قوى 8 اذار والانتخابات الرئاسية: غموض الموقف للتوصل لمرشح توافقي

تتعاطى قوى 8 اذار مع الانتخابات الرئاسية باعتماد سياسة الغموض على صعيد تحديد المرشح الرئاسي الذي تفضله وان كان مسؤولو هذه القوى يتحدثون في مواقفهم وتصريحاتهم حول مميزات الشخصية التي يرغبون في ايصالها الى موقع الرئاسة الاولى.
فالمسؤولون في حزب الله يركزون في تصريحاتهم ومواقفهم على ضرورة ان يكون الرئيس توافقيا وان يكون وفيا للمقاومة، اما الرئيس نبيه بري فهو يعتمد سياسة الصمت ولا يتحدث تفصيليا عن معركة الرئاسة وهو يركز على الاتصالات بعيدا عن الاضواء، في حين ان العماد ميشال عون ومسؤولو التيار الوطني الحر يركزون على الحوار والتواصل مع تيار المستقبل للبحث في امكانية ان يكون عون هو المرشح التوافقي بالتعاون مع المستقبل ولن يعلن عون ترشيحه الا بعد التوافق مع المستقبل، اما النائب سليمان فرنجية فرغم انه لم يخف استعداده للترشح للرئاسة فانه يلتزم بما تتفق عليه قوى 8 اذار وخصوصا لجهة ترشيح عون.

فما هي اسباب اعتماد الغموض لدى قوى 8 اذار على صعيد الانتخابات الرئاسية؟ ومن سيكون المرشح النهائي لهذه القوى والذي يمكن ان يكون رئيسا توافقيا؟

اسباب الغموض

بداية ما هي اسباب سياسة الغموض التي تعتمدها قوى 8 اذار بشأن الانتخابات الرئاسية؟

تقول مصادر مطلعة على اجواء قوى 8 اذار : ان سياسة الغموض التي تعتمدها هذه القوى قد تعود لسببين رئيسين ، الاول عدم وجود اتفاق نهائي حول من المرشح الرئيسي والنهائي لهذه القوى وترك المجال لكل فريق للتصرف وفقا للمعطيات والامكانيات التي يمتلكها حول الانتخابات الرئاسية، والثاني اعتقاد معظم هذه القوى ان الحوار الحقيقي حول الانتخابات الرئاسية لم يحصل بعد وان المرشحين الذين يعلنون ترشيحهم حاليا انما يحرقون اوراقهم وان المرشح الحقيقي لن يظهر الا في اللحظة التي تسبق عملية الانتخابات النهائية.
وتشير المصادر : ان حزب الله ترك للعماد ميشال عون وقيادة التيار العوني القيام بالاتصالات المناسبة من اجل دعم ترشيحه التوافقي وان الحزب يرحب ويدعم وصول عون وانه مستعد للتعاون معه، في حين ان الرئيس بري يعتبر ان حظوظ عون ضعيفة ولذا يجب البحث عن مرشح توافقي أخر يحظى بدعم الجميع ويكون مدعوما داخليا وخارجيا ولكن بري يفضل عدم اعلان أي موقف بانتظار تبلور الصورة.

وعلى ضوء هذه المعطيات تعتبر قوى 8 اذار انه من الافضل حاليا اعتماد سياسة الغموض لابقاء الموقف متماسكا وبانتظار تبلور المعطيات النهائية حول المعركة الرئاسية.

المرشح الاكثر حظا

لكن من هو المرشح الاكثر حظا في الوصول الى الموقع الرئاسي الاول حسب اوساط قوى 8 اذار؟

تقول الاوساط المطلعة على اجواء قوى 8 اذار: ليس لدى هذه القوى معطيات نهائية حول المرشح الاكثر حظا بل قد يكون هناك بعض التباين في مواقف هذه القوى في هذا الاطار، فالعماد ميشال عون وانصار التيار الوطني الحر يعتقدون ان العماد عون لديه فرصة قوية للوصول الى الموقع الرئاسي الاول وان هناك امكانية كبيرة للتوافق مع تيار المستقبل في هذا الاطار خصوصا ان هناك جهات اقليمية ودولية تدعم هذا الخيار وان كانت لم تصدر أية مواقف واضحة من المستقبل في هذا الشأن بل ان بعض اوساط قوى 14 اذار وتيار المستقبل تستبعد ذلك .

اما على صعيد حزب الله فهو يريد اعطاء العماد عون الفرصة الكاملة لخوض المعركة الرئاسية واجراء الاتصالات المناسبة وهو يدعمه في معركته ويبدي ارتياحا كاملا في حال وصل عون للرئاسة الاولى ، لكن بعض اوساط الحزب لا تخفي وجود صعوبات حقيقية بشأن ذلك ولذلك فان الذهاب لخيارات اخرى لا يزال قائما بشرط موافقة عون على ذلك.

اما على صعيد الرئيس نبيه بري فهو يفضل اعتماد سياسة الصمت ويفضل عدم الحديث عن المرشح المفضل وان كانت اوساط مطلعة على اجواء بري تشير برغبته بايصال الوزير والنائب السابق جان عبيد للرئاسة مع وجود خيارات اخرى غير معلنة.

وتكشف المصادر المطلعة على اجواء 8 اذار ان هناك خيارات متعددة لدى هذه القوى حول المعركة الرئاسية وان المهم لديها ان يصل الرئيس بالتوافق وان لا يكون معاديا للمقاومة وان يكون مستعدا للتعاون معها وعند ذلك لا يهم من يكون الرئيس طالما هناك تفاهم على البرنامج والسياسة العامة.

 

السابق
حكومة سوريا الانتقالية أعلنت عن عزمها إنشاء جامعة على الأراضي «المحررة»
التالي
الشهيد الكويس يودّع عائلته