حمادة لـ الأنباء: حزب الله يريد تدجين أي رئيس مقبل سلفاً

مروان حمادة

رأى النائب مروان حمادة أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان حقق خلال مؤتمر مجموعة الدعم الدولي للبنان في قصر الإليزيه نجاحا للبنان لا يقل أهمية عن إنجازات مؤتمر باريس 1، 2، و3 التي أتت بالكثير من الأوكسجين على الاقتصاد اللبناني ووفرت معدلات نمو غير مسبوقة للبلد مهما قال المنتقدون. واعتبر أن هذا النجاح لم يرق لبعض الأطراف التي استهدفته وتستهدفه بهجمات غير لائقة تتناوله بالشخصي وبالعام، مشيرا إلى أن المقصود الفعلي من هذا الهجوم هو “إعلان بعبدا” بما يحمل من مبادئ ومعايير تحمي لبنان بكل فئاته بمن فيهم ولو نكروا ذلك اليوم حزب الله وبيئته.

واعتبر حمادة، في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية، أن “التأييد العارم لإعلان بعبدا الذي تمخض عن مؤتمر باريس جاء مكملا للتأييد الوطني الواسع في الداخل وفي العالم العربي”، لافتا إلى أن “إعلان بعبدا هو الإعلان الذي أوصل ربما للمملكة العربية السعودية بتقديم هبة كبيرة للجيش اللبناني تحت مظلة ما يؤكد عليه إعلان بعبدا من توحيد المؤسسات وحصر مرجعية السلاح بالسلطة الشرعية وبالمؤسسة العسكرية”، وأكد أن “الإعلان كما الهبة هما وراء هجوم حزب الله على مؤتمر باريس الذي يحاول اليوم أن يقلل من شأنه ويهزأ بنتائجه في عملية استباقية تهدف إلى منع الجيش اللبناني من الحصول على ما يوفر له قدرة الدفاع عن الوطن من جهته وإبقاء مرجعية تحريك السلاح ومبادرات الحروب الداخلية والخارجية في أيدي الأحزاب والميليشيات”.

وردا على سؤال، قال حمادة: “إن افضل حليف موضوعي للعدو الإسرائيلي هو من يريد إقامة دويلة في لبنان أو حتى من يرفع أعلام التطرف الأعمى في العالم العربي”. ورأى أن “هذه الجدلية بين من لا يريد سلاحا اطلاقا للجيش اللبناني وبين من لا يريد سلاحا ناجعا للجيش يصب في نفس الخانة التي هي إبقاء الفراغ في كل مؤسساتنا السياسية والأمنية والعسكرية”، وأكد أنه “لم يسمع حتى الآن ان فرنسا رفضت نوعا معينا من السلاح وان اللوائح لاتزال قيد التداول بين قيادة الجيش والأركان الفرنسية لكي يتزود لبنان بسلاح متكامل يسمح له بأن يرد أي اعتداء اسرائيلي، وان يمنع أي مغامرة داخلية”.

وعن تمسك الرئيس سليمان بـ “إعلان بعبدا” الذي يعتبره البعض انه أقر على طاولة الحوار التي هي في الأساس غير دستورية، قال حمادة: “إن إعلان بعبدا يلخص كل الثوابت السابقة التي أرست قواعد قيام لبنان كدولة مستقلة نهائية الحدود عربية الانتماء وديموقراطية النظام، من الميثاق الوطني إلى إعلان بعبدا كل ما اتفق عليه تطويرا للميثاق وتفسيرا له يجد ترجمته في هذا الإعلان، ومن تنكر إليه مع احترامي لكل من يجتهد حول الموضوع يتنكر للمواثيق التي هي أحيانا أهم من الدستور والتي تنتج دساتير مثل ميثاق الـ 43 واتفاق الطائف أو تلخص قرارات هيئة الحوار الوطني التي اجتمعت أصلا بدعوة من الرئيس نبيه بري ثم عادت لتلتئم برئاسة الرئيس ميشال سليمان”. ورأى أنه “لا تناقض بل تكامل بين الإعلان وكل ما سبقه بالإضافة إلى قانونية الإعلان دوليا باستناده إلى قرارات الأمم المتحدة وخصوصا القرار 1701 والى برغماتية سياسية أقرت بها من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بالدعوة إلى النأي بالنفس عن الصراعات العربية”.

وحول موقف الرئيس سليمان الذي دعا فيه إلى عدم التشبث بمعادلات خشبية جامدة تعرقل البيان الوزاري وبالتالي إسقاطه لثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” ما استدعى هجوما من “حزب الله” عليه، اجاب حمادة: “إن هذه الثلاثية لم تعد مقدسة ربما كانت مقدسة حتى التحرير 2000 وانتفت قدسيتها كاملة في 7 و8 أيار وانقلبت شيطانية في التدخل العسكري السافر إلى جانب نظام الأسد في سوريا والذي فتح علينا في لبنان أبواب جهنم”.

وعما اذا كان للاستحقاق الرئاسي صلة بمعركة البيان الوزاري وبالتالي قد يكون الرئيس سليمان قد أيقن أن التمديد قد سقط من حساباته، رأى حمادة ان “التمديد لا يدخل في حسابات الرئيس سليمان وإلا لما أقدم على تغليب الموقف المبدئي على المصلحة الرئاسية”، مشيرا إلى أن “الرئيس سليمان لو أراد التمديد لما ذكر حزب الله بموجبات انتمائه إلى الوطن واحترام قوانينه”، لافتا إلى أن “حزب الله هو الذي أطلق معركة استباقية لتدجين أي رئيس مقبل سلفا ولشل الرئيس سليمان في أشهر ولايته الأخيرة خصوصا منعه من تسلم الجيش للهبة السعودية”.

وردا على سؤال قال حمادة إن هناك مرحلتين، الأولى هي أن حزب الله عندما وافق على إعلان بعبدا لم يكن يتوقع أن ينتج عن الإعلان نتائج والتزامات تصل إلى حد الإدانة اللبنانية والعربية والدولية لمبادرته العسكرية، لافتا إلى أن تراجع الحزب عن إعلان بعبدا فيما كان واضحا أن الإعلان بحد ذاته وليس البيان الوزاري اليوم هو الذي قضى على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

السابق
الأنباء: التيار الوطني مكتفٍ بمتابعة ردود الفعل على الحملة على الرئيس سليمان
التالي
الأنباء: انهيار التحالف بين فرنجية وفايز غصن