الفولفو مطيعة ولمّيعة وسريعة.. لكنّ حزب الله ENVOY الهوى

شرح لي صديقي التالي: "كانت في أوائل الثمانينيات تنتشر جملة بين البيروتيين والجنوبيين والبقاعيين، أي بين المسلمين واليساريين واللبنانيين عموما، للتشجيع أو السخرية من الانتساب لحزب الله وهي: "بس تفوت على حزب الله بيطلعلك شقة مريحة وفولفو سريعة ومرا مطيعة". ففهمت سرّ حملة "الفولفو" بالضاحية اليوم: وبعدا مطيعة ولمّيعة وسريعة". بما هو عتب على بيئة الـENVOY التي خانت الفولفو وأدخلت مئات ملايين الدولارات إلى الخزينة "الأميركو – صهيونية"، التي لا بدّ ستستعمل الأموال في شراء صواريخ ستنزل على أهل ضاحية بيروت الجنوبية في أيّ حرب آتية.

لم أكن قد ولدت خلال بداية زمن الممانعة ونهوض حزب الله كطرف رسمي ممثل للفئة الشيعية في لبنان ومتبني قضية مقاومة اسرائيل بالكفاح المسلّح وغير المسلّح. لكنني، خلال زيارتي ضاحية بيروت الجنوبية قبل أسابيع، ومرورنا قرب لافتة الكترونية لشركة “فولفو” للسيارات التي كانت اتخذت شعارا لحملتها الترويجية في لبنان، والضاحية تحديدا، الجملة التالية: “وبعدا مطيعة، ولميعة وسريعة”.
حين رأينا الإعلان ضحك صديقي وقال لي: “حتىّ الفولفو عم بتزرّك لحزب الله يا زلمي”. لم أتعامل مع الموضوع بجديّة لربع ساعة. إذ لم أفهم ما القاسم المشترك بين شركة الفولفو وشعارها، وبين حزب الله والتزريك له. ثم بدأت أعصر دماغي. لم أستطع السكوت عن عدم فهمي. ورحت أتذكّر كيف، حين كنت صغيرا، كنت أرى سيارات الفولفو منتشرة بين المنتنسبين الى حزب الله.

ثم سألت صديقي. قبل ذلك فلنعد قليلاً إلى تاريخ الفولفو.

فولفو

هي شركة سويدية لتصنيع السيارات والسيارات الثقيلة تم إنشاؤها سنة 1927. تعتبر رائدة السلامة في السيارات، وتعتبر كذلك أوّل سيارة أدخلت حزام الامان إليها، علماً بأن اسم “فولفو” يعني باللاتينية “أنا أتدحرج”. وبعد أن بدأت تتراجع مبيعات الشركة استثمرتها الصين، أو اشترتها.
في تلك الحقبة كانت تروج في لبنان السيارات الأميركية الصنع مثل “Olds Mobile”، “Chrysler”، “Buick”. لكنّ العقل المقاوم الإسلامي، والمقاوم اليساري، يومها، لم يكن لن يستسيغ (اليساري)، ولا يسمح (الإسلامي) باستعمال سيارات تصنع في بلاد “الإمبريالية”. بل كان يعتبر كلّ من يشتري ويقود سيارة أميركية، معادياً لـ”القضية”.

نعود إلى شعار “الفولفو” الجديد. شرح لي صديقي التالي: “كانت في أوائل الثمانينيات تنتشر جملة بين البيروتيين والجنوبيين والبقاعيين، أي بين المسلمين واليساريين واللبنانيين عموما، للتشجيع أو السخرية من الانتساب لحزب الله وهي: “بس تفوت على حزب الله بيطلعلك شقة مريحة، وفولفو سريعة، ومرا مطيعة”.
هكذت خرجت شركة “الفولفو” بشعارها الجديد ونشرته في الضاحية الجنوبية ربما كاستفزاز سياسي إيجابي، وتذكير من الوكيل الذي يريد أن يبيعها في هذه المنطقة التي “تمتلىء بالمال الحلال”، كما افترض صديقي.
ومعروف أنّه بعد حرب تموز 2006 انتشرت الاموال بكثرة في بيئة حزب الله. فكان “صلاح عزّ الدين” الذي سرق مئات ملايين الدولارات من جمهور حزب الله وخرج من السجن قبل أيام. وكانت ظاهرة ENVOY. أي ظاهرة شراء المسؤولين، وزوجاتهم، سيارات ’الإنفوي’ رباعية الدفع. وهي بالطبع أميركية الصنع. وهذا سابق كثيرا على “الغزل الأميركي الإيراني” مؤخرا.

 envoy

هكذا ربما تعتب “الفولفو” على هذه البيئة. وعلى حزب الله الذي استبدل بسيارات الفولفو السويدية المحايدة سيارات أميركية (عدوّة!) لتصير الضاحية مليئة، بين بأيدي قيادات حزب الله ومناصريه، بسيارات من طراز الـ GMC ENVOY، والشيفروليه والشيروكي، وكلّها أميركية الصنع.
كيف تكون ضد الولايات المتحدة، وسيارتك أميركية، وحذاؤك Converse، وبنطالك جينز، وعشاؤك همبرغر، وثيابك Adidas، ومشروبك كوكاكولا، وأحياناً جواز سفرك الثاني أميركي؟
اليوم تقود “المرأة المطيعة” سيّارة أميركية، ولا أحد يأبه. يحلو هنا القول إنّ كلّ ما فعله الرئيس فؤاد السنيورة هو تقبيل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أما حزب الله فقد اشترى بمئات ملايين الدولارات بعد الحرب سيارات أدخلت إلى خزينة رايس “الأميركو – صهيونية” مئات ملايين الدولارات التي لا بدّ استعملت في شراء صواريخ ستنزل على أهل الضاحية في أيّ حرب آتية.

السابق
حادث سير لشاحنة تنقل غازاً قرب نفق المطار وتخوف من تسرب غاز
التالي
من هي هذه النجمة وشقيقها؟