مذكرة بكركي : دعوات لإطلاق «إرشاد إسلامي»

تكثر القراءات في مذكرة بكركي ويصل بعضها الى حد الطلب من الكنيسة ان تكون «صاحبة العصا السحرية» التي تملك الحلول لكل مشاكل لبنان. في مداخلات المحاضرين الخمسة الذين جلسوا في موقع المواجهة في مركز فارس ورد بعض من «تكبير البيكار» هذا. القاضي عباس الحلبي دعا بكركي الى ان «تسمي الاشياء باسمائها في مسألة تسليم السلاح غير الشرعي الى الدولة». وعندما سئل عن تداعيات بيان كنسي يتضمن دعوة «حزب الله» مثلا الى تسليم سلاحه، تحدث عن «حصانة بكركي». رئيس «الرابطة السريانية» حبيب افرام تجاوز «المذكرات» الى «الثورات». أما السيّد هاني فحص فاختصر بكلمته مناشدات الجميع «بأن تكون المذكرة الكنسية مدخلا لفتح باب الحوار بين اللبنانيين حول مستقبل الدولة اللبنانية».

في الجهة المقابلة، شكلاً، جلس عضوا اللجنة الاستراتيجية في بكركي المطران سمير مظلوم والوزير السابق سمير مظلوم. واما تعقيبهما المقتضب على المداخلات والاسئلة فيمكن اختصاره بأن «هدف المذكرة ليس الدخول في تفاصيل الحلول لمشاكل لبنان بل دق ناقوس الخطر وفتح باب النقاش والتفكير بين اللبنانيين». مظلوم وفحص توافقا على اللامركزية في ظل «مركزية قوية»، واسف النائب البطريركي «لكوننا في زمن وكأننا ندمر فيه كل ما بناه فؤاد شهاب».
كلمة الافتتاح كانت للباحث في المركز ميشال ابو نجم الذي تساءل عن امكان تشكيلها خطة عمل العهد المقبل. اما في المداخلات التي ادارها السفير عبد الله بوحبيب، فأشاد فحص بالمذكرة خاصة بالنسبة للميثاقية. لكنه لفت الى ان كلامها عن لبنان «متعاون مع الخارج ليضمن استقلاله» لا يصح إلا بشرط الندية، وإلا أصبح كل كيان صغير عرضة للزوال. وأعلن حماسته للامركزية شرط ان تكون من ضمن المركزية. وأمل ألا تتحول هذه الوثيقة الى ذكرى كما حصل مع المجمع الماروني البالغ الأهمية والسينودس من قبله والذي شارك فيه المسلمون.
الحلبي رأى في المذكرة «قاعدة للحوار اللبناني الشامل»، ودعا المسلمين إلى إصدار مذكرات وطنية مماثلة. وشدّد على أن تفعيل هذه المذكرة يحتاج إلى إجراءات عملية كي لا تضيع كسائر الاوراق الصادرة عن بكركي، مقترحاً ان تكون آلية التنفيذ بعقد مؤتمر وطني أو طاولة حوار مخصصة لبحث هذه الورقة، وسائلاً عن إمكانية نجاح سيّد بكركي في إقناع بعض الفرقاء المسيحيين بالقبول بمضمونها. وأخذ على المذكرة مجانبتها تأثير الصراع السني الشيعي السلبي على الوجود المسيحي، وخطر استقدام الأفكار المتطرّفة والتفسيرات الفقهية التكفيرية من النموذج السعودي، والارتباط الفقهي بنظرية ولاية الفقيه من النموذج الإيراني.
افرام اعتبر أن وضع لبنان والمسيحيين بات يحتاج إلى ثورة لا مجرّد مذكّرة. وسأل عن أي مساواة وتعددية تتحدّث المذكرة، فيما صنّف النظام الناس درجات، ولا يعترف البلد بخصوصية القوميات كالأكراد، والأرمن، والاشوريين، مشيراً إلى أن أوّل الهواجس في بناء الدولة يجب أن يكون إقرار قانون انتخابي يؤكد على تمثيل حقيقي للمسيحيين وللجميع.
وسأل افرام عن معنى الحياد في الملف السوري، وعن رؤية المسيحيين لكيفية مواجهة الفكر التكفيري، وعن قدرة الجيش على حمايتهم وعن احتمال تشكيل سرايا دفاع مناطقية إلى جانب الجيش، وعن إمكانية إعادة العمل بخدمة العلم، إضافة إلى كيفية التعامل مع وجود مليون لاجئ سوري.

السابق
لقاء بين سليمان وسلام في قصر بعبدا في هذه الاثناء
التالي
البروتينات الحيوانية تسبب السرطانات كالسجائر