تنصّ المادة 38 الجديدة من نظام الموظفين على أن تُعطى الموظفة الحامل إجازة براتبٍ كامل تُدعى “إجازة الامومة” لمدّة أقصاها عشرة أسابيع، وتعطى الإجازة دفعة واحدة دون تجزئة، كما يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.
صدر هذا التعديل في الجريدة الرسمية منذ أيام ليرفع “إجازة الأمومة” إلى 70 يومًا، وبالتالي أصبح لزامًا على الشركات أن تتقيّد بأحكامه وعدم “سرقة” أيام الإجازة من أيّ “أم”. هذا في المبدأ، إلا أنّ التنفيذ أتى على طريقة حدّث ولا حرج، فبعض أصحاب الشركات الخاصة يحاولون بأي طريقة “اغتصاب” حقوق الموظف لما فيه مصلحتهم الخاصة. وفي الشق المتعلق بإجازات الامومة تجلت عملية “الاغتصاب” بعدم منح “الام” التي تقضي اجازة امومتها، المدة الاضافية التي نص عليها التعديل القانوني رغم نفاذ الاخير بالوقت الذي تكون فيه الموظفة “الام” في اجازتها.
تلقت “النشرة” عددًا من الشكاوى حول انتهاكات تقوم بها مؤسسات خاصة لحق موظفاتها في تمديد إجازة الامومة، وتتحفظ “النشرة” عن ذكر أسماء تلك المؤسسات حفاظا على “لقمة عيش” الموظفات اللواتي حُرِمن من المدة الاضافية التي منحهن إياها القانون كأمهات وضعن اطفالهن مؤخرا. الحجة التي سمعتها احدى الموظفات من المسؤولين في شركتها هي ان القانون يطبق فقط على الموظفة التي تضع طفلها بعد نفاذ التعديل القانوني، الامر الذي استدعى ردا مباشرا من مدير عام وزارة العمل عبد الله رزوق لتوضيح هذا الامر، فأكد ان التعديل القانوني يطال ايضا الموظفة التي تقضي فترة اجازة الامومة وبالتالي يحق لها ان تستفيد من المدة الاضافية بحسب القانون.
ويقول رزوق في حديث لـ”النشرة”: “القانون ليس له مفعول رجعي وبالتالي ان انتهت اجازة الموظفة قبل نفاذ القانون بيوم فهذا يعني ان لا حق لها بالمدة الاضافية، انما ان نفذ التعديل القانوني في الفترة التي تقضي فيها الموظفة اجازتها فلها كامل الحق بأن تستفيد من الايام الاضافية المنصوص عليها في التعديل الجديد”، ويشير إلى أنّ الشركات الخاصة في لبنان تحاول دوما سرقة حقوق موظفيها سعيًا وراء مكاسب مادية اضافية دون اي اعتبار لوجود القانون والدولة والوزارة. ويضيف رزوق :” ان وزارة العمل جاهزة لاستقبال اي شكوى في هذا الصدد وابواب المدير العام والوزارة مشرعة لكل موظف مهدورة حقوقه”.
اجازة الامومة في الامارات العربية المتحدة تصل لـ 98 يوم، وفي بعض الدول الغربية تصل الى عام ونيّف، وفي الاردن اصبح للاب اجازة امومة عبارة عن 3 ايام عمل، بينما اصبحت اجازة الامومة للرجل ايضا امرا عاديا في كثير من دول العالم. اما في لبنان بلد الديمقراطية والحقوق والتقدم، فرغم ان اجازة الامومة لا تزال قصيرة بعد زيادتها، تحاول بعض الشركات ان تقضم منها عند اي فرصة سانحة معتمدة على الاحتيال في تفسير القوانين حينا، وعلى حاجة الموظفة للعمل احيانا اخرى.
تقرير محمد علوش
