بالفيديو: دموع يوسف ملاح الصادقة… تبكي اللبنانيين

يوسف ملاح
في لحظة يعمّ السلام من طرابلس إلى عرسال والبقاع وصولا إلى بيروت، ويقرّ مجلس النواب قانون حماية المرأة من العنف الأسري، ولو منقوصا، ويثبّت المياومين، خرج هذا الشاب يوسف ملاح، العنصر في "الدفاع المدني" اللبناني، ليسرق، بدموعه أمام الكاميرا، قلوب اللبنانيين. (فيديو في الداخل)

ليست دموع يوسف ملاح جذّابة فقط لأنّه رجل طويل وعريض وقويّ لا يبدو عليه أنّه ميّال إلى البكاء. ولا فقط لأنّه عنصر في “الدفاع المدني” يواجه الحرائق والكوارث والمصاعب يوميا، ما يجعله رجلا قاسيا قادرا على مواجهة أيّ مصيبة بأعصاب باردة. وليس فقط لأنّه يطالب بحقوقه وحقوق غيره من زملائه المغبونين في المؤسسات اللبنانية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا.

ما يجعل المشاهد يتأثر تأثرا شديدا وهو يشاهد هذا الفيديو هو أنّ يوسف ملاح صادق. فقط لأنّه صادق, فالصدق أمام الكاميرا وفي وسائل الإعلام اللبنانية أمر نادر. أكثر ندرة من الذهب والماس حتّى. نادر بل ومستحيل أحيانا كطائر الرخّ الأسطوري، أو كالخلّ الوفي عند العرب.

فيوسف ملاح يقول لمن يدعوهم إلى التضامن مع مطالب “الدفاع المدني” إنّ هذا الجهاز الإغاثي “ينجد علي وحسي وعمر وطوني من دون تمييز”. وهذا صحيح. ويقول: “تعالوا وشوفونا ريحة تيابنا من ريحة الشجر، الشجر بيعبطنا بحرايق الأشجار وما حدا منكم قال شكرا. كل الناس بتحسب حساب الكوارث ونحنا الكوارث بتحسب حسابنا”.

نحنا مش حاملين سلاح وعم نقول بقوّة السلاح وظّفون”. ويزيد: “لماذا تريدون أن تخسروا من أحب الضاحية والاشرفية وبرج حمود والشمال والاشرفية والجنوب؟”.

ما يؤلم في هذا الفيديو أنّ يوسف ملاح صادق. أنّه يتحدّث باسم كلّ لبنان بلا سند: “إذا شقّيتم صدورنا تجدون الكربون، ونقول معليش، بدنا نطفّي. ما بعمرنا سكّرنا طريق أو ولّعنا دولاب. عمري 40 سنة وما بعرف فكّ سلاح وما بحبّو”.

ما يؤلم أنّ يوسف مدافع عن حقّه، مدنيّ حقيقي، ولذلك فهو محروم من حقّه. ربما يجب أن يحرق كما فعل مياومو الكهرباء، او أنيقطع الطرق ويصرخ. ويختم: “سنذهب إلى البحر إذا لم يقرّ المشروع، ربما السمك أولى بلحمي”.

السابق
الشيخ أسد عاصي:النائب السابق علي عيد وأولياء الدم يريدون مصالحة حقيقية
التالي
مجلس النواب صادق على قانون تعويضات لعسكريي وضباط 13 ت2 1990