زعيم الفوّالين وفوّال الزعماء: فول بارود ينافس سمك صور

في حيفا عمل العبد بارود لدى شخص لبناني يدعى شفيق الصلح وهو ابن عم رئيس الوزراء اللبناني الاول بعد الاستقلال رياض الصلح. وكان شفيق هذا يملك مطعماً في شارع الملك فيصل في حيفا بجوار الثكنة العسكرية البريطانية، وهو كان مطعماً شعبياً معروفاً بأنّه للفقراء. "زعيم الفوّالين وفوّال الزعماء" هو لقب أطلقه الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون على أبو عاطف البارود ابن مدينة صور. فقد كان شمعون من زبائنه الدائمين.

“زعيم الفوّالين وفوّال الزعماء” هو لقب أطلقه الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون على أبو عاطف البارود ابن مدينة صور. فقد كان شمعون من زبائنه الدائمين، وكان أبو عاطف افتتح محله في السوق القديم العام 1948. وعنه ورث المهنة ولده عاطف الذي يتابع عمله في حيّ الرمل. وابنه المرحوم حسن بقي في مكان أبيه بالسوق. وبعد وفاة حسن في 2009 تولّى اليوم ابنه هشام المسؤولية. واليوم ما زال مطعم بارود مقصداً لعدد كبير من الزبائن الذين يأتون اليه من صور وجميع المناطق، فشهرة المطعم تسبقه. ليصبح فول صور بأهمية سمكها.

العبد بارود (أبو عاطف) من مواليد صور في العام 1920. كان في عمر 9 سنوات عندما بدأ يعمل في احد الافران. لكنّ راتبه لم يكن يكفيه وظلّ يعاني من الفقرا. ما دفعه للهجرة إلى فلسطين قاصداً العمل في حيفا التي كانت تحت السيطرة البريطانية وكانت الاوضاع الاقتصادية فيها أكثر ازدهاراً.

في حيفا عمل العبد بارود لدى شخص لبناني يدعى شفيق الصلح وهو ابن عم رئيس الوزراء اللبناني الاول بعد الاستقلال رياض الصلح. وكان شفيق هذا يملك مطعماً في شارع الملك فيصل في حيفا بجوار الثكنة العسكرية البريطانية، وهو كان مطعماً شعبياً معروفاً بأنّه للفقراء. كما أنّ شفيق الصلح نفسه كان يملك مطعماً آخر في حيفا ولكن للطبقة الارستقراطية الغنية.

أما العبد بارود فكانت وظيفته اميناً على المطعم الاول وتميز بلقمته الطيبة فجعل منه شفيق اميناً على المطعمين. وكان العساكر الانكليز يقصدونه بكثرة حتى اشتهر المطعم الاول بإسم “مطعم العبد بارود”. فقد امتلك ابو عاطف (الخلطة السرية) في صناعة الفول، وهي خلطة لم يفصح عن مكنوناتها واسرارها إلا لولديه عاطف وحسن. ومن عاطف انتقلت الى ولديه حسين وباسل، وعلى يدي أبو عاطف بارود تتلمذ أشهر معلمي الفول في صور.

مرض ابو عاطف وبدأ كتفاه يؤلمانه، لكنه لم يترك العمل وظل يعمل حتى العام 1992 حيث توقف عن العمل نهائياً. وبعد وفاته عام 2003 وتركه شهرة واسعة واسما كبيرا في تاريخ المطاعم الفولكلورية في لبنان، تابع أولاده مسيرته من خلال مطعم ابنه الاكبر عاطف في حيّ الرمل وابنه حسن في السوق القديم وحفيده حسين ابن عاطف الذي افتتح مطعماً في ضاحية بيروت الجنوبية، فحقّق شهرة كبيرة ونجاحاً باهراً في الضاحية والعاصمة ويعرفه الناس هناك بـ”فول صور”.

السابق
إنتهاء جلسة الحوار في قصر بعبدا وتحديد 5 أيار موعدا جديدا لها
التالي
هاشم نشأت السلمان… وعيُهُ اللحظة كلّفه حياته