ملفّ رئاسة الجمهورية (5): دميانوس قطّار.. مرشّح البطريرك الراعي

دميانوس قطّار
دميانوس قطار الآتي من تحت قبّة الكنيسة المارونيّة، والوزير السابق الذي خبر معايشة ذئاب السياسة في لبنان وثعالبها، يعلم ماذا سوف ينتظره، ومع ذلك يظل متفائلا بقدرته على اقناع حزب الله بالتخلّي عن سلاحه يوما ما، بل وبمساعدته على الإنسحاب من سوريا..

قلما ترأس البطريرك بشارة الراعي اجتماعا رعويا لم يكن الوزير السابق دميانوس قطار من بين الحاضرين فيه. كذلك الأمر في استقبالات البطريرك ومناساباته العامة، قطّار هو الحاضر الدائم.. هو ليس مرشّح البطريرك الراعي وحسب لرئاسة الجمهوريّة، بل إنّه البطريرك نفسه يقول العارفون في أسرار البيت الماروني.

بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسقوط حكومة الرئيس عمر كرامي في شباط 2005، تقلّد دميانوس قطار في نيسان 2005 ثلاث وزارات: المال والاقتصاد والتجارة، في حكومة انقاذيّة غلب عليها الطابع البيروقراطي وترأسها نجيب ميقاتي. لم تعمّر هذه الحكومة طويلا فقد استمرت ثلاثة أشهر فقط. إذ كان دورها مرحليا، فمهّدت للانتخابات النيابيّة التي حصلت بعد أشهر وتشكلت بعدها حكومة وحدة وطنيّة في شهر تموز من العام نفسه إثر قيام الحلف الرباعي الشهير بين أقطاب 8 و14 آذار. فتقاسم الطرفان الوزارات محاصصة كعادة الطبقة السياسيّة اللبنانيّة منذ أمد بعيد، وخرج دميانوس قطار من وزاراته بتجربة جديدة أكسبت الشاب الماروني خبرة سياسيّة إضافة إلى خبراته العلميّة المشهودة.

ودميانوس قطّار يعي جيّدا الواقع السياسي اللبناني، وقد قال صراحة في إحدى المقابلات التلفزيونيّة :”إذا كان طرح رئيس الجمهورية هو بين رؤساء التيارات والاحزاب، لن يكون لنا دور في هذا الامر، لأن ليس لدينا لا تيار ولا حزب”.

ويضيف:” أنا لست قويا من الناحية الشعبية، ولكن نحن نعمل انطلاقاً من الثقة بأن الموقع يتفاعل فيه الشخص. اعتبر أن لدي بعض الرؤية وبعض التجربة، وأعرف لبنان ومتجذّر فيّ، أعرفه من اقصى شماله الى اقصى جنوبه، وليس لدي اصطفاف”.

وحول رئاسة الجمهوريّة كموقع مسيحي يقول قطار: “رئاسة الجمهورية هو موقع مسيحي بدور وطني وهذا أمر يشرّف المسيحيين واللبنانيين والعرب وهو دور وطني بامتياز. أنا أتيت من بيئة مسيحية وملتزم مسيحيا لكن هذا لا يعني أن أتقوقع وأختبيء خلف قوة مسيحية. أنا أرفض مفهوم المجتمع المسيحي حصرا فالمجتمع اللبناني بجناحيه المسلم والمسيحي هو ما يجب أن نقدّم له ونساهم له ونتواصل معه “.

وبالنسبة لمسألة تدخّل حزب الله في سوريا وما حملته من زيادة في التوتّر الطائفي والمذهبي يؤكد دميانوس قطار: “هناك ضغط داخلي وطني على حزب الله إلا أنّه ضغط تصادمي ولكن يجب ان يكون ضغطا احتوائيا وسياسة احتواء ديبلوماسية لينسحب تدريجياً باتجاه الحدود ومن ثم نجلس سوياً على طاولة. فالحزب جزء من لبنان لا يمكنه ان يسيطر على كل لبنان واذا كان هذا حلمه فهذه مشكلة. ولا يمكننا ان نقول له: بالإذن منك أعطِنا السلاح مشكورا. هذا يعني أنّنا لم نفهم الحزب ويصبح لدينا مشكل”. ويتابع: “الجيش اللبناني على الحدود أما القرى المقاومة فهي رصيد أساسي يجب أن نحافظ عليه”.

وحول كلامه عن أنّ مهمة رئيس الجمهورية الجديد هي حماية سوريا يشرح قطار: “عنيت بهذا الكلام حماية سوريا موحدة ورأينا إلى ماذا أدّت سياسة النأي بالنفس. الكلّ تدخل. نحن نقول حماية النفس التي تقتضي على حماية سوريا بالمطلق”. ويكمل: “أريد أن أطوّر سياسة النأي بالنفس إلى حماية النفس وجمع كل المكونات الوطنية الى طاولة للبحث في كيفية حماية النفس”.

هو رئيس إذا ما انتخب سيكون شاطرا دون شك في مسألة تدوير الزوايا. دميانوس قطّار الآتي من تحت قبّة الكنيسة المارونيّة، والوزير السابق الذي خبر معايشة ذئاب السياسة في لبنان وثعالبها، يعلم ماذا سوف ينتظره، ومع ذلك يظل متفائلا بقدرته على اقناع حزب الله في التخلي عن سلاحه يوما ما،. بل وبمساعدته على الإنسحاب من سوريا… فهل وضع الله سرّه في قلب هذا الماروني الشاب؟ وهل سيكون هذا الاقتصادي النشيط، والسياسي الغرّ، هو من سوف يخلّص بلدنا من أهوال ما يحدث في المنطقة من حروب مجنونة وانقسامات مناطقيّة طائفيّة تهدد مصيرنا أجمعين؟

السيرة الذاتيّة:
ولد دميانوس قطّار بجزين جنوب لبنان، في 1960. درس الإدارة وعلم الاستراتيجيا، ثم تنقّل في أدوار استشارية بين العديد من المؤسسات المالية في الخليج ودرّس في جامعة القديس يوسف وجامعة الحكمة ببيروت.

السابق
الجيش الحر يستعيد السيطرة على المرصد ٤٥
التالي
الخاطفون يرمون المخطوف ابراهيم شيحا أمام منزله