دار الفتوى تفتن المسلمين بالمسيحيين.. لصالح حزب الله

محمد رشيد قباني
أثارت البيانات التي وزعتها بلديات عبرا وطرابلس، المطالبة بعدم المجاهرة بالافطار خلال شهر رمضان، أثارت غضب كثيرين من اللبنانيين الذين استغربوا هذه الخطوة . فلماذا أوعزت دار الفتوى إلى البلديات بتوزيع هذه البيانات؟ ولمن يقدم المفتي خدماته؟ هل ليستثمرها إعلام 8 آذار ضد "السنة"؟ أم لتعويم صورة دار الفتوى في لحظ اصطدامها بتيار المستقبل؟

البيانات التي وزعتها بلديات عبرا وطرابلس، التي طالبت بعدم المجاهرة بالافطار خلال شهر رمضان، أثارت غضب كثيرين من اللبنانيين الذين استغربوا هذه الخطوة . فلماذا أوعزت دار الفتوى إلى البلديات بتوزيع هذه البيانات؟ ولمن يقدم المفتي خدماته؟ هل ليستثمرها إعلام 8 آذار ضد “السنة”؟ أم لتعويم صورة دار الفتوى في لحظ اصطدامها بتيار المستقبل؟

 

شاء القيمون على دار الفتوى هذا العام ان يكون وقع رمضان مختلفا عن كل السنوات السابقة. فقرر مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني توزيع بيانات على البلديات تطالب باحترام مشاعر الصائمين وعدم المجاهرة بالافطار. بلدية عبرا في صيدا، حيث يعيش المسيحيون والمسلمون، كانت السباقة في الاستجابة لطلب دار الفتوى. الا أنه وبحسب معلومات خاصة لموقع “جنوبية” فقد اضطر رئيس البلدية وليد مشنتف الى سحب البيان بعد ضغط من مسيحي عبرا الذين سألوه عن سبب تبينه.

قرار بلدية عبرا
لم تنته قضية عبرا حتى قام رئيس بلدية طرابلس نادر غزال بالخطوة نفسها فوزع بيانا “يتمنى احترام حرمة شهر رمضان وخصوصية المسلمين الصائمين وعدم المجاهرة باﻹفطار وضرورة التحلي بالخلق الكريم”، وبعد اﻹنتقادات التي طاولته أكد غزال أن قراره جاء بناء على تمني من قبل دار الفتوى.

الشيخ مصطفى الحريري و هو أحد مشايخ مدينة صيدا أكد لموقع “جنوبية” أن “البيان الذي صدر عن بلديتي عبرا و طرابلس جاء بسبب تمني من قبل دار الفتوى وهو تعميم على جميع بلديات لبنان والمؤسسات المدنية وليس فقط على هاتين البلديتين. وكان لهم الحرية بالالتزام أو عدمه، لأن الكتاب المفتوح الذي أرسل الى جميع البلديات والمؤسسات المدنية هو عبارة عن تمني دون إلزام أو إكراه، وهو عبارة عن إظهار التعاون بين اللبنانيين و التكافئ و إحترام الشعائر الدينية للمسلمين.”
هذا التبرير لم يكن كافيا لكثير من اللبنانيين الذين عبروا عن رفضهم لهذه البيانات خصوصا انها المرة الاولى التي تصدر. وفي سياق حملات الرفض سأل الاعلامي نديم قطيش على صفحته على الفايسبوك: “وهل عندما يصوم المسيحي عن اكل اللحم نقفل الملاحم احتراما له ونطالب بسحبها عن لوائح الطعام في المطاعم ؟”، سؤال يعبر عن الكثيرين الذين وصفوا الخطوة بغير المناسبة في بلد يعيش المسلمون والمسيحيون سويا وفي المناطق نفسها.

واذا اردنا الغوص اكثر في خلفيات هذه الدعوات فلا يمكننا التغاضي عن الدور السياسي الذي يلعبه دار الفتوى منذ خلافه مع تيار المستقبل وسعيه الدائم الى تقديم خدمات مجانية لمن يعومه سياسيا، اي حزب الله .. والا فما هي الفائدة التي سيجنيها المسلمون، وتحديدا السنة، من خطوة كهذه، الا اظهارهم كمذهب متطرف لا يريد التعايش مع المسيحيين بينما الشيعة الذين وقعوا ورقة التفاهم مع المسيحيين هم المنفتحون الذين يحمون الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة؟

السابق
المنار: منذر الحسن يتلقى أوامره من أحمد طه
التالي
بري: للاستثمار في الأمن ولا رئيس قريباً