الشعب اللبناني يريد إلغاء النظام الإقطاعي السياسي القائم على التبعية والاستزلام والإحتقار والإخضاع والتحكم والتسيّب والتسرّب و..و..و.. عذراً حنّا غريب لكنّك مع النظام القائم ومن نسيجه ومطلبكم حين طال طار وصار كالريح يحمل رائحة ما يمرّ عليه. السلسة المطلوبة هي لتحصين اللبناني والحفاظ على مستوى تفكيره وصحته وكرامته وحقه بالعيش بعيداً عن استغلال الإقطاع السياسي وفساده وشبعه دون التلفت الى حاجات شعبه.
حنّا الغريب هو أم حنّا الماشي (جوني واكر). فيبدو أنّ السلسة أسكرت صاحبنا فنسيى أو تناسى أنّ المفتاح عند الحداد والحداد بدو البيضة والبيضة عند الدجاجة والدجاجة بدها قمحة والقمحة بالطاحونة والطاحونة مسكّرة فيها مي معوكرة. أنت تريد وهو يريد. إسمع يا غريب نحن الشعب اللبناني من يريد ولست انت ومن معك فقط تريد، فلا يوهمك خطأً أنّك الثابت والكلّ من حولك يدور.
نعم الشعب اللبناني برمته أيضاً يريد، فربما بفعلتك هذه تحصل على ما تريد ولكن كن على يقين أن ذلك لن يكون إلا على حساب من بالأصل يريد تغيير النظام الصحي البائد والنظام التعليمي السائد والإقطاع السياسي الزائد، نريده أن يستفيد لا فقط أن تستفيد، نريد فكّ السلسة لا عقدها، نريد النظام لا الأنظمة، نريد المصالحة لا المصلحة . أخطأتم القراءة وهذا ليس بغريب فلطالما دفع الشعب ثمن أهوائكم، فهاكم إقرأوا كتاب الشعب وما يريد.
الشعب اللبناني يريد تمويل سلسلة التعليم المجاني ودعمها من المرحلة الإبتدائية حتى الجامعية ولجميع أبنائهم لا فرق بين فقيرهم وغنيهم ولا بين أبناء معلمهم، عاملهم أو حتّى تاجرهم. فالشعب اللبناني يا غريب يريد دعم سلسلة التقديمات الصحية بل وتغيير نظام التغطية الصحية برمته وهو لن يسمح بتغطية صحية لفئة دون اخرى. والشعب لن يرضى ان ينعم البعض بها في حين يحرم الآخرين منها أو في أقلّ تقدير أن يكونوا تحت رحمة كرم فلان أو علان. الشعب يا غريب، وأنت منهم، جزء من النظام السياسي في هذا البلد. من بينهم ذوو الدخل المحدود وذوو الدخل المتوسّط من غير العمال والموظفين أو المستخدمين ومنهم أصحاب المبادرات والطموحات الصغيرة النامية. وهم على ما أعتقد أغلبية الشعب وسواده الأعظم.
الشعب اللبناني يريد إلغاء النظام الإقطاعي السياسي القائم على التبعية والاستزلام والاحتقار والإخضاع والتحكم والتسيّب والتسرّب و..و..و.. عذراً حنّا غريب لكنّك مع النظام القائم ومن نسيجه ومطلبكم حين طال طار وصار كالريح يحمل رائحة ما يمرّ عليه. السلسة المطلوبة هي لتحصين اللبناني والحفاظ على مستوى تفكيره وصحته وكرامته وحقه بالعيش بعيداً عن استغلال الإقطاع السياسي وفساده وشبعه دون التلفّت الى حاجات شعبه. والسلسة المطلوبة اليوم هي القادرة على إيصالنا الى الأممية لا الى الأميّة، إلى المعرفة والتطور والتخلص من هاجس الصحة والطبابة.
يا حنّا غريب قم للشعب اللبناني وفّه التبجيلا كاد والله بعد ما عانى أن يُطوَّب قديسا. قد لا تكون القوة البصيرة هي المخطئة لكنّ القوة المُفكِّرة هي التي حكمت بالذي نحن فيه تماما كالناظر الى السراب فلما جاءه (أي وصل إليه ) لم يجده كما وصفه. و هو ما أخشى عليه لأنّني على يقين بأنّ القوة المفكرة من وراء الغريب المتخيل هي التي أدّت إلى العلّة، فبين اللذة والتعب كما بين التعب والراحة. فالراحة لذّة لكنّ التعب تردّد بين اللذة والألم.
