فورد: نهاية اللعبة في سورية كانتونات

سفير الولايات المتحدة في سوريا

قدم سفير الولايات المتحدة السابق لدى سورية روبرت فورد تقييماً متشائما للحرب في سورية، متوقعا في أول تعليق علني له منذ تقاعده، ان تكون نهاية اللعبة هي «كانتونات الأمر الواقع التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المحلية».

وألقى فورد خلال مؤتمر عقده في جامعة تافتس الأميركية معظم اللوم عن الفشل في احتواء الحرب الدامية على الرئيس بشار الأسد والداعمين الدوليين لحكومته، وقال أن انقسام الكتائب المعارضة وتواجد تنظيم «القاعدة» ومخاوف الأقليات في البلاد هي وصفة مثالية لأي نزاع طويل الأمد.

واوضح فورد نقلاً عن تعليقات خاصة من قبل مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي ان «السبب الرئيسي لهذا المأزق كان واضحاً للغاية فالسبب في فشل جنيف – 2 هو الجعفري 100 في المئة»، في اشارة الى السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي قاد وفد النظام في محادثات السلام.

واعتبر ان «القاعدة العلوية الداعمة للأسد مهزوزة أكثر بكثير مما تبدو»، مشيراً الى قيام تظاهرات مناهضة للحكومة حتى في القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد، وقال ان ما يمنع العلويين والأقليات الأخرى من التخلي عن الأسد هو الخوف الحقيقي من الذبح من قبل الارهابيين الأجانب في حال سقوط الأسد. وأضاف أن المعارضة وحدها يمكن أن تخفف من هذه المخاوف.

وتابع ان «الممثلين الدوليين في الجولة الأخيرة من المحادثات فوجئوا بعدد من الرسائل التي حصلوا عليها من دمشق والتي تتحدث عن الأمل بنجاح المحادثات حتى في المجتمع العلوي الذي يرغب في الخروج من الأزمة التي وضعتهم في مكان لا يرغبون به.»

وقال فورد ان الولايات المتحدة تعتقد بالحاجة الى الموافقة على المفاوضات من قبل جماعات مثل «الجبهة الاسلامية» ومجموعة من الألوية الجهادية و»لا يمكن التفاوض بشكل جديّ دون مشاركة من يحمل البندقية» كما أن هذا الاستنتاج يجب أن يمتد ليشمل النظام ومن يحارب الى جانبه مثل «حزب الله» وقوات الحرس الثوري الايراني.

واعترف فورد أن التعامل مع دعوة ايران الى «جنيف – 2» كان «فوضوياً» في اشارة الى سلسلة من الأحداث التي أدت الى دعوة ايران الاستباقية الى «جنيف – 2» ثم الغائها قبل انهيار المحادثات بسبب مقاطعة المعارضة.

وقال انه «ان تم استخدام القوة ولم تنته الحرب الأهلية سيقول الناس: حسنا، والآن ماذا ستفعل؟ وينتهي الأمر بك الى التصعيد فحسب وهذا ما يجعل الرئيس باراك أوباما في حالة من التردد ولكنني اعتقد أنه يود فهم ما سيحققه استخدام القوة؟ وكيف يمكننا السيطرة على اتجاهنا؟ ومن الصعب جداً الادعاء أننا سنتمكن من ذلك».

ولكنه أكد أن أوباما ليس خائفاً من استخدام القوة، واضاف «انه نفّذ عملية بن لادن وحصل على نتائج كبيرة. لا أريد القول ان الولايات المتحدة لن تستخدم القوة في سورية مطلقاً فأنا لا أعتقد ذلك».

وقال فورد ان الدولة تنهار بشكل تدريجي كما تفتقر الى القوى البشرية لاستعادة مناطق مثل محافظة الرقة ودير الزور أو الشمال الكردي. والمقاتلون الأجانب الذين يعتمد عليهم النظام ليسوا مضطرين لتحمل تلك المعركة. وأيضاً لا يمكن للمعارضة التغلب على النظام في جميع أنحاء البلاد، معتبرا ان «نهاية اللعبة الأكثر احتمالاً هي كانتونات الأمر الواقع التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المحلية».

السابق
روسيا – أميركا.. الصراع الساخن
التالي
اسرائيل ترفع منطاد تجسس