هل يدفع العجز الداخلي الى مؤتمر دوحة جديد ينقذ الاستحقاق؟

لا تخفي دوائر القرار المعنية بالاستحقاق الرئاسي قلقها حيال امكان وصول البلاد الى موعد 25 ايار من دون توافق القوى السياسية على انتخاب رئيس جديد في ظل تمترس هذه القوى خلف مواقفها المعلنة قاطعة الطريق على اي تسوية، الا انها تؤكد في الوقت نفسه ان المساعي لن تتوقف ان في الداخل عبر الحراك السياسي والكنسي الذي يظهر جزء منه في العلن ويبقى الآخر خلف الكواليس، او في الخارج مع بدء استشعار الدول الحاضنة والمؤثرة والفاعلة حجم الخطر المحدق بلبنان في ما لو ترك لقدره من دون مساعدة او تدخل ولو “من بعيد” لتأمين ظروف الانتخاب، بعدما ثبت ان النصائح الخارجية المتتالية التي ينقلها الديبلوماسيون في حركتهم المكوكية من مقر سياسي الى آخر لنقل الرسائل لم تف بالغرض.

وتشير بعض المعطيات المستقاة من مصادر مواكبة لمسار الاستحقاق الرئاسي الى ان حال العجز اللبناني عن انتخاب رئيس حتى الساعة، وبدء العد العكسي لمهلة الايام العشرة، رفعت وتيرة التفكير جديا والبحث في امكان وضع الاستحقاق من ضمن سلة حلول متكاملة تشمل الحكومة والانتخابات النيابية وقانونها على غرار مؤتمر الدوحة خصوصا في ظل مناخ التقارب السعودي – الايراني الذي يشكل عنصر دفع ايجابيا يمكن توظيفه في هذا السياق.

وتؤكد مصادر مواكبة لـ “المركزية” ان اكثر من ديبلوماسي ممن جالوا على المقار الرسمية في الايام الاخيرة ابدوا استعداد بلادهم لاستضافة اي مؤتمر او اجتماع يرتئي اللبنانيون عقده من اجل الوصول الى حل يكفل عدم دخول البلاد في نفق الفراغ الذي لن يقتصر على الرئاسة اذا لم يتم التوافق على انتخاب خلف للرئيس ميشال سليمان بل ينسحب على الحكومة والمجلس النيابي.

وفي السياق، كشفت اوساط المشاركين في اجتماعات هيئة الحوار لـ “المركزية” ان الرئيس نبيه بري كان اكد امام هؤلاء وجزم ان لا تمديد اضافيا للمجلس النيابي وان الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها ولو بحسب القانون الساري المفعول راهنا، مؤكدا السعي الى ضرورة الوصول الى توافق سياسي حول قانون انتخاب جديد.

ومع ان المناخ العام بدأ يوحي بضغط وحراك ما فوق العادة من اجل انتخاب رئيس جديد في المهلة الدستورية وتجلى ذلك في اكثر من محطة من بينها توجه نواب تكتل التغيير والاصلاح لحضور جلسة الانتخاب التي دعا اليها الرئيس بري في 22 الجاري، وسفر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى الخارج حيث يتوقع ان يجتمع مع الرئيس سعد الحريري الذي سيلتقي ايضا الرئيس فؤاد السنيورة وتوجيه الرئيس سليمان اليوم رسالة الى مجلس النواب تذكر بما يفرضه الدستور لاستكمال الاستحقاق الرئاسي، فان منسوب التحذير من مغبة التلكؤ في انجاز الاستحقاق ارتفع الى اعلى مستوى لأن الفراغ سينعكس بأفظع مظاهرة ولن يوفر حكما الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي الى جانب الانطباع السيء الذي يتركه على مستوى الخارج حول لبنان حامل لواء الديموقراطية الذي يتلاشى وينهار مقابل الثورات العربية الساعية اليها وتدفع يوميا فاتورة الدم غاليا.

السابق
ايجابيات زيارة الاراضي المقدسة تتفوق على محاولات تعكيرها
التالي
الانتخابات قبل 25 أيار ومفاجأة محتملة الخميس والتسوية لن تكون لصالح عون