الشهر الماضي في النروج نزلت كاميرا خفية وصوّرت طفلا تكاد عظامه تتجمّد من البرد وسط الثلج. كان الهدف من هذه الحملة هو ما تبغيه حملات “إنقاذ أطفال سوريا”: إثارة اهتمام الناس. وكان الطفل، في الشارع، يسترعي انتباه العابرينأ البالغين فراحوا يعطونه معاطفهم وشالاتهم، وانتهى الفيديو بالقول إنّ في سوريا أطفال يتجمّدون، فأعطوهم معاطفكم.
http://www.youtube.com/watch?v=92-QkWpacB8
أصدرت هذه الحملة شريط فيديو بنسخة بريطانية قبل أيّام، صوّر الموت في سيرة طفلة بريطانية عملت على تحريك ضمائر العالم أجمع. إذا بدأ الفيديو بتصوير عيد مولد الطفلة. وانتهى، بعد سلسلة من القصف والإصابات بعيد مولدها التالي تمضيهف يالمستشفى بعد إصابتها بقصف على لندن.
الإعلانان عملت على إصدارهما الوكالة المبدعة “لا تجزع”، ليحاول أن يجعل الغربيين يتخيّلون للحظة أنّ ما يحدث في سوريا يحدث في لندن. تم تصويره بإبداع عاليٍ، عبر استخدام لقطات اللحظة الواحدة لعرض حياة طفلة تعيش حياةً عادية.
تمتد هذه اللقطات على مدى سنة (من يوم ميلادها إلى يوم ميلادها التالي)، فرحنا نرى حياة هذه الطفلة الطبيعية والمليئة بالفرح والغبطة تتحول إلى جحيم من لقطة إلى أخرى حتى تجد نفسها يتيمة ومشرّدة في شبح الحرب. وقد شاهده أكثر من 26 مليون خلال أسبوع واحد.
في نهاية الفيديو يختم الإعلان برسالة تقول: “فقط لأنّ الأزمة لا تحدث هنا لا يعني أنّها لا تحدث أبدا”.
يتزامن توقيت هذا الفيديو مع الذكرى الثالثة لثورة سوريا التي خلّفت وراءها ما زاد عن مئة ألف شهيد وشهيدة وجرح خمسة أضعافهم تقريبا وتهجير الملايين إلى خارج سوريا.
هي حملة عالمية ستستكمل في دول أخرى، لجعل “أطفال سوريا الجائعين والمصابين والبردانين” أقرب إلى عواصم الغرب وقلوب مجتمعماتهم.