أندية العرقوب (1): إفلاس وسياسة ونشاطات صورية

العرقوب
ما هي أحوال الأندية والجمعيات الثقافية والاجتماعية في منطقة وادي التيم والعرقوب. هنا حوار مع القيّمين على بعضها، ومنهم رئيس التجمع الوطني لأبناء العرقوب وحاصبيا امام علي حمدان ومع التربوي عفيف سليمان العضو المؤسس للمنتدى الثقافي الاجتماعي في كفرشوبا ومع الأديب غالب سليقا ابن قرية الفرديس، وهم شرحوا دورهم وأهمية هذه الأندية الثقافية. وخلاصة الحوارات أنّ هذه الأندية تُواجه الكثير من التعقيدات بسبب الأحوال السياسية والكثير من المشكلات المالية".

اللقاء الأول كان مع رئيس التجمع الوطني لأبناء العرقوب وحاصبيا امام علي حمدان. الذي قال: كان لي شرف الاسهام في تأسيس ورعاية هذا التجمع منذ العام 1980 والذي ضم التكوينات الاجتماعية والسياسية بين العائلات المختلفة في تلك المرحلة وهي التي تشكل عصب حياة التجمع لذلك نحن نحترم التعددية السياسية، وتوجهاتها الفكرية شرط أن لا تلبس الرداء العصبوي والطائفي والمذهبي، علماً أن هذه القوى موجودة، وقد نمت في البلدة في الآونة الاخيرة بشكل بارز، نتيجة التغيرات السياسية وتوفر الدعم. ويمكنني القول إن هذه القوى لا يمكن أن تشكل بيئة اجتماعية حاضنة لها الا بصورة مرحلية، لأن ثقافتها تتمحور على اسس العصبية المذهبية والطائفية وهذا النهج لا يتطابق مع كل العائلات التي تتمثل في البلدة وفي التجمع.

• هل هناك تدخلات خارجية تقدم لكم المساعدات؟

رغم التدخلات الخارجية، وتسليم البعض هذه المساعدات التموينية وغيرها، تبقى الأكثرية في البلدة تعتبر هذه الظاهرة آنية، بسبب تدفق النازحين السوريين الى البلدة. أما على الصعيد الثقافي والسياسي فهي، محدودة وأنني أؤكد أنه مع السنوات الأولى لولادة التجمع في العام 1980، كان المشهد الاجتماعي مختلفاً حيث كانت المشاركة من مختلف الفئات الأجتماعية والسياسية. وقد اضحت قضية مزارع شبعا المحتلة ومرتفعات كفر شوبا على رأس القضايا المثارة، على مستوى الداخل والخارج حيث قمنا بمجموعة لقاءات وبمشاركة من النائب السابق منيف الخطيب، وقد التقينا برؤساء الجمهورية ورؤساء الوزراء لبنانيين وسوريين سابقاً، كما أننا أصدرنا عشرات البيانات في حينه، وفي تلك المرحلة كانت مصادر سياسية عديدة تدعم ولكنها لم تدعم التجمع من أجل استثماره سياسياً أو مذهبياً او طائفياً.

أما عن التفاعل الاجتماعي والثقافي فقال حمدان: لا يمكن أن يكون هناك تفاعل الا بعد التوحد على الاهداف. قالتفاعل يتم بين الجماعات أو الأفراد التي تستجيب، وقادرة  على تحقيق الطموحات المرجوة للناس. أما الجماعات المؤسسة لأندية ثقافية واجتماعية وتنموية وأفرادها لا يلتقون على هدف، لا يمكن أن يتم بينهم تفاعل بسبب اختلافهم على الهدف المنوي تنفيذه، بل أهدافهم سياسية لذلك فهم لا يستطعون ان يحققوا التفاعل بسبب الأختلاف في التوجهات، وهذا ناتج عن الظروف السياسية التي استجدت، بعد اغتيال الرئيس الحريري وانا على قناعة بأن النخب الثقافية والمشبعة بالتفاعل مع مجتمعها، يفترض  أن تراعي الظروف في كل زمان ومكان وتترفع عن الخلافات الضيقة بين العائلات من اجل مصلحة البلدة، او المنطقة عموماً

