الشهيد الكويس يودّع عائلته

لم تفاجأ زوجة الشهيد حسين الكويس بخبر وفاة زوجها بانفجار القنبلة العنقودية الإسرائيلية التي أودت بحياته، أثناء عمله في التنقيب عن هذه القنابل في بلدة عيتا الجبل – قضاء بنت جبيل، لأنها كانت تتوقع ذلك كل لحظة وكل ساعة وكل يوم بحكم عمله في التنقيب عن الألغام والقنابل العنقودية من ضمن الفريق النروجي (NPA)، لذلك كانت تتصل به يومياً أكثر من مرة للاطمئنان على سلامته، وكان آخر اتصال أجرته معه قبل استشهاده بربع ساعة، حيث أوصاها بأن ترعى ولديه محمد (6 سنوات) ورشيد (4 سنوات)، وأن تهتم بهما جيداً أثناء عمله، وكأنه كان يوصيها بهما بعد استشهاده، إضافة إلى أنه قبل استشهاده بخمسة أيام تعمد النوم في منزل والديه في النبطية أياماً متتالية على غير عادته، وكأنه كان يودعهما.

بالرغم من تسليمها بأن استشهاد زوجها كان فداءً لغيره من المواطنين اللبنانيين الذين كان يمكن أن تنفجر بهم القنبلة التي انفجرت به، لكن عتبها كان شديداً على المسؤولين في الدولة والحكومة الذين لم يؤمنوا فرص العمل له ولأمثاله، ما اضطره للعمل في هذه المهنة الخطيرة التي كانت سبباً في موته. وتوضح أنه كان يعمل سابقاً سائقاً لسيارة إسعاف مع فريق “ماغ” لنزع الألغام في منطقة النبطية، قبل أن يتم صرفه من عمله مع العشرات من زملائه بحجة الشح في الموارد المالية التي تؤمن استمرار عمل الفريق، إلى أن تعرف على أحد ضباط الجيش العاملين في المكتب الوطني للألغام، حيث توسط له للعمل مع الفريق النروجي لنزع الألغام والقنابل العنقودية (NPA) الذي يعمل في منطقة بنت جبيل، لكن عمله كان صعباً ومرهقاً للغاية، حيث كان يضطر للخروج من منزله في بلدة زوجته في قاعقعية الجسر حيث كان يقطن، عند الساعة الثالثة من فجر كل يوم، قاطعاً عشرات الكيلومترات ذهاباً وإياباً، للالتحاق بفريق عمله، متحملاً في ذلك الكثير من التعب والمعاناة في سبيل لقمة عيشه التي كتب له ان تكون مغمسة بدمه.
وشيعت مدينة النبطية الكويس في موكب حاشد صباح أمس الأول وسط جو من الحزن والأسى.

السابق
قوى 8 اذار والانتخابات الرئاسية: غموض الموقف للتوصل لمرشح توافقي
التالي
رئيس قسم الطوارئ في ’اوتيل ديو’:لا حالات كورونا أخرى في لبنان