ايجابيات زيارة الاراضي المقدسة تتفوق على محاولات تعكيرها

لم تفلح المناخات السلبية التي حاولت بعض الاطراف الداخلية تعميمها في شأن الزيارة الرعوية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الاراضي المقدسة لاستقبال قداسة البابا فرنسيس باعتبارها تارة تضفي شرعية على الكيان الصهيوني واخرى تساوي اسرائيل بدولتين عربيتين هما سوريا والاردن اللتين كان اعطى الراعي زيارته اليهما طابعا رعويا ايضا، في حجب الايجابيات المتوقع ان تحدثها على اكثر من مستوى ان بالنسبة الى المكون المسيحي الفلسطيني الذي يعيش في هذا البلد وما قد تحمله اليه الزيارة من امل ورجاء او المسيحي اللبناني الهارب الى اسرائيل منذ العام 2000 والذي يعول على الزيارة لاعادة فتح الملف والسعي لايجاد حلول سريعة تؤمن العودة الى لبنان بعدما بلغ عدد العائلات اللبنانية قرابة 650 بما يوازي ثلاثة آلاف نسمة.

ولا تقف الايجابيات عند عتبة المسيحيين فقط بل تتشعب لتلامس القضية الفلسطينية عموما بحيث يسعى المسؤولون في سلطة الحكم الذاتي لاستثمارها لمصلحة دعم حق العودة واحقاق الحق خصوصا ان لبنان هو احد اكثر البلدان التي عانت وتعاني من سلبيات تداعيات اللجوء الفلسطيني اليه على مختلف المستويات وخصوصا الامنية.

ومعلوم ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان وجه دعوة زيارة رسمية للبطريرك الماروني الا ان الظروف لم تسمح باتمامها، وتأتي زيارة اليوم مناسبة مهمة للتواصل اللبناني الفلسطيني الذي يبدو وفق مصادر متابعة انطلق تحضيرا للحدث، بحيث تعقد لقاءات مشتركة لبنانية – فلسطينية بين بعض المسؤولين من الجانبين لمواكبة محطات الزيارة التي تبدأ يوم الاربعاء في 28 الجاري، بعد ثلاثة ايام يقضيها في القدس وبيت لحم وبيت ساحور. وفي الجليل، يصل صباحا الى قرية كفربرعم المهجرة للصلاة في كنيستها، الشاهد الوحيد على معالم القرية العربية وما تبقى نتيجة جرائم الهدم التي نفذتها اسرائيل منذ 1948. ثم ينتقل الى طبريا لزيارة دير التطويبات وكنيسة مجدلة ويتوجه الى كفرناحوم للصلاة مع لبنانيين وهي مدينة قديمة اشتهرت بمينائها لصيد الاسماك، وعرفت ايضا باسم “مدينة المسيح”، فقد أقام فيها واجترح معجزات كثيرة، بعد ان غادر الناصرة.

المحطة الاخيرة له في طبريا التي لم يتبق من معالمها الفلسطينية سوى الاماكن المقدسة التي سمح بترميمها.

وفي اليومين الاخيرين، سيزور الراعي حيفا والناصرة والجش، ويلتقي ابناء الرعية المارونية، ويعقد لقاءات خاصة مع الشباب المسيحي.

وفي السياق جاءت زيارة وفد حزب الله الى بكركي اليوم برئاسة رئيس المجلس السياسي ابراهيم امين السيد حيث قدم للبطريرك رؤيته للتداعيات السلبية لهذه الزيارة، آملا ان تؤخذ النقاط التي اثارها في الاعتبار، الا ان الراعي أصر على طابعها الرعوي متمسكا باجرائها ومكررا مواقفه المتصلة بأن الاراضي المقدسة ليست حكرا على اسرائيل بل هي لجميع المؤمنين في العام.

في المقابل علمت “المركزية” ان اجتماعات عقدت وتعقد بين جمعيات ومؤسسات أهلية لبنانية وفلسطينية دعماً للزيارة البطريركية وستستكمل بهدف الوصول الى بلورة بيان مشترك يعبر عن هذا الدعم يصدر خلال مؤتمر تحضره شخصيات لبنانية وفلسطينية وبعض السياسيين المؤيدين للزيارة تحت شعار “معاً نحو القدس”. وأشارت الى إمكان عقد المؤتمر في نقابة الصحافة خلال أيام.

السابق
النقابيون المساكين
التالي
هل يدفع العجز الداخلي الى مؤتمر دوحة جديد ينقذ الاستحقاق؟