إنتحارية عرسال: رجال حور عين لنساء الجنة؟

عندما ذكر الله، في كتابه الكريم، المغريات الموجودة في الجنة من مأكولات ومناظر جميلة ومساكن وملابس فإنه يشمل الذكر والأنثى. والله أغرى الرجال وشوقهم بذكر ما فيها من الحور العين والنساء الجميلات. لكن لم يرد مثل هذا للنساء فما هو السبب؟ وما الذي دفع امرأة كي تنقل سيارات مفخخة إلى الضاحية؟

من المعلوم أن من طبيعة النساء الحياء، ولهذا فإن الله تعالى لا يشوقهن إلى الجنة بما يستحين منه. فشوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة، ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة. أما المرأة فشوّقها إلى الزينة من اللباس والحليّ يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جُبلت عليه.

فقد ذكر الله الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب، وهو الراغب في المرأة، لذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة، وسكت عن الأزواج للنساء. ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج، بل لهن أزواج من بني آدم. ومن حالات هذه النساء:

المرأة التي تموت قبل أن تتزوج،

او تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر،

او تكون متزوجة، او أنها تموت بعد زواجها،

او أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت،

او أن يموت زوجها فتتزوج بعده.

هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة. أما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله في الجنة من رجل من أهل الدنيا. وإذا لم تتزوج في الدنيا فإن الله يزوجها ما تقرّ بها عينها في الجنة.

فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور. بل هو للذكور والإناث، ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة. ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. أما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي أيضا في الجنة.
أما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة. والمرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا.

والسؤال الابرز: هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟ فقد ورد في الحديث الصحيح قوله للنساء{إني رأيتكن أكثر أهل النار..} وفي حديث آخر قال{إن أقل ساكني الجنة النساء} [أخرجه البخاري ومسلم]، وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا(زوجتان) أي من نساء الدنيا. فاختلف العلماء لأجل هذا في التوفيق بين الأحاديث السابقة: أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟

فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض(النساء أكثر ولد آدم). النساء يحسب الاحاديث الدينية هن الاكثر عددا في النار، وإذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها.

وورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله. فهذه الجنة قد تزينت لمعشر النساء كما تزينت للرجال. والجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط.

هي أسئلة وردت الى بعض المشايخ بعدما تبين أن امرأة كانت تنقل سيارات مفخخة من عرسال إلى ضاحية بيروت الحنوبية.. فهل كانت تبحث عن حور العين من الرجال في الجنة.. كما يفعل الإنتحاريون، الذكور؟

وقد بات الشيوخ يصورون ما يتلائم وسياساتهم في شرح الجنة والنار للمؤمنين، فهل هذا  ينطبق على الحور العين المختصين بالنساء؟؟

السابق
القاصر تتزوج في لبنان رغم أنف القانون
التالي
ريفي:اللقاء مع صفا للتواصل السياسي والأمني