تساؤلات

وكان لقاؤنا الثاني مع  التربوي عفيف سليمان العضو المؤسس للمنتدى الثقافي الاجتماعي في كفرشوبا، سألناه: كيف يمكن ان تنجح منتديات ثقافية ديمقراطية غير مرتهنة في بلد كثرت فيه الازمات ويعاني من المشاكل (قديماً وحديثاً) الاقتصادية والسياسية والامنية التي تواجه كل الناس، فأجاب: في ظل هذه الظروف الصعبة، وهي الاسوأ في تاريخ بلدنا، الذي يعاني من الطائفية والمذهبية ومن ارتدادات البركان السوري على المستويات كافة، الامنية والسياسية والاجتماعية والسكانية، اضافة الى مقاطعة اصحاب الربط والحل من الكتل السياسية لبعضهم البعض، بناء على هذا الواقع، كيف يمكن لمنتدى ثقافي او جمعية تنتمي لهذا الفريق أو ذاك الفريق، أن تنجح وتنجز أعمالاً. في الوقت نفسه نعرف امكانيات هذه الجمعيات التي بالكاد تفتح مركزاً تستقبل فيه الناس باعتبارها غير منتمية لأي فريق سياسي، لذلك لا مصادر لتمويلها طالما العاملون فيها بمجملهم هم خارج إطار فرض الراي السياسي. وفي سياق آخر، كيف يمكن نجاح أي منتدى أو جمعية، في ظل تراجع الاحزاب ذات التوجه العلماني الديمقراطي والقومي العربي الوحدوي، فالمثقف والمواطن العادي المبدئي، المؤمن بهذه المباديء يعاني من مشاكل عديدة وفي الخصوص من الحالة الطائفية، بسبب بنية النظام السياسي والسيطرة على الاحزاب الديمقراطية والشعبي

ويضيف سليمان قائلاً ان من أولويات الأندية الثقافية، أن تكون محور حركة النضالات لأمور مطلبية من أجل الحريات أو الديمقراطية. هذا بالإضافة الى اهتمامها، بالقضايا التربوية والاجتماعية والصحية والتنموية. انطلاقاً من هنا يفترض بالأندية الثقافية أن تكون جامعة لكل هذه التوجهات، وإن اختلفت وجهات النظر، ويجب أن يبقى السباق والتنافس على مشاريع تنموية لخدمة الناس في بلداتهم.

تعقيدات

وفي لقائنا مع الأديب غالب سليقا ابن قرية الفرديس وبسؤالنا له عن مشكلة تأسيس الأندية الثقافية: أجاب إن مشكلات التأسيس للأندية الثقافية، لا ترتكز على مشروع ثقافي أو توجهات ثقافية وسياسية ان لم تكن موحدة في الأراء، وهنا تظهر بوضوح تبعية الهيئة التأسيسية أو أكثريتها لقوى سياسية مؤثرة وفاعلة، لذلك فالأندية الثقافية في منطقة العرقوب صوريّة، ولا زالت تواجه الكثير من التعقيدات، بسبب الوضع السياسي القائم، وليست المشكلة فنية أو إدارية. وأن ما يحتاجه الناس هو فصل مطالبهم عن التعقيدات السياسية والابتعاد عن البروزة (الأنا) للأندية الثقافية والتنمية، والخروج من العزلة وهذا سببه غياب وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الاجتماعية عن المنطقة. بالرغم من أن كل الأندية الثقافية في المنطقة تفتح ذراعيها للمساعدات والخبرات، من كل الاطراف أنذاك كما أنها يمكن أن تفعل شيئاً في ميادين الثقافة مثل انشاء مكتبة عامة واقامة الندوات الثقافية والتربوية والكشفية. وأضاف سليقا قائلاً: تعتبر الأندية الثقافية في القرى من وسائل الاعلام بالأضافة الى معالجة المشكلات التي قد تحصل في القرية.

السابق
الخبير الاقتصادي غازي وزني: 2014 سيكون قاتماً
التالي
تفجير ذخائر في تول ويارين