كانوا قد سيطروا على مدن وقرى هذا الإقليم في نيسان الماضي إثر معارك عنيفة، غير ان مئات من المقاتلين المعارضين يختبئون في التلال والمغاور، وخصوصا بين بلدة عرسال اللبنانية وجرود القلمون الغربية، ويقومون بشن هجمات على مواقع وقوافل إمداد حزب الله والجيش النظامي السوري.
وكان أحدث اشتباك دار الأحد فجراً واستمرّ حتى الظهيرة، وقد أدّى حسبما نقلت وكالات اخبارية إلى مقتل عناصر من المعارضة السورية وإصابة 15 آخرين، فيما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حزب الله فقد في المعركة أحد مقاتليه وتكبّد 12 جريحاً، بينما رفعت الجزيرة عدد من فقدهم حزب الله في هذه المعركة إلى أربعة عناصر. الا ان حزب الله عاد ونعى ستة من عناصره.
وبغض النظر عن عدد القتلى والجرحى في صفوف الأطراف المتواجهة في القلمون فإن الحقيقة المؤكّدة هي أن حزب الله يواجه حرب استنزاف في سوريا بشكل عام وفي منطقة القلمون بشكل خاص لأنها تشكل طريق إمداده، ومقاتلوه مجبرون على العبور في هذه المنطقة الاستراتيجية إلى كافة المواقع التي يقاتلون فيها إلى جانب جيش النظام.
أما في الداخل اللبناني، وفي مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت حيث التجمعات البشرية لجمهور “المقاومة” الشيعي، فتنشط حملات التطويع التي تستهدف الشبان حين بلوغهم سنّ الرشد، منهم من كان قد انتمى للحزب أصلاً وحصل على الخبرات العسكرية الأولية، والبعض الآخر اختار حديثاً التطوّع للقتال و”الدفاع عن الطائفة” وقتال التكفيريين في سوريا، كي لا يدخلوا إلى لبنان ويذبحوا الشيعة على حدِّ زعم “البروباغندا” الإعلاميّة التابعة لحزب الله.
أحد الوجهاء في قرية جنوبية في قضاء بنت جبيل، أكّد أن حزب الله طلب منه تأمين عدد معيّن من الشبان الجاهزين للتطوّع للقتال في سوريا، وفي هذا إشارة إلى تصاعد حدّة المعارك في سوريا وعدم قدرة الحزب على تغطية المساحات الواسعة والجبهات المترامية على أرضها، خصوصا مع التكتيك الجديد الذي تتبعه قوات المعارضة، وهو إشغال عناصر حزب الله بالتفتيش والبحث عن جيوب مفترضة للمعارضين في الوديان والجبال والاشتباك معهم في أماكن غير متوقعة، مما يجعل الجبهات بحاجة إلى عدد أكبر من المقاتلين للسيطرة على أرض المعركة وحفظها من تلك الهجمات المفاجئة.
في اليومين الماضيين نعى حزب الله سبعة من عناصره، هم زهرة وخيرة شباب لبنان الذين ذهبوا إلى سوريا مقتنعين بقتالهم حتى الشهادة، ولكن أما آن لقادة هؤلاء الشهداء أن يعوا ويفهموا أنها حرب نزيف دائم، حرب بلا أفق، كان يمكن أن لا تكون لو اقتنع من يرسل هؤلاء الشبان أنه لا يمكن وقف مسيرة الشعوب نحو الحريّة. وإن شابها التطرّف الديني في بعض مراحلها، الشعب السوري هو من سيلفظ القاعدة وداعش وغيرهما، أما التحدّي الشيعي من لبنان وإيران فإنه سوف يزيد التطرّف أضعافاً، وربما هذا أراده ويريده النظام السوري وحلفاؤه.

السابق
الخلاف بين تيّار المستقبل ونهاد المشنوق خرج إلى العلن
التالي
زهرمان: منع تسلل المسلحين من والى سوريا بدل اتهام عكار