وفاء الكيلاني تُقدِّم منبرها لعلي جابر

نُكوِّن انطباعاً حسناً تجاه أي برنامج تُقدّمه وفاء الكيلاني لأسلوبها الذكي. الثقة المُسبَقة بعملٍ مديحٌ عاطفي مُتسرِّع تستحقّه قلّة. الكيلاني منها، وإنْ تظهر في “الحُكم” (“أم بي سي”) أكثر مرونةً مُقارنةً بالسابق.

ربما لأن المبدأ حُكْم الجمهور لا حُكْمها. في “قصر الكلام” ظلّت سيدة السؤال، تنتظر عبره رداً بحجم شغفها. “الحُكم” أسئلةٌ تُطرح على “ناس” لا ندري مَن هم، وأرقامٌ وضيف يترقّب رأي “الجمهور” ورأيها. وإنْ كان في الخلاصة بعض الحقيقة، فإن الأرقام ليست حقيقة مُطلقة، وفي حال التلفزيون تُدغدغ فضول المُشاهد، وتُرضي غرور البعض، وتُحرج البعض الآخر.
إليسا، مثل غالبية المشاهير، استضافتها الكيلاني لتقول ما جاءت من أجله. لكنّ أحداً لم يتحضَّر كمدير “أم بي سي” علي جابر. بدا مُهتماً بألا يُقال أنّ الكيلاني تُساير مديرها، وأنها استضافته لتهلل له. بان قلقها، وبالمُزاح استبقت حُكم المُشاهد. حضوره جعلها في قمّة التأهّب، فجابر يُمثِّل المحطة قبل أن يُمثّل نفسه. ليست الكيلاني إعلامية تلطيف الأجواء، ولا تترك ضيفاً يرتاح كائناً مَن كان، تختلق “المضايقة” وتُلزمه بها. هو أسلوبها الذي “حرّرها” من قبضة مُديرها.
الحلقة مع إليسا أتاحت لها البروز واثقة بالنفس ومُحطِّمة لو أحدٌ يحاول تحطيمها. خلف القوة الظاهرة أسئلة غابت. يحمل الفنان “صورة”. نُدرك ما قد تقوله إليسا في السياسة أو عن صداقتها مع وائل كفوري وبرودتها مع كارول سماحة. جريئةٌ بالجزم أمام الكاميرا أنها “عفوية مئة في المئة”. كجرأة كاظم الساهر بتجميل الخجل في المرء. تُحاوره الكيلاني بهيبةٍ ليست هي عينها هيبة مُحاورة جابر. القيصر شأنٌ آخر، ومن فرطِ إعجابها به نادته بالساحر. شمل الحديث “أحلى صوت” كعادة “أم بي سي” أن تُزكّي برامجها، لكنّ الظاهر ليس هو المُنتظَر من لقائه. سيكون مُدهِشاً سماعه يقول أنّ عزلته عالم خيالي وأنّه مأخوذ بالشعر والموسيقى.
لم يبقَ الكثير من لقاء الكيلاني والموزّع الموسيقي حسن الشافعي، فجُلّه عن “أراب أيدول” ومُناوشاته (لا كواليسه) وغزو المُعجبات. طاله مديحها، وبدت مُرتاحةً في حواره كأنهما صديقان في المقهى. لا بدّ من طبيعتها بغرزِ الإبر، وإنما برفق: “اتغرّيت يا حسن؟”. لا إجابة تخلعُ الأقنعة، فنعود الى إليسا وهذا السؤال: “سألنا الرجّالة بتحبو إيه بإليسا: جسمك، أناقتك، ضحكتك، ثقافتك؟”. الجواب بنسبة 46 في المئة للجسد، فلا تتفاجأ. تتراءى ترفيهيةً الأسئلة التي تُطرح على “الناس”، بعضها من أجواء الصحافة الفنية والكلام المُتداوَل (بعضها مُتماسِك)، ربما لتلتقط الكيلاني المعادلة وتقلبها لمصلحتها. تُقطَّر “الإعترافات” المُتوقَّع انتزاعها (ليست الشخصية بالضرورة)، ولا سيما حين تتكرر الموضوعات (خلافات الفنانين، الإشاعات، المُزايدات عبر “تويتر”…)، مع يقينٍ بأنّ المُراد من الضيف ليس جردةً عن خفايا النفس، ولا تقريراً عن علاقاته، بل الصدق. وحده جابر استُضيفَ لتوضيح موقف.
لاحِظ اختلاف نبرة الكيلاني ما بين الضيف الرجل والضيفة المرأة. تبدو أكثر “شراسةً” مع الضيفة، تُشاكسها من دون رحمة (نسبياً)، فيما تهدأ قليلاً مع الضيف، ويُعَانَد بتمهّل.
أمام نتيجة هذا السؤال: “من هو حسن الشافعي؟”، إسودّ وجهه: 35 في المئة من الجمهور لا يعرفه. ورغم يقين إليسا أنّ الجمهور بنسبة 65 في المئة يُحاسبها على موقفها السياسي، أكّدت تمسّكها به وعدم تغييره.

السابق
بطارية جديدة تشحن الهاتف المحمول خلال 30 ثانية
التالي
عطلة الصحافة في الفصح الأحد والاثنين